منع المشروبات الكحولية في ذكرى "الإسراء" يثير امتعاض السياح ومرتادي الحانات في سوريا

في الثلاثاء ٢٩ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

دمشق- آفاق - خاص

1

يصادف اليوم مناسبة الإسراء والمعراج والتي تتزامن هذه المرة مع الموسم السياحي في سوريا، ووفقا لتقليد سوري رسمي تمتنع المحلات العامة من تقديم المشروبات الكحولية. الأمر الذي عطل برامج الكثير من مرتادي هذه المحلات وأثار امتعاضهم وأدى الأمر إلى مغادرة بعضهم لهذه المحلات والإسراء إلى منازلهم وأماكنهم الخاصة للاستمتاع بأوقاتهم والعروج فيها كما يحلو لهم .

وتوجه ثلاثة شبان سوريين بينهم عراقيان إلى أحد النوادي الدمشقية لشرب البيرة والنرجيلة (الشيشة) ومن ثم تناول الغداء. وبعد أن اختاروا طاولتهم قدم إليهم النادل فطلبوا بيرة فباشرهم على الفور بالاعتذار عن تقديمها هذا اليوم وعندما سألوه بعد أن علا وقع المفاجأة على وجوههم أجاب النادل: اليوم مناسبة الإسراء والمعراج، فقال احدهم ممتعظاً: وإذا !! .. فسارع النادل بالجواب: هذه هي التعليمات المعروفة ولا يمكن مخالفتها وقال لهم انظروا هل توجد في الطاولات بيرة أو ويسكي أو غيره فلاحظوا أن الطاولات جميعها وعلى غير عادتها تزخر بعصائر البرتقال والجزر والفواكه وسواها. فما كان منهم إلا أن تمتموا فيما بينهم بكلمات تبدي انزعاجاً كبيراً وغادروا الطاولة على الفور معلنين الإسراء إلى شقة أحدهم لوضع برنامج جديد .


وهذه الحال تكررت في عدد من المطاعم والأماكن العامة التي اعتاد مرتاديها على تناول المشروبات الكحولية فيها، وفي أحد النوادي الذي يرتاده مثقفون ليبراليون وعلمانيون كان وقع المفاجأة أكثر أثراً وامتزجت فيه الطرفة مع الصمت المعبر مع التعليق الساخر .


وقال عامر وهو شاعر (40 سنة) لـ"آفـاق": "فوجئت بكلام النادل وعندما قال لي عن الإسراء والمعراج أجبته فليسري (حسون وحبش)، وما ذنبي أنا " – في إشارة لمفتي الجمهورية بدر الدين حسون والنائب الإسلامي أحمد حبش.


وأضاف "لم أقبل البقاء لتناول أي عصير ولكني بقيت لبعض الوقت أنا وصديقتي للتندر ثم قررنا الإسراء إلى شقة صديقي وعندما سألني مدير الاستقبال والذي نكن له الاحترام عن وجهتي أجبت: (إلى حيث حطّت رحلها أم قشعم)" وتابع ساخراً "أن شاء الله سيعرج بنا في شقة صديقي الحميم".


وقالت نوال (34 سنة) وهي صديقته التي كانت برفقته والتي تتعاطى البيرة وقت الظهيرة بصورة شبه يومية "أنا تعجبت من منظر قوارير الويسكي والبيرة وهي على الرفوف المقابلة لنا ولا نستطيع احتسائها وقلت لعامر: لازم يكتبوا على الرف : للفُرجة فقط".


ونقلت نوال لـ"آفاق" مشهد الزبائن الذين كانوا يتقاطرون على النادي ثم يأتيهم النادل فيتمتمون بأحاديث ساخرة وكانت تضحك وهي تصف مشاهدتها للحوار الذي يجري بين النادل وبين الزبائن الذين عاكسهم الحظ وحطّت رحالهم في طاولات المحل .


وقالت "أحدهم احمرّ وجهه وكاد يبكي من شدة المفاجأة" وأضافت "وواحد يبدو أنه خليجي بلع المفاجأة واضطر لطلب عصير ولكنه لم يبق في المحل أكثر من عشر دقائق".


ويطبق هذا التقليد السنوي في هذه المناسبة ومناسبات إسلامية أخرى كالمولد النبوي على كافة الأماكن العامة باستثناء تلك التي تحمل "نجوماً ونياشين"، كما تغلق محلات بيع المشروبات الكحولية أبوابها في مثل هذه المناسبات باستثناء مناطق المخالفات كتلك التي يقطنها عدد كبير من "العلويين" أما مناطق المسيحيين فتلتزم بالقرار إلا في المناطق النائية .


وينتقد كثير من المثقفين السوريين وخاصة الليبراليين والعلمانيين تطبيق مثل هذه التقاليد في دولة تقول بأنها "علمانية". فيما يرى فيها البعض محاولة من الجهات الرسمية لـ "مسايرة" الإسلاميين وتجنب الاصطدام معهم بطريقة يسميها بعضهم "توفيقية" إلا أن البعض الآخر يرى فيها جانباً "شكلياً" الجميع في غنى عنه.

اجمالي القراءات 2710