هل اسرائيل أرحم من حماس ؟ إسرائيل تنقل الفارين من غزة إلى الضفة الغربية

في الإثنين ٠٤ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أريحا (الضفة الغربية) (رويترز) - نقلت اسرائيل يوم الاثنين 88 فلسطينيا من أنصار حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الضفة الغربية بعد يومين من فرارهم من قطاع غزة إثر اشتباكات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ورافقت مركبات الشرطة والجيش الاسرائيليين الحافلتين اللتين كانتا تقلهم عبر اسرائيل إلى أريحا الخاضعة للسلطة الفلسطينية وجرى نقل الرجال إلى مجمع أمني تديره قوات تهيمن عليها فتح.

وقالت اسرائيل إن 181 فردا من عائلة حلس وهي من أقوى عائلات غزة الموالية لحركة فتح التي يتزعمها عباس طلبوا اللجوء المؤقت في إسرائيل بعد اشتباك شرس مع حماس في الحي الذي تقطنه العائلة في مدينة غزة يوم السبت. وقتل في الاشتباك 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 90 .

وقالت حماس إنها نفذت الغارة على حي الشجاعية الذي تقطنه عائلة حلس يوم السبت للقبض على رجال متهمين بالضلوع في تفجير وقع يوم 25 يوليو تموز وأسفر عن مقتل خمسة من أعضاء حماس وفتاة.

وقالت اسرائيل إنها أعادت 60 فردا من عائلة حلس ثانية إلى قطاع غزة بناء على طلب من عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وأضافت أن فياض تعهد بأن يعود الباقون إلى غزة "بأسرع ما يمكن".

لكن الجيش الاسرائيلي قال في بيان "السلطات الاسرائيلية أوقفت العملية (الإعادة) ... بعد أن تلقت معلومات بأن حماس تلقي القبض عليهم وأن حياتهم معرضة لخطر فوري."

وفي وقت سابق قدمت جماعة حقوقية إسرائيلية إستئنافا إلى المحكمة العليا دفعت فيه بأن إرغام أفراد عائلة حلس على العودة إلى غزة سيكون عملا غير إنساني.

وقال سامي أبو زهري وهو من مسؤولي حماس إن عائلة حلس موضع ترحيب في غزة وإن حماس تطمئنهم على سلامتهم. لكنه صرح بأن هرب أفراد من عائلة حلس لإسرائيل يثبت أنهم متورطون في خرق القانون.

وقال رئيس الإدارة المدنية للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية يوئاف مردخاي إن اسرائيل نقلت الفلسطينيين إلى أريحا بناء على طلب حكومة عباس "كبادرة إنسانية".

وقال للصحفيين إن الرجال الثمانية والثمانين الذين وصلوا يوم الاثنين لن يسمح لهم بمغادرة البلدة في الوقت الراهن.

وقال مسؤول أمن اسرائيلي إن 16 فلسطينيا لازالوا في المستشفى في إسرائيل وإن 13 لازالوا رهن الاستجواب الاسرائيلي. وأضاف أن أربعة من أفراد عائلة حلس وصلوا دون جلبة إلى الضفة الغربية يوم الأحد.

ويبرز الصراع الدائر حول عائلة حلس مشاعر الاستياء داخل فتح بعد مرور أكثر من عام على إخراج حماس لقوات موالية لحركة فتح التي يتزعمها عباس من القطاع الساحلي وسيطرتها عليه.

وعائلة حلس واحدة من أبرز العائلات في غزة وأكثرها تسلحا وواجهت انتقادات حادة من بعض زعماء حركة فتح في الضفة الغربية لعدم مقاومتها سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو حزيران عام 2007 .

وذكر الجيش الاسرائيلي في باديء الأمر أنه يعتزم نقل أفراد عائلة حلس إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث مقر حكومة عباس.

لكن اسرائيل قالت لاحقا إنهم سينقلون بدلا من ذلك إلى بلدة أريحا. ولم يتضح على الفور سبب تغيير الوجهة.

وتسبب تفجير يوليو تموز في غزة في تصاعد التوتر بين الحركتين وأثار عمليات احتجاز متبادلة بين حركة حماس في قطاع غزة وحركة فتح في الضفة الغربية.

واحتجزت قوات عباس في بلدة جنين بالضفة الغربية 25 من قادة حماس يوم الاثنين منهم 15 عضوا في مجلس شورى حماس المحلي بالبلدة.

وعلق المسؤولون في جامعة بيرزيت الدراسة يوم الاثنين بعد اشتباك بين الطلبة الموالين لفتح والطلبة الموالين لحماس. وأصيب عدد من الطلبة إصابات طفيفة.

وفيما وصفته بأنه بادرة حسن نية أعلنت حماس يوم الاثنين الإفراج عن كبير ممثلي حركة فتح في قطاع غزة بعد احتجاز دام أربعة أيام.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة بعد أن أفرجت حماس عن زكريا الأغا "هذه بادرة على حسن النوايا من الحكومة في غزة ردا على النداءات العربية." وكان الأغا قد اعتقل يوم الجمعة.

ودعا عباس متحدثا في العاصمة الأردنية عمان أمس الأحد إلى حوار مع حماس بوساطة مصرية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن عباس قوله "نحن نختلف ونتقاتل... ليس لنا خيار إلا أن نعمل من أجل ردم الهوة بيننا وبين حركة حماس."

من محمد السعدي

اجمالي القراءات 4191