أكد الدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية المؤقت، أن عملية المصالحة ستسير جنبا إلى جنب مع تشكيل الوضع الجديد في مصر، محذرا من مشاركة قيادات جماعة الإخوان، وبخاصة المسجونين منهم، في الحياة السياسية.
ووصف حجازي في حديث لصحيفة ديلي تليجراف البريطانية، اليوم الجمعة، معظم قيادات جماعة الإخوان المسلمين بأنها "متطرفة للغاية" بشكل يجعل من الصعب قبول عودتهم للحياة السياسية، مؤكدا أن هؤلاء الذين يتحدثون عن السياسة بشكل منطقي من وراء القضبان هم أنفسهم الذين حرضوا على العنف في اعتصاماتهم التي أقاموها بالقاهرة على مدار 45 يوما.
واستبعد حجازي إمكانية أن تقيم هذه القيادات أساسا للثقة مع الحكومة الحالية أو الشعب المصري، مشيرا إلى أن أفضل ما يمكن لهم يفعلوه من أجل مصلحة المواطنين بشكل عام، وجماعة الإخوان بشكل خاص، هو أن يعتزلوا العمل السياسي.
وقال حجازي، إن أيديولوجية الإسلام السياسي التي تبنتها الأحزاب التي ظهرت في مصر والجزائر يجب النظر إليها كأيديولوجية فاشلة. وأوضح أن هذه الأيديولوجية تعتمد على شعارات وأفكار جامدة، ولا تعمل على إيجاد حلول للقضايا التي تتعلق بحياة الإنسان بشكل عقلاني وفعال.
وفي معرض حديثه عما يدور عن إمكانية خوض الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال حجازي للصحيفة البريطانية: ان السيسي يمتلك المواصفات التي يراها المصريون في قائدهم.
وذكر حجازي أن السيسي لا يتدخل في العملية السياسية بمصر خلال مرحلة ما بعد الإطاحة- في يوليو الماضي- بالنظام السابق الذي سيطرت عليه جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه يفضل موقعه في القوات المسلحة كرمز عسكري على توليه منصب رئيس الجمهورية.
وقال حجازي، إن عدم ظهور شخص بالمواصفات التي تتطلبها القيادة بحلول موعد انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر، ربما يدفع السيسي إلى خوض الانتخابات، بعد أن تحول إلى رمز للمصريين.
وأضاف: "أعتقد أن الفريق السيسي يمكن أن يكون أيزنهاور مصر في نهاية المطاف"، مشيرا إلى الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور الذي كان قائدا عسكريا وصل إلى منصب رئيس البلاد بتأييد شعبي واسع.
وأشارت الصحيفة إلى شخصية أيزنهاور، الذي تولى منصب القائد العام للجبهة الغربية في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتم انتخابه مرتين لمنصب الرئيس الأمريكي في خمسينيات القرن الماضي.
وقالت الصحيفة إن "السيسي يمثل حاليا العمود الفقري لحكومة التكنوقراط الانتقالية الحالية، وهي الحكومة التي تشرف على مرحلة تعديل الدستور المصري، والتي تبدأ بنهايتها مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية".
ولفتت الصحيفة إلى زيادة التوقعات بأن يكون السيسي، القائد العسكري البالغ من العمر "58 عاما"، القائد الجديد لمصر، البلد الذي يسعى لإنهاء مرحلة الفوضى والاضطرابات التي يشهدها حاليا، مشيرة إلى انطلاق حملات شعبية دشنها النشطاء، لمطالبة السيسي بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية.