التنظيم الدولي للأخوان يبدأ خطة لاهور لزرع الفوضى بمصر

في الثلاثاء ٢٢ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً


 

خبراء أمنيون يرون أن استهداف كنيسة العذراء بالوراق هو جزء من خطة التنظيم الدولي لاستهداف الدولة المصرية.

القاهرة – مر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين سريعا إلى تنفيذ تفاصيل الخطة التي أقرها مؤخرا مؤتمر لاهور (باكستان) والتي تقوم على توسيع دائرة العمليات ضد مؤسسات الدولة، وعدم الاكتفاء بالمظاهرات الاحتجاجية.

وقالت مصادر أمنية إن اجتماعات جرت في الفترة الأخيرة على مستوى المحافظات المصرية وحضرتها شخصيات إخوانية مطلوبة لقوات الأمن، تركزت على كيفية التحرك الميداني ضد قوات الجيش والشرطة والمقار التابعة لها واستهداف المؤسسات العامة (المترو، المدارس والجامعات، ودور العبادة) في محاولة لإرباك الوضع العام.

واعتبر خبراء أمنيون أن الهجوم على كنيسة العذراء بالوراق هو جزء من خطة التنظيم الدولي لاستهداف الدولة المصرية بعد أن أطاح به الشعب المصري في الثلاثين من يونيو الماضي.

وقد أدى الهجوم المسلح، الذي سقط فيه أربعة قتلى، إلى ردة فعل شعبية غاضبة ضد الإخوان، فقد استنكر الشيخ نبيل نعيم – مسؤول جماعة الجهاد سابقا – حادث الاعتداء على كنيسة العذراء بالوراق، مشيرا إلى أن هذا التصعيد اتخذ بقرارات خلال مؤتمر التنظيم الدولي للإخوان بلاهور.

وأضاف نعيم أن الأحداث ترجمة للتوصيات التي أوصى بها المؤتمرون في لاهور وإسطنبول، حيث كانت التوصيات تهدف إلى استهداف الجيش وإرباك الشارع المصري وتعطيل الإنتاج وإنشاء فتنة طائفية.

وكان مراقبون قد أكدوا لـ"العرب" إبان عقد المؤتمر أن الإخوان في طريقهم إلى تبني خيار العنف بشكل علني بعد أن سوقوا طويلا لتبني الديمقراطية.

وقال المراقبون إن مكان الاجتماع يوحي بأن الإخوان عادوا إلى طبيعتهم الأولى كجماعة تؤمن بالمواجهة والاغتيالات وحسم الخلاف مع الخصوم بقوة السلاح مثلما يجري الآن في باكستان أو أفغانستان حيث يسيطر الفكر الإخواني في صورته الأولى ممثلا بالجماعة الإسلامية التي أسسها أبو الأعلى المودودي والمجموعات المتفرعة عنها.

ولفت المراقبون إلى أن هذا الاجتماع يزيد من منسوب الشك لدى المصريين حول وجود تنسيق بين الإخوان والمجموعات المسلحة في سيناء، وهي مجموعات مرتبطة بالقاعدة، ما يعني أن الإخوان قرروا التخلي عن التقية وإخراج التحالف مع القاعدة إلى العلن.

وكانت تقارير أمنية قد كشفت عن وجود تنسيق إخواني مع المجموعات المسلحة بسيناء التي زاد نشاطها بعد الثالث من يونيو تاريخ الإطاحة بحكم مرسي، وكثفت إثر ذلك من هجماتها على مواقع الجيش والشرطة في عمليات متفرقة.

وفي سياق متصل، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس الجهادية، مسؤوليتها عن استهداف مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية بسيارة مُفخخة تم تفجيرها، وطالبت المصريين بالابتعاد عن مقار الجيش والشرطة، مُعتبرة أنها "أهداف مشروعة للمجاهدين".

ويرى خبراء أمنيون أن تطور موقف جماعة بيت المقدس مؤخرا باتجاه استهداف الجيش والأمن المصري يؤكد وجود علاقة بين هذه التيارات المتشددة في سيناء وجماعة الإخوان المسلمين.

واعتبر الخبير الأمني فاروق المقرحي أن "استهداف مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية لا يصدر إلا عن عصابة إرهابية وهي جماعة الإخوان المحظورة، والتنظيم الذي خرج من رحمها وهو بيت المقدس".

ووصفت صحيفة واشنطن بوست الهجمات المتزايدة ضد أقباط مصر بأنها تعود بالمصريين إلى أجواء الثمانينات حيث كانت العمليات الإرهابية تستهدف الأقباط بدرجة أولى.

ويشير مراقبون إلى أن استهداف الكنائس جزء من الخطة التي اعتمدها التنظيم الدولي في محاولة لجلب اهتمام الرأي العام الغربي المتعاطف مع أوضاع المسيحيين في الشرق.

وشهد عدد من المدن المصرية منذ عزل مرسي استهدافا للكنائس ودور العبادة، حيث اقتحمت مجموعة من المسلحين مبنى تابعا لكنيسة مارجرجس في بلدة دلجا بمحافظة المنيا، وأعقب ذلك سلسلة من الهجمات في محافظة المنيا وأسيوط والسويس وسوهاج.

وأقدم أشخاص تقول السلطات إنهم ينتمون إلى الإخوان على إحراق ونهب وتدمير عدد من الكنائس ومنازل المسيحيين الذين طالما اشتكوا من التمييز والتهميش.

بالتوازي، وفي سياق خطة التنظيم الدولي لجلب الاهتمام الإعلامي العالمي، شكل التنظيم فرقا "إخوانية" لإزعاج الشخصيات المصرية التي تؤدي زيارات إلى الخارج لحضور مؤتمرات أو ندوات دولية، مثلما حدث مع الكاتب علاء الأسواني في باريس منذ أيام.

اجمالي القراءات 3304