عن الناصرية و عبد الحليم قنديل

تان تان في الجمعة ٢٥ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أستاذ عبد الحليم قنديل

تحية طيبة و بعد

أنا من المعجبين نشاطك في معارضة النظام المصرى و تعجبنى جدا مقالاتك , غير أن هناك جانب إختلاف كبير و على درجة كبيرة من الاهمية بينى و بينك و هو إنى شديد الكراهية لجمال عبد الناصر بحيث إنى أحمل بداخلى كراهية ضده لو سقطت نقطة منها في بحار العالم تلك المتصلة ببعضها لحولت لونها للون الأسود , و أرى اسباب كراهية عبد الناصر واضحة و بينه لكل إنسان و لا يلف حولها إلا مغالط , و لا يتغير موقفى من عبد الناصر إذا تجاهل تلك الأسباب مؤيدوه و محبوه و المتسمين بإسمه و الرافعين صوره و تعاملوا معنا بشكل مبسط و كانها أبسط كثيرا مما صورت لنا

و لأنى قارىء معجب بسيادتكم فلعل هذا يشفع لي أن أعاتبكم على هذا التوجه , عتاب كله رجاء و أمل أن تقوموا بمراجعة موقفكم من الناصرية متخذا من ما سطرتموه في مقالكم بجريدة الدستور يوم 16 يناير تحت عنوان عبد الناصر في التسعين مدخلا لعرض قصير و سريع لما أقصده

فقد كتبتم سيادتكم في أخر مقالكم الآتى:

كانت ظواهر التجاوز تنحسر و كان المجتمع الذى خلقته ثورة عبد الناصر يشب عن الطوق و يطالب بثورة تصحيح للثورة , كان التطور الاقتصادى و الاجتماعى و الثقافى قد خلق مجتمعا يفيض بالحيوية , و كانت مرحلة التنظيم السياي الواحد تمضى الى نهايتها , و كان عبد الناصر يريد التغيير لان الشعب يريده و فكر عبد الناصر في التحول لنظام الحزبين بشهادة محاضر اجتماعات اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى سنة 1968 ثم خطط للتحول لنظام متعدد الاحزاب بعد رد اثار العدوان و كان بوسع مصر أن تزاوج - لو عاش عبد الناصر - بين نهضة الثورة و ديمقراطية السياسة

و لتمسح لي ان أسئلكم في إيجاز:

