تطور حروف اللغة العربية
فقه الرسم -2

حسام مصطفى في الأحد ٠٣ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

أبعث إليكم بالسلام والتحية الطيبة، وأبثكم أشواقي، وأدعو الله لكم بدوام الصحة والعافية. وأعتذر عن يابي عنكم لمرض ألمَ بي، ومشاغل أخذتني في بقاع الأرض.

وبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد


دار نقاش طويل في هاذا الموقع، وأثيرت إنتقداات كثيرة في المواقع الأخرى، حول موضوع جمع وكتابة القرءان، وتناولت الأسئلة معرفة الرسول الكريم (ص) بالقراءة والكتابة، وأفاد كثيرون بأن حروف اللغة اللعربية لم تكن منقوطة ولا مشكولة في عهد الرسول الكريم (ص).

وأخذت أتفكر في هاذه الأمور، وتحول التفكر إلي هاجس، وقلق،فأخذت أتتبع المصادر القديمة وعلوم اللسانيات، واستحال التتبع إلي عناد وإصرار علي كشف الحقيقة.

ودار في ذهني سؤال، هو:

لو عهدنا إلي جيل ما أن يخترع (يضع) لنا رموزا لنعبر بها عن الأصوات التي ننطقها، فما عسى أن ينتج لنا هاذا الجيل؟؟؟؟ وهل لو جاءوا لنا برمز ما وقالوا أن هاذا الرمز (مثلا *) يدل على الباء والياء والتاء، هل سنقبل منهم هاذا؟؟ لا أظن!!!

ثم تطور السؤال ليبحث عن عمل علماء الشفرات، والترميز، أليس عملهم هو ( في جانب منه) وضع رموز ما لتعبر عن كلمات سرية ولكن بصورة لا يعرفها إلا بعض الناس؟؟؟

أوليس شرط النجاح الأساسي أن يكون كل رمز ( في اللغة أو في الشفرة) معبرا لوحده (بمفرده) عن صوت ما أو معني ما؟؟؟

ثم نظرت في بقية اللغات ( الألسنة) فوجدت أن حروفها غير منقوطة عدا عن حرف أو إثنين، وعلى الرغم فإن كل رمز (حرف) يعبر عن صوت ما من الأصوات التي ننطقها.

وتصورت آن حروف (رموز) اللغة (اللسان) العربية لابد وإن كانت يوما ما غير منقوطة (بمعنى قليلة الحروف المنقوطة) إلا أنها ولابد أن تفي بشرط النجاح الأساسي، أي أن يكون لكل حرف (رمز) دلالة على صوت ما أو معنى ما.

وأخيرا، وفي معرض الكتاب المصري(الدورة رقم 40)، عثرت على ضالتي، كتاب يبحث في أصول اللغات السامية وتطورها، وفي هاذا الكتاب جداول تتبع تطور رسم الحروف منذ فجر التاريخ، وإذا بحروف اللغة العربية، كمثيلاتها من اللغات الأخرى، غير منقوطة فعلا، إلا أن كل حرف (رمز) يمكن تمييزه بسهولة عن غيره، مما يفي بشرط النجاح.

وإلا كيف كانوا يقرءون، ويكتبون؟

نعم يا سادتي الكرام، كل حرف متميز بشكله الخاص وبدقة كبيرة.

ولقد أورد المؤلف صورا لنقوش حجرية، مغرقة في القدم، قبل الإسلام بقرون، وأوضح تطور الحرف العربي من جيل إلي جيل.

ولعلى، عما قريب، أرفق لكم صورا من الكتاب.

ومن بعد ذالك، نخلص إلى أن مسألة نقط الحروف العربية ما هو إلا تطور طبيعي طرأ على رسم الحرف. والأمر شبيه تماما بما طرأ على إستبدال الناس للأرقام الرومانية ( مثل i,iv,x) بالأرقام الحديثة (2،1،3).

وفقنا الله وإياكم

هل أصبت في مقالي هاذا

الحمد لله رب العالمين

أخوكم حسام مصطفى

اجمالي القراءات 11938