الدكتور أحمد منصور
القرآن وكفى

زهير قوطرش في الخميس ٣١ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

القرآن وكفى .
أثناء زيارتي الأخيرة الى الحبيبة مصر ،وعاصمتها الكبيرة في اتساعها وعدد سكانها ،كما هي كبيرة في تأثيرها وتفاعلها مع الاحداث العربية والعالمية ،بغض النظر عن طبيعة الحكم ،لإن مصر بشعبها واهلها ،وليس بطبيعة الحكم فيها.رافقني بزيارتي هذه أخي العزيز الذي حضر من سوريا ،ورغم اننا أخترنا الوقت الغير مناسب من ناحية الاحوال الجوية ،حيث الامطار والبرد القاسي الذي لم اشهده حتى في اوربا ، لإن برد مصر يخش العظام كما يقال.وبقيت يومين متتالين بعد عودتي وأنا & أعاني من حالة برد مزمن مستخدما كل الوسائل المتوفرة لإعادة الدفء الى عظامي التي وهنت على ما يبدو. اثناء الزيارة دعاني أخي الى لقاء بعض الصحفين الذين هم على صلة وصداقة معه ومع بعض الصحفيين الاحرار في سوريا ،وكان اللقاء في مقر نقابة الصحفيين ، استُقبلنا بحفاوة أخوية،وكان مقر النقابة وقتها كخلية النحل ،حيث انتهى لتوه اعتصام الصحفيين ،او انتهت المظاهرة السلمية من أمام مقر النقابة(هذا ما سمح لهم،أو هذه هي مساحة الديمقراطية الآن في مصر). ضد الحصار الغير إنساني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. تناولنا الشاي والقهوة في مقر الصحافة ،وطبعا دارت الاحاديث فورا حول النظام السياسي في كلا البلدين ،وحول الديمقراطية ،والاوضاع الاجتماعية في العالم العربي .. الأخوة الصحفين من مصر لا أريد ذكر الاسماء ،لأنني لم استشرهم بذلك ،ما عدا صديقنا العزيز عبد العال الباقوري ،الصحفي والاعلامي المصري المعروف ، لامانع من ذكره لأنه هو المقصود في هذه المقالة .بعد ذلك تمت دعوتنا من قبله نحن وزملائه من الصحفين الى طعام الغداء ، لقد كانت انواع الطعام شهية ،لكن الاشهى من ذلك تلك الاحاديث التي رافقتنا اثناء الأكل.تطرقنا الى الكثير من المواضيع وأهمها كان ، موقف البرلمان الاوربي في تقريره الأخير عن الحريات في مصر ،وكانت الاراء بين مؤيد ومعارض ، لكن الجميع اصروا على ضرورة كشف تلك الممارسات الغير مقبولة من قبل السلطة وخاصة ضد اصحاب الرأي والفكر ،وكعادتي استغليت المناسبة ،لإسأل الحضور عن رأيهم بالدكتور أحمد منصور ،طالما أن التقرير يمس شريحة من شرائح أهل الراي في مصر ألا وهم اهل القرآن.
نظر ألي الاستاذ عبد العال ،وسألني إن كنت أعرف الدكتور أحمد ... أجبته لم يحصل لي الشرف ،وبالطبع لم أذكر له أنني أكتب على موقع أهل القرآن ،كل ما هنالك قلت له انني اقرأ مقالاته من على موقع أيلاف .... هز براسه وقال لي .... القرآن وكفى.... وتابع قوله.. الشيخ الدكتور صاحب رؤية وفكر مستنير ...اصدر كتابه القرآن وكفى ...وبعد طبعه صودر ولم يسمح ببيعه ..وتم بيعه على ما يعتقد في ليبيا....الدكتور أحمد كما قال لي رغم المحنة التي عانها ومازال يعاني منها هو واهله في المنفى ... لكنه مازال إنسانا شريفا بكل المقاييس...صاحب رؤية وصاحب فكر ..لم يرق للمؤسسة الدينية الازهرية وبالطبع ولا الى السلطةالسياسية فكره وأرائه المستمدة من القرآن العظيم .لهذا حورب في لقمة العيش ...واضطر مرغما وحفاظا على حياته وحياة أفراد اسرته الى الهجرة والعيش في امريكا....ثم تدخل صديق أخر يكتب في القدس العربية .... بقوله يكفيه فخرا أنه مازال على فكره وأصالته ،رغم ما يعانيه ...لقد كان بأمكانه أن يتجاوز كل المحن التي اصابته ،لو وافق معارضيه على أرائهم وذهب الى حيث يذهبون بفكرهم الظلامي ، ولكان الآن مسؤولاً كبيرا في الازهر أو غيره من مؤسسات السلطة ....لكنه ابى ذلك ،وأبى أن يكون معارضا ،من الذين يستعينون على الاجنبي في تغير الوضع القائم ....أو من الذين يحلون مشكلتهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن.....,وأيده بذلك أحد الحضور ،وهو طبيب وصحفي واعلامي ....وأضاف أن مريدي الشيخ هم في تزايد على أرض مصر وغيرها وفي النهاية ستظهر الحقيقية وسوف ينتصر الحق
وتابع قوله أن خط الدكتور أحمد هو الضمانة الأكيدة لمحاربة التطرف والارهاب في العالم. لأن الفكر الظلامي لايحارب إلا بالفكر المتنور.
وانتقل الحديث الى غزة وموقف السلطة كونها تحت الضغط الشعبي اضطرت الى فتح المعبر وسمحت للفلسطينين بعبوره وتأمين حاجياتهم الضرورية ..... ومن ثم الى مستقبل المنطقة والصراعات المذهبية والطائفية التي ما هي إلا نتيجة للفكر النقلي ،والفكر الظلامي.
انتهى اللقاء وليته لم ينته وودعنا الاصدقاء ... وخرجنا نهرول تحت المطر الشديد ،وكنت سعيد جدا بهذه الاراء لصحفيين هم أقرب الى العلمانية كتوجه وفكر،وهم احرار في ارائهم لايخشون السلطة ولا أية سلطة في العالم ... لهذا يقولون ويبدون أرائهم بمصداقية وصدق .... فهنيئا لك يادكتور أحمد ،على هذا المديح الذي لا اعتبره ملكا لك لشخصك وحسب ولكنه ملكا ايضاً لفكرك ،واتباعك وانصارك من اهل القرآن. وهذه الشهادات من قبل الأخوة والاصدقاء الاعلاميين هي أوسمة ،يجب أن تدفع كل الأخوة من على هذا الموقع الكريم لمزيد من التفاعل والعمل ،وتطوير الموقع حتى يصل صوته وأرائه الى كل إنسان في عالمنا العربي

اجمالي القراءات 17328