هل يعتبر المسلمون القرآن الكريم حجة دامغة ...؟

عبداللطيف سعيد في الثلاثاء ٠٣ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

هل يعتبر المسلمون القرآن الكريم حجة دامغة ...؟
عبد الطيف سعيد

إن الذين يقولون ان النبى عليه الصلاة والسلام كان لا يكتب
ولا يقرأ .. هل فعلا يرضون بالقرآن حجة دامغة ؟...
إذا كانوا يرضون بالقرآن حجة دامغة ألا تكفى آية واحدة فى
القرآن للتدليل على أن الرسول كان يكتب ويقرأ ؟..
لماذا كل هذا الجدل حول ماقاله الدكتور أحمد صبحى منصور.؟
اليس هذا يعد انتصارا للتراث الذى كتبه المسلمون والذى يناقض
القرآن الكريم ..؟
لماذا لا تنتصرون للقرآن الكريم والذى أنزله وحفظه رب
العالمين...؟
ما الحكم إذا وجدت آية واحدة فى القرآن تخالف ما تعتقد ..؟
هل تأخذ بها وتترك ماتعتقد أم تتمسك بما تعتقد وترفض الآية
القرآنية ..؟
ماذا تفعل لو اصطدمت آية قرآنية واحدة مع أفكار كل البشر..؟
فى اى معسكر ستنضم . الىمعسكر الله وكتابه أم إلى معسكر البشر
وماكتبوه ؟.
لماذا لا تكفيكم الآية القرآنية وتذهبون إلى جدليات من التراث ليكون
لها اليد العليا على القرآن الكريم.
لماذا لا تكتفون بالقرآن الكريم وتتركون اقوال التراث المناقضة له..؟
انى والله لأخاف ان ينطبق عليكم قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) العنكبوت 51 ،52 )
لماذا لا تكتفون بالله سبحانه تعالى وكتابه وتتركون اقوال البشر.
والله إنى لأخاف أن ينطبق عليكم قول الله سبحانه وتعالى ( اليس
الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ) الزمر36 )
لماذا لا تكتفون بالله وكتابه ولا تخافون من الذين من دونه وكتبهم
الصفراء الفاقع لونها والتى تسر الناظرين .
لماذا لا ترضون بالله حكما وكتابه ..؟
والله إنى لأخاف أن ينطبق عليكم قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز
( أفغير الله أبتغى حكما وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين ءاتينهم
الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ) الأنعام 114
فنحن ـ القرآنيين ـ نفعل كما كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم لا نبتغى حكما غير الله
وكتابه المفصل ( تفصيل كل شئ) .
وإن كنت تكتفى بالقرآن الكريم حجة دامعة وحكما وتكتفى بالله سبحانه وتعالى حكما
اقرأ معى هذه الآيات:(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)"العنكبوت 46"47، 48 ).
فى الثلاثة آيات السابقة من سورة الكهف من كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه نستخلص منها الحقائق التالية:
1- عدم مجادلة أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم (ولا تجادلوا
أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم )
2- ماذا نقول لهم ( وقولوا آمنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم )
3- وايضا نحن مأمورون أن نقول لهم (والهنا والهكم واحد د ونحن له مسلمون)
4- كما سبق من إنزال الكتب فإن الله أنزل اليك الكتاب (وكذلك انزلنا اليك الكتاب)
5- الذين آتاهم الله الكتاب يؤمنون به (فالذين آتايناهم الكتاب يؤمنون به) أى أصحاب
الرسالة الخاتمة .والذين نزل عليهم القرآن الكريم يؤمنون بالكتاب أى القرآن .
