الإفلاس الفكرى
عبد اللطيف سعيد
كنا نتمنى من الذين يهاجمون شخص الدكتوراحمد صبحى منصور.التركيزعلى الآراء وليس الأشخاص .وذلك لأن الأشخاص مهماعلا شأنهم ليس لهم إلا مصير واحد مذكور فى قول الله سبحانه وتعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذواالجلال والأكرام) وايضا فى قول الله سبحانه وتعالى (إنك ميت وإنهم ميتون) أي أنه مصداقا للآيات السابقة ـ وغيرها كثير. ليس للبشر جميعا إلا مصير واحد وهو الموت .يتساوى فى هذا الأنبياء وباقي البشر من مصلحين ،وعدم التركيز على مناقشة الفكر. ومفسدين وحتى صانعي الإشاعات ومروجيها، ونحب أن نذكرهم بأن الهجوم على الأشخاص ليس له إلا تفسير واحد وهو انكم عاجزون على الرد عليه .بالتالى ليس لكم إلا إطلاق الشائعات وترويجهاوذلك لكى تداروا جهلكم المطلق. ونذكركم بأن هذه الطريقةليست بالجديدة وليس لها إلا مصير واحد هوا صفيحة الزبالة. وسنعطى لكم بعض الأمثلة على ذلك من التاريخ.
اولا ترويج الشائعات والأكاذيب علىالأنبياء
لقد تعرض الأنبياء جميعا عليهم الصلاة والسلام لحملات تشويه من مروجي الشائعات . وكان اكثرهم تعرضا لهذه الحملات هو خاتم الأنبياء والمرسلين عليه السلام .فى اثناء حياته وبعد موته.
فقد قالوا عنه أثناء حياته أنه ساحر أو مجنون .وقد نزل القرآن الكريم يبرئه من ذلك .وبعد موته عليه الصلاة والسلام تعرض لحملة من نوع آخر وهو الكذب عليه ومحاولة تلويث سيرته الذكية وكان من اكثر المروجين والموثقين لذلك الإفك على رسول الله صلى الله عليه وسلم البخاري في كتابه المسمى بصحيح البخارى.ونذكر بعضا مماقاله البخارى.كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نأسف لإيراد مثل هذا الإفك مكتفين بهذه الأمثلة القليلة ...
أ- هل تصدق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يباشر نساءه فى المحيض ...؟
يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" سورة البقرة الآية رقم 222 في هذه الآية الكريمة يقرر الله سبحانه وتعالى الحقائق التالية .
أولا :أن المحيض أذى.
ثانيا: لابد من إعتزال النساء في المحيض.
ثالثا:عدم الاقتراب من النساء حتى يتطهرن.
رابعا:عندما يتطهرن يجب إتيانهم كما امر الله ومن حيث امرنا الله .
خامسا: إن الله يحب التوابين .
سادسا: إن الله يحب المتطهرين .
في الحقائق الستة السابقةالتى قررتهاهذه الآية الكريمة نلاحظ الآتي . ان الله سبحانه وتعالى لم يقرر فقط اعتزال النساء في المحيض .بل اكد عليه بعدم الإقتراب أيضا.وذلك للتأكيد على أهمية هذا الموضوع الخطير. اكدت الآية الكريمة على ان إتيان النساء مرتبط فقط بالتطهر من المحيض .وهذا هو ما امرنا الله سبحانه وتعالى .أي انه من يفعل هذا الفعل ويأتى النساء في المحيض فإنه يكون بذلك قد أتاهم من حيث لم يأمره الله والعياذ بالله لذلك على من يقع فى مثل هذا الفعل عليه بالتوبة لذلك يقول ربى العزيز فى نهاية الآيةالكريمة (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) .
هل يعقل بعد كل ماسبق ان يباشر النبى عليه السلام نساءه فى المحيض مع أنه مفروض عليه أتباع القرآن الكريم مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى (إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)البقرة197. نحن لا نصدق هذا على رسولنا العظيم لأنه على خلق عظيم كما اوضح رب العالمين وأنه أول المتبعين للفرآن الكريم . .فماذا قال البخاري في هذا الموضوع الخطير في كتابه صحيح البخاري.
