رسالة خاصة إلى الدكتور أحمد صبحي منصور
أستاذنا الفاضل الدكتور: أحمد صبحي منصور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم أرغب في الرد على مقالكم الكريم بالتعليق عليه، وآثرت أن يكون ردي بمقال خاص احتراما مني ووقارا لشخصكم الكريم.
وأتقدم بخالص شكري وتقديري لشخصكم الكريم وأشكر لكم وللقائمين على الموقع سعة صدورهم، وسماحهم لي بنشر ما أكتب، فحين قررت أن أكتب وأخالفكم في بعض الآراء مما تكتبون، رأيت أنه من الأجدر أن أنشر ما كتبت في موقعكم، طالما أن الأمر يتعلق بك&atitilde; وبما تكتبون، وحتى لا أتهم بأني أحاربكم في مواقع أخرى، إثباتا لحسن النية والله من وراء القصد.
لقد تفضلت سيادتك بالقول في ردك بأني لا أتلوا ما يُكْتَب في موقع أهل القرآن، من مقالات وتعليقات. أقول: على العكس تماما، أنا أتلو معظم كتاباتك ومعظم كتابات كتاب الموقع وأتلوا كذلك التعليقات عليها، سواء ما يخص كتاباتي أو ما يخص مواضيع أخرى، وتلاوتي لما يُكْتَب من مقالات أو تعليقات تخص كتاباتي أرى من وجهة نظري الشخصية أنها لم تُجِب على ما قمت بطرحه من قضايا وتساؤلات، وأرى كذلك أن معظم الكتابات والتعليقات تجنح إلى قضايا أخرى غير القضايا الأصلية موضوع النقاش، أو تقوم بمناقشات جزئية صغيرة أو قد تكون هامشية، أو تقوم بشخصنة الموضوع بصورة مسيئة لي، فأرى أنه من حقي ألا أقحم نفسي في مهاترات جانبية لن تخدم أحدا، ومن حقي أن أرى هذا، وبالتالي أنأى بنفسي بعيدا وأحجم عن التعليق، وأقوم بطرح الأسئلة مرة أخرى.
أما عن مقال الأستاذ (رضا علي)، فقد تلوته وتلوت ما استشهد به من كلامكم في ردك على الأستاذ (مجدي خليل)، وقد سبق وأن تلوت ردكم على مجدي خليل، في موقع شفاف الشرق الأوسط، منذ عام أو أكثر تقريبا، فلم يأتي مقال الأستاذ رضا بجديد، وما ذكرته سيادتك في ذلك الرد على مجدي خليل كان كلاما عاما، حيث ذكرتم أنكم تركزون على الأخطاء لعلاجها وأن ذلك لا يعني عدم وجود خير على الإطلاق في التاريخ الإسلامي. دون أن تدعموا ردكم عليه بذكر شيء من ذلك الخير كما تفعل سيادتكم حين تنتقدون التاريخ الإسلامي. فمن باب العدل والإنصاف كما نذكر السيئات نذكر الحسنات كذلك، امتثالا لوصيته تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). (152- الأنعام). فما تقوم به سيادتكم هو قول للشهادة، وقول الشهادة يتطلب العدل في القول، وربك ساءلك يوم القيامة عن شهادتك، (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ). (19- الزخرف). فلم أتلو لسيادتكم مقالا واحدا سواء في موقعكم ولا في غيره من المواقع تنصف فيه أحدا من أولئك الأخيار الذين مثلوا الإسلام واقعا على الأرض، بصورة لم تعهدها البشرية من قبل، أولئك الأخيار الذين رضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، وكتب في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ولو لم يمتثلوا دينه واقعا على الأرض لما استحقوا كل هذا العطاء والوعود الربانية، أولئك الذين قال فيهم:
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). (100- التوبة).
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا). (18- الفتح).
(أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (22- المجادلة).
وسيادتكم لا يخفى عليكم أن بعض المناوئين للإسلام يستخدمون ما تقولون كسهام يوجهونها ضد الإسلام نفسه، وتدليلا على ذلك ما قاله د. كامل النجار حين قال: (ويجب علينا أن نشد على يد الشيخ لأنه يملك من الشجاعة الأدبية ما يجعله يعترف بأن الفتوحات الإسلامية كانت اعتداءً سافراً على الآمنين). ولا يخفى عليكم أنه قد استخدم كلامكم ليس في الطعن في الشخصيات الإسلامية وحسب، بل وصل بطعنه إلى الله والرسول والقرآن والإسلام كدين. وكما فعلت د. وفاء سلطان كذلك. ومن جانبي فأنا أشد على أيديكم في نقدكم للتراث ورفع القدسية عن البشر وعن الرسول والصحابة، وفي الوقت نفسه أطالبكم كذلك في الجانب الآخر بالإشادة بالرعيل الأول من المؤمنين وذكر محاسن بعض المسلمين الصالحين الأوائل وبعض إنجازاتهم، حتى تنصف المسلمين الأوائل وتنصف ما قاموا به من إنجازات أقررتم بها في ردكم على الأستاذ مجدي خليل، وتنصفهم من نفسك كذلك، وحتى لا يكون جل كلامكم وكتاباتكم للنقد وحسب. فتحسب عليكم لا لكم.