  1. السؤال التاريخى المكرر , هل كان عبد الناصر يعلم بالتعذيب أم لا ؟ و أرجوك لا تكلمنى عن إقالة مدير مصلحة السجون و محاسبة الضباط عندما مات شهدى عطيه لأن ذلك كان لمجرد عدم تمكنهم من ضبط معيار التعذيب , ففلت منهم أذيد من اللازم و ادى لوفاة شخصية يسارية مشهورة فعاتبت موسكو عبد الناصر على ذلك مما وضعه في موقف محرج , و لأكلمك أنا عن زينب الغزالى التى أقسمت انها شهدت عبد الناصر مع عبد الحكيم عامر يطالعون تعذيبها من غرفة خاصه و لأكلمك عن ما هيكل المقرب من عبد الناصر و الذى زار السجن الحربى و شاهد التعذيب قبل أن يحضروا له أحد الأشخاص معرفته جاء ليرحمه ينتزعه من هذا المكان كما جاء في كتاب البوابة السوداء لأحمد رائف
  2. لماذا لم يلقى عبد الناصر القبض على حمزة البسيونى مدير السجن الحربى و ملك التعذيب وباقى زبانية التعذيب ؟ (و القى السادات القبض عليهم) ألا يعنى ذلك إنهم كانوا يعذبون بامره ؟
  3. تطبيق الديمقراطية و الحرية يعنى أن يحاسب الناس الحاكم فهل تصدقه إنه كان سيطبقها فعلا لمجرد أنه قال ذلك كما تقول في فقرتك فيحاسبه الناس سواء بسواء مع من قاموا بالإنتهاكات ؟ و كيف تتوقع منه الصدق و هو رئيس مكبل بجرائمه و معنى سامحه بالحرية و الديمقراطية و سامحه للناس بالكلام , ان تذاع أسرار تنكيله بمعارضية و نذالته مع محمد نجيب و جرائم تعذيبه للأخوان و الشيوعيين و السياسيين و كل صاحب فكر و إتجاه و حتى شهود يهوه (إقرا كتاب البوابة السوداء لأحمد رائف لو كنت لا تعلم) و سيتحدث الناس عن سيطرته على الصحافة و الإعلام و المسكوت عنه فى إنحرافات المخابرات الجنسية (و التى عرف بها منذ سنوات بعيده بشهادة الممثلة مريم فخر الدين في مجلة الموعد عندما حكت كيف وصلت شكوتها لعبد الناصر عن مطاردة صلاح نصر لها) و خطف المعارضين من الخارج و صور هزيمة 67 التى منعها عن الشعب المصرى و مظاهرات العساكر المتخفين في ملابس مدنية للتحكم في الجماهير لتطالب ببقائه بعد الكارثة و أشياء كثيره ... فهل كان سيسمح بكل هذا أن يقال ضده في ديمقراطيه و حريه رأي و تعبير ؟
  4. بحسب كلامك ان عبد الناصر تكلم عن إنفراجه قادمه في السياسه و الحريات و كان ذلك عام 1968 , فهل الغى الرقابه على الصحف مثلا أو سمح بالمعارضه حتى مات سنة 1970 ؟
  5. كيف تفخر بإنجازاته الإقتصادية و هى مبنية على أساس مال حرام حصل عليه دون وجه حق بسرقة تعب و شقى عمر رجال أعمال بتعويضات هزيله ليستخدمها نواة يبنى من بعد منها باقى المصانع و الشركات , فقد سرق جريدة الأهرام من عائلة تقلا و الأخبار من مصطفى و على أمين و محلات شيكوريل و عمر أفندى و صيدناوى و ريفولى و الصالون الأخضر من ملاكها اليهود و المراكب من الفايد و الأتوبيسات من أبو رجيله و ... فإذا كان يريد ان يبنى مصانع و شركات فليبنيها بنفسه من موادر الدوله دون مصادرة ما في يد الأخرين طالما لن يدفع تعويض عادل أو ليست المصادرة عوضا عن مخالفات إرتكبوها ... ثم ما هى نتيجة المال الحرام الذى سرقه ؟ اليست هي الرد الالهى بالهزيمة و خراب الإقتصاد "و لو بعد حين" و العسر على المواطنين ؟
  6. كانت قبل حرب 67 فلسطين لها أرض يمكن ان تعلن عليها دولة لو أرادت و الجولان قطعة من سوريا و مصر لها كل سيناء بدون الإضطرار لمعارك و شباب يقتل , فمن ورط مصر و الأمه العربية كلها في نتائج 67 الكارثيه , و من ورط مصر قبل ذلك في هزيمة 56 رغم أن القناه كانت ستعود لمصر بعد إنتهاء مدة تأجيرها بعد 12 سنه فقط أي في 68 ثم إنه عاد و دفع تعويضات لملاك الأسهم فى شركة قناة السويس تفوق ثمن أسهمها في البورصه و نالت إسرائيل حق الملاحة في مضيق تيران و إنتعشت إقتصاديا و تمرنت على الحرب مع مصر لتعود في 67 و تطبق الخطه نفسها لضرب الجيش المصرى , و من الذى زيف الوعى و حول هزيمة 56 إلى إنتصار , من فعل هذا كله , اليس هو جمال عبد الناصر ؟

عزيزى الدكتور عبد الحليم قنديل المجاهد الكبير المطالب بالحرية و الديمقراطية و صاحب الكلمات المعارضه الجريئة , إذا لم تقنعك كل كلماتى السابقة (و لا اعتقد إنها ستفعل) فشكرا لك لقرائتها و تقبل تحياتى

اجمالي القراءات 14131