البيض يوقد شرارة الانفصال في هشيم اليمن المنهك

في الخميس ٢٩ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

البيض يوقد شرارة الانفصال في هشيم اليمن المنهك
اعتذار صنعاء عن الحروب السابقة، جاء بنتيجة معاكسة، حيث لم يزد أصوات الداعين لانفصال الجنوب إلاّ قوة، ليصل الأمر حد إعلان العصيان المدني.
العرب  [نُشر في 29/08/2013، العدد: 9304، ص(3)]
 
ما الذي أخرج البيض مجددا للأضواء وذكره فجأة بدولة الجنوب
 
صنعاء- شرع الحراك الجنوبي باليمن، أمس، بتنفيذ عصيان مدني شامل في معظم محافظات جنوب البلاد ومدنها، تلبية لدعوة الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، الذي علا صوته مؤخرا بالدعوة إلى انفصال جنوب اليمن، أو ما يسمى في أدبيات الشق الانفصالي في الحراك الجنوبي بـ«استعادة دولة الجنوب»، التي كانت اندمجت في الجمهورية اليمنية سنة 1990، ولم تنجح في الانسلاخ من الوحدة في حرب صيف 1994.

وكانت السلطات اليمنية اعتذرت مؤخرا عن تلك الحرب وعن سلسلة الحروب ضد الحوثيين بالشمال، غير أن هذا الاعتذار جاء بنتيجة عكسية، حيث قويت بشكل لافت أصوات الداعين لانفصال الجنوب، وبلغ الأمر حد تدشين عصيان مدني.

ويقول مراقبون للشأن اليمني إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتردية، تساهم بشكل كبير في نشر فكرة الانفصال بين سكان جنوب البلاد.

ويضيف هؤلاء أن تصعيد دعاة الانفصال يشكل مأزقا حقيقيا وتحديا جديا لوحدة البلاد، في غياب تصور واضح لوسائل الحفاظ على تلك الوحدة، وفي ظل شكوك في دعم بعض الدول لخيار تقسيم اليمن.

وقال مصدر في الحراك الجنوبي ليونايتد برس إنترناشونال، إن «مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، بدأ فيها العصيان منذ صباح الأربعاء، رغم الانتشار الأمني الكثيف الذي شهدته المدينة إثر دعوات أطلقها الحراك لبدء مرحلة التصعيد الثوري».

وقال مصدر محلي إن «المدينة شهدت عصيانا مدنيا ناجحا بنسب متفاوتة في أحياء عدن، ففي حي كريتر استطاع الحراك الجنوبي إغلاق الإدارة المحلية وكل المصالح الحكومية والمحلات التجارية، وكذلك في أحياء المعلا، وخور مكسر، فيما كانت النسبة أقل في المنصورة».

ولفت المصدر إلى أنه «رغم الانتشار العسكري الكثيف وإطلاق الغازات المسيلة للدموع من قبل قوات الأمن لمنع المحتجين من قطع الطرقات في كريتر، إلا أن الشباب فرضوا إغلاق مبنى السلطة المحلية في المدينة».

وأشار إلى أنه في محافظة حضرموت «نفّذ الحراك عصيانا مدنيا بنسبة كبيرة، حيث أغلقت المرافق العامة والمحلات الخاصة في كل مدن حضرموت المكلا (الميناء والمطار)، كما أغلقت الإدارات المحلية».

وأوضح أنه «في مدن الشحر وتريم التابعتين لمحافظة حضرموت تم العصيان بنسبة كبيرة أيضا، كما شهدت مدينة سيئون عاصمة محافظة حضرموت الداخل، عصيانا مدنيا بنسبة أقل».

وقال مصدر محلي في محافظة أبين، إن «مدينة مودية شهدت عصيانا مدنيا حيث أغلقت المحلات التجارية والإدارة المحلية»، وأضاف أن «الحراك الجنوبي أغلق المنفذ الحدودي الرئيسي مع الشمال في منطقة سناح بمحافظة الضالع، كما أغلق المنفذ الرئيسي مع الشمال في منطقة كرش في محافظة لحج».

وفي لحج والضالع وشبوة وعتق نُفّذ عصيان مدني، وشهدت بعض هذه المناطق توترات أمنية إثر محاولة قوات الأمن منع تنفيذ العصيان المدني.

يشار إلى أن الحراك الجنوبي تأُسّس مطلع العام 2007، ويضم في صفوفه قوى وحركات وشخصيات جنوبية تطالب بالانفصال عن الشمال، وعودة دولة «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» التي كانت قائمة قبل الإعلان عن توحيد شطري اليمن في 22 مايو العام 1990 بعد مفاوضات طويلة وشاقة بين الطرفين.

اجمالي القراءات 3049