وإذا كان التاريخ الإسلامي قد نقل صورا سيئة عن بعض الرعيل الأول، فقد نقل صورا مشرقة كذلك، وإن كانت كتب التاريخ الإسلامي كما تذهب سيادتك غير موثوق بها في إحقاق حقيقة ما، فمن الإنصاف كذلك عدم اعتمادها في جهة دون الأخرى، وإلا نكون خرجنا عن الموضوعية وقمنا بتبني ما يخدم فكرنا وحسب، علي حساب أناس آخرين قد ننسب لهم ما ليس فيهم، أو ما لم يفعلوا، وهذا ما خطه قلمكم، حين قلتم بالنص: (عندما خرج الصحابة من المدينة لغزو بلاد لم تقم بالاعتداء عليهم، وحينما احتلوا تلك البلاد بعد نهب خيراتها وقتل ابنائها وسبى نسائها فان كل ما فعلوه يتناقض مع شريعة الاسلام. بل إنهم حين كانوا يعرضون على ضحاياهم الذين يغزونهم قبل الحرب أن يقبلوا واحدا من ثلاثة: إما الاسلام أو دفع الجزية أو الحرب فانهم كانوا يتناقضون مع ألف آية قرآنية تؤكد على انه لا إكراه فى الدين وأن لكل انسان حقه المطلق فى العقيدة و انه مسئول عن اختياره امام الله تعالى يوم القيامة. أى أن ما انتشر بسيف الفتوحات لم يكن الاسلام الحقيقى وانما استعمار واستيطان بالقوة أدى فيما بعد الى نشأة أديان ارضية رجعت بها الديانات السابقة الى الظهور تحت اسم الاسلام فقط.) انتهى.
فكما تعلمون أن قولكم وشهادتكم هذه، لم تعتمدوا فيها إلا على مصدر واحد وهو كتب التاريخ الإسلامي، ثم في الوقت ذاته تذهبون إلى أن كتب التاريخ الإسلامي -وأتفق معك في ذلك- ليست حقيقة مطلقة أو مقدسة، بل فيها ما فيها، وفي الوقت نفسه لم يذكر لنا القرآن الكريم شيئا مما حدث بعد وفاة الرسول، ولا توجد مصادر أخرى محايدة حتى نحكم من خلالها على المشهد بصورة قطعية نهائية كما فهمت من كلامكم السابق، بأن ما فعله الصحابة حين خرجوا من المدينة كان مخالفا لشريعة الإسلام، وبالتالي إذا لم يكن لدينا سوى مصدر واحد متضارب ومتناقض وغير موثوق به ولا يحمل حقيقة كاملة نهائية، ولا توجد مصادر أخرى محايدة، فعندها لن نتمكن من إقرار حقيقة نهائية عن ماذا حدث بالضبط، ولن نتمكن كذلك من إطلاق الأحكام جزافا، وليس من الموضوعية والإنصاف أن نتبنى بعض الروايات دون البعض الآخر، أو أن نتبنى السيئات فقط ونتغافل عن الحسنات. وحين يضطرني أحدا للاستشهاد بالتاريخ، أقوم بنسبة ما أقوله إلى مصادره، دون أن ألزم نفسي مالا علم لي به، واستشهادي بالتاريخ لا يعني تبنيه ولا يعني كذلك معارضته، فأنا أنقل فقط ما هو مذكور في كتب التاريخ الإسلامي، إذا اضطرني أحد إلى ذلك، كما حدث في ردي على د. كامل النجار، أنقل للرد ولكن دون أن أتحيز لطرف على آخر، ودون ذكر لطرف وتجاهل لآخر، ودون إصدار أحكام على أحد من شخصيات وأحداث التاريخ بصور قطعية نهائية.