يروى البخاري حديديثا غريب الشأن والعياذ بالله حيث يقول (حدثنا المكى ابن ابراهيم قال حدتنا هشام عن يحيى بن ابى كثير عن ابى سلمة أن زينب بنت ام سلمة حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت بينما أنا مع النبي( صلى الله عليه وسلم )مضطجعة فى خميصة إذ حضت فإنسللت فأخذت ثياب حيضتى قال انفست؟ قلت نعم فدعانى فإضطجعت معه فى الخميلة)باب مباشرة الحائض ..
وهذا مثال بسيط نعتذر للقارئ عن عدم ذكر باقى الأمثلة وندعوه للرجوع إلى كتاب البخاري.
هل تصدق ان الرسول صلى كان يفعل ذلك ..؟ نحن لا نصدق هذا ونكذب البخارى فى ما ذكر. لأن الرسول كان يأتى النساء من حيث امره الله وذلك في وقت الطهر فقط (فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله )..
ب- هل تصدق ان الرسول كان يتكئ على حجر عائشة وهى حائض ويقرأ القرآن ؟
يقول البخارى فى كتابه حدثنا ابونعيم الفضل بن دكين سمع زهيراعن منصور بن صفية ان أمه حدثته أن عائشة حدثتها أن( النبي صلى الله عليه وسلم ) كان يتكئ فى حجرى وأنا حائض ثم يقرأ القرآن )هل تصدقون هذا على صاحب الخلق العظيم ..؟ نحن لا نصدق هذا على رسولنا العظيم ونكذب البخارى فى هذا ايضا.
ج- هل كان النبى رجلا مسحورا ... ؟
وللإجابة على هذا السؤال أقرأ معى هذه الآيات من كتاب ربى العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه و فىآذانهم وقرا و اذا ذكرت ربك فى القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا نحن اعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى اذ يقول الظالمين ان تتبعون الا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) صدق الله العظيم سورة الاسراء الايات 45-46-47- 48 في هذه الآيات الكريمة من سورة الاسراء تتضح الحقائق التالية :
1_إن الرسول (ص) عندما يقرأ القرآن الكريم على الذين لا يؤمنون بالآخرة فان الله سبحانه و تعالى يجعل بينهم وبين القرآن حجابا مستورا
2_ ويجعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوه أي (القرآن) .
3_وفى آذانهم وقرا لكي لا يسمعوه.
4_ وإذا ذكر الرسول ربه وحده فى القرآن وحده تكون النتيجة انهم يولون الأدبار نفورا وكذلك الحال فى عصرنا حين يستمعون اليك تقرأ القرأن يتهربون من الرد الى الاتهامات الظالمة.
5_الله اعلم بما يستمعون به لأنه سبحانه وتعالى جعل فى آذانهم وقرا .
6_هم يستمعون إلى الظالمين في نجواهم عندما يقولون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا اى ان الظالمين يقولون على النبى (ص) انه مسحور .
7_وكان رد الله سبحانه وتعالى على هؤلاء أنهم ضلوا باتهامهم النبى عليه السلام بانه رجل مسحور، والعياذ بالله من كل هذا.
ونقرأ أيضا الآيات التالية من أحسن الحديث (القرآن الكريم) للرد على من يقولون بان النبى قد سحر
بسم الله الرحمن الرحيم (وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم ءاخرون فقد جاءو ظلما وزورا وقالوا أساطير الأولين إكتتبها فهى تملى عليه بكرة واصيلا قل أنزله الذى يعلم السر فى السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها؟ وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربو لك الامثال فضلو فلايستطيعون سبيلا ) سورة الفرقان الآيات 4-5-6-7-8-9 وتنطق الآيات السابقة من سورة الفرقان من كتاب ربى العزيز الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بالحقائق التاليه
1- إن الذين كفروا قالوا بأن القرآن افك ـ والعياذ بالله ـ وان الرسول قد افتراه ـ والعياذ بالله ـ وكان هذا بمساعدة قوم آخرون اى انهم إتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعمالة ـ والعياذ بالله ـ وقد رد الله عليهم فى كتابه العزيز على كل هذه الاتهامات السابقة بأنهم قد (جاءوا ظلماوزورا) وهو رد كاف من الله سبحانه وتعالى. انهم قدجمعوا بين آفتين وجرمين عظيمين وهما الظلم والتزوير فى آن واحد.
