حصلت «المصرى اليوم» على تحقيقات نيابة جنوب الجيزة مع الدكتور محمد البلتاجى، القيادى الإخوانى، وذلك على خلفية اتهامه بالتحريض على أحداث مسجد الاستقامة وميدان الجيزة، التى راح ضحيتها 9 مواطنين، وإصابة عشرات آخرين، خلال اشتباكات أنصار الرئيس المعزول والأهالى.
واستمرت التحقيقات 6 ساعات متواصلة، بمكتب مأمور سجن مزرعة طرة، ونفى خلالها «البلتاجى» علاقته بأحداث الجيزة، وتواجده داخل اعتصام رابعة العدوية، منذ 28 يونيو، أثناء اشتباكات الجماعة والأهالى، مؤكدًا أنه ليس له أى علاقة بجماعة الإخوان، وانقطاع صلته بقيادات مكتب الإرشاد منذ تأسيس حزب الحرية والعدالة فى 2011، وأنه خلال العامين الماضيين لم تطأ قدماه مكتب الإرشاد، لالتزامه بضوابط الفصل بين ما هو حزبى ودعوى.
ونفى «البلتاجى» الاتهامات المنسوبة إليه فى التحقيقات، وما ورد فى مذكرة تحريات الأمن الوطنى، بشأن تكليفه من قبل المرشد العام محمد بديع، بالتخطيط لأحداث مسجد الاستقامة والجيزة. وواجه فريق النيابة، برئاسة حاتم فاضل، وعلام أسامة، وكيل أول النيابة، «البلتاجى» بتحريات الأمن الوطنى، واتصاله بكل من عزب طلحة، والحسينى عنتر، وعزت مصطفى، ومحمد أنور شلتوت، أعضاء وكودار حزب الحرية والعدالة فى الجيزة، لتدبير الأحداث الدامية، وتصوير ما يحدث أمام الرأى العام العالمى، على أنه حرب أهلية، ونفى المتهم الاتهامات، وظل مترددًا لثوان، وقال: «لا أعرفهم على الإطلاق، ولم ألتق بهم فى حياتى»، فسأله المحقق عن طبيعة دوره فى الحزب فرد: «أنا عضو فى المكتب التنفيذى والأمانة العامة للحزب»، وعاجله المحقق بأنه على صلة بطبيعة منصبه بهؤلاء المتهمين، فقال: «ما اجتمعش بيهم فى رابعة العدوية، ولم أحرضهم على قتل أحد».
وبفحص نتائج التحريات فى تلك الأحداث، تبين اجتماع البلتاجى وصفوت حجازى، لتنفيذ مخطط الشغب، مع قيادات الجيزة، فأنكرها المتهم، قائلا: «التحقيقات ملفقة وليس لها علاقة بالأحداث، وتناقض نفسها، لأنها أكدت أننى فى ميدان رابعة، وفى الوقت نفسه تتهمنى بالوقوف وراء أحداث الجيزة»، موضحا أنه لم يذهب إلى مسجد الاستقامة ولا ميدان الجيزة، أثناء الاشتباكات، نافيًا معرفتة بالأحداث سوى من خلال ما تردد عنها داخل ميدان رابعة.
وواجهه المحقق بتحريات الأمن الوطنى، بشأن جمعه الأموال، لشراء الأسلحة والذخائر، فقال: «ليس لى علاقة بجمع أى أموال، ولم أدفع مليمًا لشراء أسلحة وذخائر، لقتل المواطنين». وحاول «البلتاجى» رفض استكمال التحقيقات، وقال إنه ليس له علاقة بأحداث العنف، ويرفض سؤاله عن جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أنه ليس له علاقة بالجماعة نهائيا، ولا أعضائها، ومسؤوليته تقع فى نطاق أمانة الحزب، وأنه لم يشرف على تنظيم المظاهرات، التى خرجت فى محيط مسجد الاستقامة والجيزة. وكان محمد بديع مرشد الجماعة أفاد فى تحقيقات النيابة أمس الاول بأن البلتاجى هو المسؤول عن الحشد وتنظيم المظاهرات.
وقررت النيابة فى نهاية التحقيقات حبسه 15 يوماً، على ذمة التحقيقات، وأثبتت فى محضر التحقيق أنه أجاب عن جميع الأسئلة، وحاول الامتناع عن الرد، لكنه عاد للإجابة مرة أخرى، وأنه لم يعان من أى أمراض صحية، وحالته جيدة.