6- ومن أهل الكتاب السابقين أهل التوراة والإنجيل من يؤمن أيضا بالقرآن (ومن هؤلاء من يؤمن به)
7- من الذى يحكم الله عليه بالكفرمن عباده ..؟ هو الذى يجحد بآياته سواء كان من أهل التوراة أو
الإنجيل أو القرآن أو غيرهم ( وما يجحد بآياتنا إلا القوم الكافرين ) وهذا حق من حقوق الله (بعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور)
8- وقبل القرآن لم تكن تتلو أى كتاب سماوى [ التوراة – الإنجيل – إلخ..] ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب) ولكن بعد القرآن فإنك تتلو القرآن
9- وقبل القرآن الكريم لم تكن تخط أى كتاب سماوى بيمينك لإن ذلك كان سيجعل المبطلون يرتابون(ولا تخطه بيمينك إذا لإرتاب المبطلون ) أى أنك بعد نزول القرآن بدأت تخطه أى تكتبه وبيدك اليمنى .
ونؤكد على ما اوضحناه سابقا فى رقمى 9-8 على الآتى:
التلاوة فى آية (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) كانت تلاوة من المكتوب بدليل ( ولا تخطه بيمينك)
وذلك لإن الذى يخط بيمينه ( أى يكتب بيمينه ) يستطيع القراءة .
لإنه من المعروف أن عملية القراءة والكتابة مرتبطتان ببعضهم البعض أى أن الذى يكتب يستطيع ان يقرأ
بل أن حرفة الكتابة تعتبر اعقد من القراءة .
قضية المصطلحات
من المعروف أن لكل علم مصطلحاته الخاصة به ولقد تعلمنا هذا من خلال دراستنا العملية .
فالطب له مصطلحاته والهندسة لها مصطلحاتها والزراعة لها مصطلحاتها والكمبيوتر أيضا كعلم حديث
والأدب ....... إلخ
ومن غير ضبط هذه المصطلحات فإنه يحدث تداخل فى المعانى لإنه من المعروف أن اللغة أى لغة هى
كائن متحرك تتطور وتضمحل بحسب العطاء الذى يعطيه أصحاب اللغة وتطورهم .
ولذلك فإننا نرى أنواعا مختلفة من القواميس مثل القاموس الطبى – الهندسى .... إلخ .
إذا لكى تفهم علم ما عليك إلا بالرجوع الى مصطلحاته هو من خلاله هو ...وحتى التراث له مصطلحاته المتعارضة ، واقرأوا آخر ما تم نشره للدكتور أحمد صبحى منصور عن الحياة الدينية فى مصر المملوكية فى ثلاثة أجزاء ، وقد شرح فيه مصطلحات التصوف ، وشرح أيضا فى مؤلفات أخرى مصطلحات الفقه السنى وتعارضها مع القرآن. واوضح ان مصطلح "أمى " و"أميين " فى القرآن لاتعنى إلا أهل الكتاب مقابل العرب.
أن القرآن لا يمكن فهمه إلا من خلال معرفة مصطلحاته ، ومعرفة مصطلحات القرآن عملية سهلة ميسرة ، وقد يسرها الله تعالى الذى جعل القرآن ميسّرا للذكر. أقرأ القرآن بفهم ووعى وتدبر وبإيمان أنه وحده هو المصدر الوحيد للأسلام واطلب من الله الهداية ، وارجع إلى القرآن لتتعرف على مصطلحاته بتدبر آياته ، تماما مثلما تفعل فى بحث أى كتاب . لا بد أن تتجرد من كل هوى وغرض ونتائج وعقائد مسبقة. لا تفرض معارفك على القرآن . لا تفرض أهواءك على القرآن ، لا تفرض عقائدك على القرآن بل اجلس أمام القرآن تلميذا تطلب العلم والمعرفة والهداية مستعدا لأن تلقى بكل ما لديك إذا خالف القرآن ، عندها ستفهم القرآن . وبنفس الطريقة لا يمكن أن تفهم أى كتاب كتبه البشر دون أن تقرأه قراءة موضوعية وبدون معرفة مصطلحاته.
هدانا الله الى حسن الإيمان بالقرآن .
م .عبد اللطيف سعيد







اجمالي القراءات 17772