2- وقالوا عن القرآن الكريم أنه أساطير الأولين وأن الرسول هو الذى كتبها وأنها تملى عليه بكرة وأصيلا ـ والعياذ بالله ـ ورد عليهم الله سبحانه وتعالى فى كتابه الذى لا ريب فيه(قل انزله الذى يعلم السر فى السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما)... غفر الله لنا ولكم.
3- كانت ممارسة النبى لحياته اليومية مثارا للتعجب من قبل المشركين وذلك لأنه كان رجلا عاديا يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ، وكان في مخيلتهم انه ينبغى أن يكون معه ملك منزلا من السماء لكي يكون معه نذيرا، وأنه لابد أن يلقى إليه كنز ويكون له جنة يأكل منها وذلك بديلا عن أكل الطعام والمشى فى الأسواق، وفى نهاية المطاف بعد كل ماسبق تم اتهام الرسول بأنه رجل مسحور (وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) ورد عليهم الله سبحانه وتعالى عليهم نفس الرد المذكور فى سورة الإسراء(انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) أي أن نفس الرد المذكور فى سورة الإسراء هو نفس الرد المذكور فى سورة الفرقان وذلك لأن الجرم فى الحالتين واحد وهو إتهام الرسول بأنه رجل مسحور ويتضح مما سبق ان الذى يرتكب نفس الإثم ويتهم النبى بأنه مسحور قد وقع تحت طائلة الآية العظيمة المذكورة في سورتي الإسراء والفرقان (انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا ستطيعون سبيلا ) أي وصفهم الله تعالى بالضلال. هذا هو قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز .فماذا قال البخارى فى كتابه صحيح البخارى ..عن نفس الموضوع؟
لقد ذكر البخارى احاديث كثيرة كلها تؤكد وتصر وتلح على موضوع واحد وهوا أن الرسول قد سحر... وسنذكر مثالا منها وعلى القارئ العزيز الرجوع الى كتاب البخارى لكى يستزيد فى هذا الموضوع الخطير.... قال البخارى :
(حدثنى عبدالله بن محمد قال سمعت بن عيينة يقول اول من حدثنا به ابن جريح يقول حدثنى آل عروة عن عروة , فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر (بضم السين) حتى كان يرى انه يأتى النساء ولا يأتيهن قال سفيان وهذا اشد ما يكون من السحر) ....إلى آخر الحديث اى ان الرسول حسب ماذكره البخارى قد سحر لدرجة أنه كان يتخيل أنه يأتى النساء (اى يضاجعهن) وهو لا يأتيهن.. وفى رواية اخرى أنه كان يفعل الشئ و هو فى الواقع لم يفعله.وهذا يعد تشكيك من البخارى فى قدرات الرسول العقلية، وبذلك يتم التشكيك فى تبليغه القرآن الكريم وهذا هو المهم عند البخارى .
