تحت سقف سجن "طرة"، تجتمع الآن قيادات من نظام مبارك ونظام المرشد العام الذي نقل اليوم بعد اعتقاله إلى هناك. فنزلاء العيار الثقيل حولوا طرة إلى حكومة تضم نظامين رفضهما الشعب وجمعتهما قضبانه. فمن هم نزلاءُ طرة بعد أن انضم إليهم اليوم محمد بديع المرشد العام للإخوان؟.
تقبع خلف أسوار سجن طرة دولة وحكومتان منفصلتان يترأس كلاً منها هرم سلطة سابق وآخر معزول، ومن وراء قضبانه أتباع وحاشية أيضاً. فهم نزلاء من الدرجة الأولى في سجن من خمس نجوم من حيث الحراسة المشددة كونه يجمع بين جدرانه رموز نظام مبارك ورؤوس نظام المرشد وعقله المدبر.
كان سجن طرة في استقبال الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه إبان ثورة يناير إلى جانب عدد من وزرائه وأعضاء في الحزب الوطني المنحل أهمهم رجل الأعمال أحمد عز، وكأن حكومة مصغرة تشكلت في أقفاص طرة. ومع ذلك فقد خرجت محاكماتهم إلى العلن، وبحرص من الإخوان.
والقصاص يقع الآن على الملقن والمتلقي بعد القبض على المرشد العام للإخوان محمد بديع في شقة كان يختبئ فيها، وترحيله إلى سجن الساسة وأصحاب القرار، وهناك تكتمل أركان الجماعة بقياداتها الرئيسية، بعد أن كان رئيس حزب "الحرية والعدالة" سعد الكتاتني أول الواصلين تبعه خيرت الشاطر ورشاد البيومي نائبا المرشد العام للإخوان. ولم يغب مرسي عن استقبال مرشده العام أيضاً.
ورفض متظاهرو الثورة الأولى نظام مبارك الذي حكم لثلاثين عاماً، وفي الثورة الثانية لفظ المتظاهرون نظام الإخوان الذي حكم لسنة واحدة. كلاهما رفضهم الشعب على الأرض ولكن الذي جمعهم الآن سقف واحد وقضبان طرة.