جماعة الإخوان تدق طبول الحرب في الشهر الحرام | |||||
قيادات الإخوان في مصر تدعو أنصارها إلى شل القاهرة أيام العيد، وذلك بالتظاهر، في عدة ميادين من بينها 'رابعة العدوية'. | |||||
العرب [نُشر في 13/10/2013، العدد: 9349، ص(4)] | |||||
تواصل قيادات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، تحريضها لأنصارها للخروج في مظاهرات، خلال أيام عيد الأضحى، تنديدا بالشرطة والجيش المصريين، ومطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم. هذه الدعوة اعتبرها المصريون محاولة يائسة من الإخوان لإفساد فرحتهم بعيد الأضحى، وما يعنيه ذلك من استهتار بقدسية هذه الأيام، التي يطغى عليها الجانب الروحاني الداعي إلى التسامح ونبذ الفرقة. ولعيد الأضحى هذه السنة في مصر نكهة خاصة تزامنت مع الاحتفالات بذكرى انتصار أكتوبر 1973 وقبلها استكمال لثورة 25 يناير بالوقوف ضد حكم الإخوان "الفاشل" وعزل الرئيس مرسي. وكشف مصدر إخواني في تصريح له أن الجماعة قررت الدعوة إلى التظاهر في يوم عرفة بعدة ميادين من بينها "رابعة العدوية"، لافتا إلى أنه حتى الآن لم يتقرر الاعتصام. وأشار إلى أن الجماعة تعي صعوبة دخول ميدان التحرير، لاسيما مع دعوات القوى المدنية للتظاهر والاحتفال بالميدان بجانب إغلاقه من قبل قوات الأمن، موضحا أن إصرارها على دخوله ينبع من الاهتمام الدولي بالميدان. وأوضح ذات المصدر أن جماعة الإخوان ستدعو الشعب إلى التظاهر في يوم عرفة وأيام العيد الأربعة، إلى جانب تخطيطها لإقامة الملاهي للأطفال وذبح الأضاحي في الميادين التي ستدعو لها. وكشف عن أن شباب الجماعة سيقومون بعمل حملات على مترو الأنفاق لشل العاصمة في الأيام الأولى للعيد، مشيرا إلى أن الجامعات ستشهد مسيرات من جانب طلاب الإخوان. وأشار إلى أن الاعتصام خيار مفتوح. وحول الشعارات السياسية في الحج قال المصدر إن الجماعة دعت أعضاءها إلى رفع شعارات رابعة العدوية فوق جبل عرفة وخلال أداء شعائر الحج، لإيصال رسالة للعالم. وتحسّبا لهذا الأمر كانت السعودية قد نبهت في وقت سابق من رفع أي شارات أو إشارات خلال أداء المناسك. ويرى مراقبون أن دعوات الإخوان للتظاهر خلال أيام العيد تعد تحديا للسلطة المصرية باعتبار عدم شرعيتها قانونيا. إلى جانب تحديها لقرار السلطة الذي يقضي بمنع كل أشكال الاحتجاج والتظاهر خلال فترة العيد. أكد في هذا السياق مساعد وزير الداخلية المصري حالة الاستنفار لدى قوات الأمن والمرور لمنع الخارجين عن القانون من تشويه فرحة العيد وذلك من خلال تكثيف الخدمات المرورية على الطرق السريعة والكمائن الشرطية. كما أكد تزويد كافة محطات المترو الرئيسية بعدد من الكاميرات التي تعمل على مدار الساعة، والتنسيق بين مباحث النقل والمواصلات والحماية المدنية للإسراع في فحص أي بلاغ تتلقاه شرطة النجدة، وإبطال مفعول أي قنبلة يتم العثور عليها. أصبحت محاولات جماعة الإخوان الدفع بأنصارها في مواجهة مع السلطة والشعب المصري محل استنكار من قبل حتى الموالين لهم أو القريبين منهم إيديولوجيا على غرار حزب النور. وفي هذا السياق انتقد المتحدث الرسمي باسم حزب النور، طه هاشم، استمرار تمسك الإخوان بمواقفها التي قال عنها إنها "غير واقعية". وكشف طه لإحدى الصحف المصرية تمسّك الإخوان بمحاسبة قيادات من الجيش المصري وعودة المعزول مرسي إلى الحكم قائلا "قيادات الإخوان مازالت مصرة على أمور غير واقعية وأشياء خاسرة في عزل قيادات من الجيش وعودة الرئيس المعزول وعودة الدستور القديم". ويرى مراقبون أن السعي المحموم لقيادات الإخوان للزج بأنصارهم في مواجهة مباشرة مع السلطة تخفيها محاولتهم "تحت الطاولة" لإيجاد وسيط "أمين" يسعى إلى كسر الفجوة بينهم وبين المؤسسة العسكرية. وكشف الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري لوسائل إعلامية عن طلب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، التوسط لإيجاد صيغة توافقية بين "إخوان مصر" و"المجلس العسكري" هناك. وقال الفاعوري إن عددا من قيادات التنظيم الدولي للإخوان تواصلت مع رئيس المنتدى الإمام الصادق المهدي وقيادات من المنتدى، للتدخل في طرح مبادرة على المجلس العسكري في مصر، تضمن خروجا آمنا لمصر ضمن تسوية تضمن للطرفين حلولا مقبولة |