هذا هو رأى البخارى فى الرسول (ص) فماذا انت فاعل يا أخى المسلم.....؟ امامك خياران لا ثالث لهما وهما :
1_ الأول هو أن تصدق الله سبحانه وتعالى فيما جاء فى كتابه العزيز وتكذب البخارى وكتابه 2_ الثاني أن تصدق البخاري فيما كتب وفى هذه الحالة فإنك تكذب بالله وكتابه والعياذ بالله ولك مطلق الحرية التى أعطاها لك الله تعالى. (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )و لن يستطع احد مهما أوتى من قوة ان يحرمك من هذا الحق الإلهى الذى كفله الله لك، وفى مقابل هذه الحرية لابد لك ان تجهز دفاعك وحججك أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم الدين
. ثانيا ترويج الشائعات على المصلحين
لقد تعرض المصلحون لنفس الحرب من اطلاق للشائعات ومحاولة تلويث سمعتهم ونذكر على سبيل
المثال وليس الحصر الإمام محمد عبده رحمه الله ، فقد تعرض الرجل لحرب قذرة فبقى الأمام محمد عبده وفكره وذهب صانعو الإشاعات ومروجوهاالى مزبلة التاريخ ...وتكملة لهذه المسيرة من الحرب القذرة فإن الدكتور احمد صبحى منصور يتعرض هو الآخر لحرب قذرة لا لشئ إلا أنه أعمل عقله في مرويات تخالف القرآن الكريم .مدافعا عن الله سبحانه وتعالى .. وكتابه ورسوله الكريم، وكل أدلته موثقة من القرآن ومن كتب السنة كالبخارى وغيره. وهو يصل الى نتيجة مفزعة هى التناقض بين القرآن وتلك الكتب. ولا يستطيع أحد إنكار أن تلك الأحاديث موجودة فى البخارى وغيره ، كما لا يستطيع إنكار الآيات القرآنية المناقضة لتلك الأحاديث، وللتهرب من تلك الورطة فانهم يتركون الرد العلمى وينهالون على الدكتور احمد منصور سبا واتهاما بالعمالة للغرب والصهيونية والمسيحية. وفى تقديرنا الشخصي وكمراقب لهذه الحملة الظالمة التى تهدف إلى الاغتيال المعنوي للرجل فإن اقول الآتى : لقد قرأت كل مقالات الدكتور منصور ، وهذا واضح فى هذا المقال ، ولم أجد على الاطلاق انه استشهد بآراء المستشرقين أو المعادين للإسلام بل كل كلامه من القرآن وكتب التراث والتاريخ الاسلامى. وقرأت أن له علاقة بفلان وفلان اثناء وجوده فى أمريكا وأنهم تحدثوا عنه. وهذا شىء عادى ان تكون له علاقات بالمفكرين فى البلد الذى يعيش فيه يتعارف المفكرون والمثقفون برغم تنوع فكرهم وآراؤهم، لكن السؤال الهام هو هل تغير فكر احمد منصور بهذا؟ الاجابة واضحة هى انه يمضى فى نفس طريقه الفكرى الذى بدأه فى الأزهر واستمر عليه، بل أن الواضح فيما يقول أن ما ينشره وهو فى امريكا كان قد كتبه من قبل ولم يستطع نشره في مصر فلما ذهب الى هناك وجاء عصر الانترنت أتيح له نشر ما لم ينشره من قبل أو أعاد نشره على الانترنت مثل حد الردة وحد الرجم والثعبان الأقرع .
ولنفترض جدلا ان الدكتور منصور كشخص فيه كل العيوب وفيه كل الشرور لكنه لا يقدم لنا نفسه وانما يقول رأيه هل نترك الرأى ونهاجم الشخص؟ .
هذا الهجوم المعاد والمكرر يعد مقدمة طبيعية للجزء الثانى وهو الاغتيال الجسدي وذلك ما قاله الدكتور منصور فى الرد على مهاجميه.
بقيت ملاحظة أخيرة لم يقلها احد من قبل. وهى أننا نتشاجر حول الدكتور منصور منا من يدافع عنه ومنا من يهاجمه، إلا أن الدكتور منصور نفسه اكتفى بالرد مرة واحدة وجاء رده مفحما وقاطعا ، وبعدها لم ينقطع الهجوم عليه. ظللنا نحن نرد عليه الهجوم فى غيبته احساسا منا بأنه مظلوم ، وربما يرى أنه لا يضيع وقته فى تكرار الرد على نفس الاتهامات نفسها التي تتكرر.
موقف الدكتور أحمد فى الرد مرة واحدة يجب أن يجعل من يهاجمه بنفس الاتهامات يخجل من نفسه، عليه أن يتعلم من أدب العلماء حتى في تعاملهم مع من يسيء إليهم.إن عدم رد الدكتور احمد صبحى منصور على فرقة المهاجمين زاده اكبارا فى نظرى وشجعنى على الكتابة والتعليق فى شباب مصر وغيرها, وأنا أدعو كل صاحب قلم شريف ان يتشجع مثلى ويدافع عن مفكر اسلامى تعرض ولا يزال يتعرض لتشويه سمعته ثم لا يرد إلا نادرا. هدانا الله جميعا الى دينه الحق...