توقع عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، أن يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لرئاسة الجمهورية «خضوعاً للرغبة الشعبية»، مؤكداً أن صوته «سيكون للرجل».
وحض موسى، في تصريحات لـصحيفة الحياة اللندنية، جماعة الإخوان المسلمين على ترك العنف والانضمام إلى العملية السياسية وتشكيل جبهة معارضة، متوقعًا أن تقبل القوى الدولية المناوئة للحكم الموقت بـ «الأمر الواقع»، ونصح السلطات المصرية بشكوى قطر إلى مجلس التعاون الخليجي.
وأعرب عن ثقته بتمرير الدستور الذي ترأس لجنة تعديله، مؤكدًا أنه يقف في صدارة جبهة الداعمين لترشح السيسي باعتباره "خياراً شعبياً"، بل ذهب إلى استبعاد فرضية عدم خوض السيسي" السباق الرئاسي، قائلاً: "يجب أن نلتزم بالرأي الشعبي الذي يريد الرجل، وهذا تكليف للرجل، ولا مناص من ذلك".
وقلل من ردود الفعل الغربية في حال وصول الفريق السيسي إلى سدة الحكم، قائلاً: "فليقل الغرب ما يريد وليقل الشرق ما يريد والإخوان أيضا، الشعب يقول عايز السيسي ويجب أن نرضخ له"، لكنه شدد على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة وتحت رقابة دولية حتى لا يشكك فيها أحد، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي أرسل بعثة مراقبين لعملية الاقتراع على الدستور، إضافة إلى وجود المجتمع المدني المصري والصحافة العالمية.
أما عن شكل المنافسة في الاستحقاق الرئاسي، فرأى موسى، ضرورة وجود منافسة مع السيسي، لافتا إلى أن بعض الأسماء طرحت نفسها للترشح مثل المرشحين السابقين الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح والناصري حمدين صباحي.
وتطرق موسى إلى ملف المصالحة مع جماعة الإخوان، لكنه ألقى بالكرة في ملعبها ونصحها بالتخلي عن العنف والانضمام إلى صفوف المعارضة، بالتزامن مع محاكمات بحق من وقف خلف العنف والقتل الذي حدث خلال الفترة الماضية، موضحًا أن الدستور الذي سيتم الاستفتاء عليه لا يستبعد أي طيف سياسي، وعلى (الإخوان) وقف العنف وتشكيل جبهة للمعارضة.
وقال: «ونحن في طريقنا إلى الإصلاح نحتاج إلى معارضة لكن على أسس سياسية سليمة.
الجماعة لا تتدارك أخطاءها
لكنه لفت إلى عدم وجود دلائل تشير إلى تدارك الجماعة لأخطائها الماضية، وقال إن «الإخوان أمام فرصة، يجب أن يعيدوا النظر في موقفهم، والبداية تكون بوقف العنف، وهم يفقدون من شعبيتهم يوما بعد يوم، هل يعتقدون أنهم سيهزمون الجيش؟ لن يستطيعوا هزيمة الجماهير، مصالح الناس أصبحت مهددة جراء أفعال الإخوان، يجب أن يفيقوا، وعندهم فرصة في الدستور الجديد يجب أن يستفيدوا منها»، ودافع «موسى» عن تدخل الجيش لإزاحة محمد مرسي، معتبرًا أن هذا الإجراء «منع حربا أهلية في مصر، ولم يكن انقلابا».
ودافع عن تفضيله إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية، قائلاً إن «لدى مصر الآن رئيس، وبالتالي فالمنصب ليس شاغراً، وإنما نحن الآن في فراغ تشريعي وبالتالي نحتاج إلى انتخاب مجلس نيابي يفرز حكومة منتخبة، ترسل رسائل بأن مصر بدأت مرحلة الاستقرار، ويجب على الحكومة الجديدة أن تبدأ عملها بإعادة بناء مصر اقتصادياً واجتماعياً، والدستور واضح في أشياء كثيرة جداً، ويتضمن ثلاثة عناصر مهمة هي: الحقوق والحريات ومصالح المواطنين بما فيها ملفات التعليم والصحة والبيئة والمسنين والعجزة».