أثارت تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري ونائب رئيس الوزراء، حول مسألة ترشحه للرئاسة جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية المصرية، حيث ترك الفريق السيسي الباب مفتوحاً حول مسألة ترشحه للرئاسة من عدمه، في حين أنه قد صرح سابقاً بأنه لن يترشح للرئاسة وأن الشرف الحقيقي له أن يكون حامياً لشرف مصر من أن يحكمها.
ويرى الكاتب الصحافي عبدالله السناوي "أعتقد أن الفريق السيسي حسم أمره وسوف يترشح للرئاسة وأتوقع أن يغادر منصبه كوزير للدفاع فور الانتهاء من أول استحقاق دستوري خلال المرحلة الانتقالية الحالية ".ويضيف السناوي "للعربية.نت": "ليس أمام الفريق السيسي خيارات كثيرة، فهناك مطالب شعبية لترشحه خاصة بعد تجربة 30 يونيو وإذا لم يترشح ستكون هناك تعقيدات كثيرة في الدولة، أهمها أننا قد نشهد صراعا داخليا ما بين الرئيس القادم عبر الانتخابات والصندوق وما بين قائد عسكري له جماهيرية جارفة وبالتالي سيكون هناك صراع مكتوم بين الرئيس القادم من صندوق الانتخاب وشعبية الفريق السيسي ".
تمرد أعلنت تأييدها للسيسي
وكانت حملة "تمرد" قد أعلنت أول أمس تأييدها ودعمها لترشح الفريق السيسي، إذا ما أعلن ذلك صراحة، خاصة أن ترشحه مطلب شعبي ووطني .
فيما يؤكد د.عمار علي حسن، المحلل السياسي "أن الفريق السيسي في كافة تصريحاته السابقة حول ترشحه للرئاسة لم يغلق الباب فحتى عندما قال "شرف لنا أن نحمي مصر من أن نحكمها لا يعني هذا أنه يرفض حكم مصر كرئيس منتخب ولكنها تعني أن قبول الحكم تنازل عن مهمة يراها أشرف، والدليل على ذلك عبارته في "المصري اليوم " حينما سئل عن الترشح "والله غالب على أمره ".
ويؤكد د.عمار علي حسن وجهة نظره في أن الفريق السيسي لا يرفض الترشح لحكم مصر، وإنه يضع قراره للترشح وفق عدة اعتبارات كرجل عسكري واستراتيجي وسياسي أيضا أولها استمرار شعبيته بهذه الطريقة حتى إجراء الاستفتاء على الدستور، وإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، والحالة الأمنية للبلاد وهل تقتضي تواجده في منصب الرئاسة أم كوزير للدفاع، وصيغة التمثيل في البرلمان القادم وهل سيشمل معارضين له أم مؤيدين ليكونوا عونا له لا عائقا أمامه، وموقف الأطراف الدولية من هذا الترشح، وتقدير السيسي نفسه للترشح وأيهما أفضل بالنسبة له "البطل الشعبي والجماهيري أم الرئيس المنتخب" .
اللحظة المناسبة لإعلان رغبته بالترشح
ويعتقد حسن أن الفريق السيسي ينتظر اللحظة المناسبة لإعلان رغبته في الترشح، وحول ما إذا كانت قوى سياسية خاصة من شباب الثورة قد تعترض على ترشح الفريق السيسي انطلاقا من مبادئ الثورة المصرية، التي قامت لإنهاء حكم الجيش لمصر طوال 60 عاما مضت، يقول د.عمار "في مجمل حوار الفريق السيسي للمصري اليوم شعرت أن المتحدث رجل سياسة وليس مجرد قائد عسكري، وفي الحوار تحدث عن الثورة المصرية ومطالبها مثل العدالة الاجتماعية، لأنه يدرك أن الطليعة الثورية التي قامت بالثورة قد تعارض ترشحه وتناهضه ولهذا تحدث عن مطالب الثورة لاحتواء هؤلاء الشباب".
ورأى عبدالغفار شكر، رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" أنه من الأفضل لمصر أن يظل الفريق السيسي قائدا عاما للقوات المسلحة، ويظل الجيش مستقلا عن السياسة لا يتدخل إلا في الأوقات الحرجة والمناسبة، كما حدث في ثورتي يناير و30 يونيو.