وكلامي هذا لا يحمل في طياته أدنى تقديسا لأحد من الصحابة أو من جاء بعدهم، وسيادتكم تعلم هذا من كتاباتي، إن ما يحمله كلامي فقط هو: من ليس له جذر ثابت فلن يكون له فرع في السماء، ومن لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له، وما تحمله طيات كلامي كذلك هو النصيحة ثم النصيحة ثم النصيحة، وما تحمله طيات كلامي كذلك أن جلد الذات بصفة مستمرة لن يفيد أحدا، وتقديس الماضي وتطهيره بصفة مستمرة لن يفيد أحدا كذلك. فماذا علينا لو امتثلنا قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ). (143- البقرة). فالوسطية هي المؤهل الوحيد للشهادة على الناس، وبدونها لن يقبل الله شهادتنا ولن يقبلها الناس كذلك، وكل ما قلته في هذا المقام ما هو إلا رأيي الشخصي ووجهة نظري مما أدركته ووعيته من كلامكم وكتاباتكم، قد أكون وفقت فيه وقد أكون أخطأت، والله وحده يفصل بيننا فيما كنا فيه مختلفون.
أما بخصوص قولكم أني لم أشأ الرد على كل من د. وفاء سلطان، و د. كامل النجار، عندما كتبوا يهاجمونكم، أو أني رأيت سيادتكم قد عجزتم عن الرد عليهما. كلا والله، ثم كلا والله، فالأمر غير هذا قطعا، فما أثارني حقا، أنهم استخدموا كلامكم في نقدكم لما قام به الصحابة بعد موت النبي من فتوحات، ليؤيدوا به وجهة نظرهم في أن الإسلام دين غزو واستعمار وسفك للدماء، فأصبح نقدكم يتماشى تماما مع نقدهم حذو القذة بالقذة، وأصبح ليس من خلاف يذكر بين نقدكم لأحداث وشخصيات التاريخ وبين نقدهم، سوى دفاعك فقط عن القرآن وعن الرسول، حتى الرسول نفسه قد أعفيته من تمثيل الإسلام واقعا على الأرض، هذا ما جعلني أكتب ما كتبت، وما أزال أصر على كل كلمة كتبتها، فما كنت أنتظره منكم طيلة تلك الفترة أن تردوا حتى بمقال واحد على كل من يحاول تشويه صورة التاريخ الإسلامي كله وينزع عنه ما به من حسنات، فلا يرى منه سوى الظلام والسيئات وحسب، هذا ما كنت أنتظر من سيادتكم القيام به ولم تفعلوا، أو حتى أضعف الإيمان أن تقولوا أن كتب التاريخ لا يمكن الاعتماد عليها في الوصول إلى حقيقة نهائية قاطعة عما حدث بصورة يقينية، لكن ما حدث أن سيادتكم وافقتموهم في كل شيء قالوه، باستثناء فقط دفاعكم عن القرآن والإسلام كدين معزولان عن الواقع.
وهذا ما أثارني مؤخرا، ودعاني للقيام بالرد والتساؤل بحدة، وأظن أن هذا من حقي كقارئ ومتابع، ومن حقي أن أعرض ردي الذي أدركته من الأمر بوجهة نظري الشخصية، ومن حقي كإنسان أن أنفعل ويضيق صدري بما أتلوه، وليس من حق أحد أن يفرض علي أو على غيري أن نسمعه ما يطربه هو، أو ما يشنف آذانه هو من آيات المدح والثناء، وليس من حق أحد أن يكبت انفعالي وما يضيق به صدري، ومن حقي كذلك أن أصف وجهة نظري بالصفة التي أراها مناسبة للموقف، وليس من حق أحد أن يملي علي وجهة نظره هو، أو ما يروق له هو، بل أنت نفسك يا دكتور أحمد قد تعرضت لموقف مشابه عند حديثك عن الشيخ الشعراوي، ولم تسمع لتعليقات ومعارضات القراء، وصمدت على رأيك ووجهة نظرك، وكان ذلك في ختام مقالك: المعنون: (الشعراوي من تاني) فقد قلت سيادتكم بالنص: ((((أى اختزلنا الدين فى مؤخرة رجل الدين.)))) وقلت بعدها: (ولن أعتذر عن هذا التعبير.).http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1680
وسيادتكم حر في قولكم وحر في عدم الاعتذار، أما لو غضب نهرو طنطاوي وضاق صدره بكلام أحد ووصف أحدا بوصف ما، تصبح جريمة وكارثة لا تغتفر، بينما يسمح لغير نهرو طنطاوي أن يقول ما شاء، فهل هذا من العدل والإنصاف، ثم ماذا في غضب نهرو طنطاوي وضيقه بما يتلو ويسمع؟؟، ألست بشراً أحس وأشعر وأنفعل بما يكتب وبما يقال؟؟، إن النفس الحية المنفعلة الشفافة الحرة خير من ملء الأرض نفوساً سلفية صماء عمياء موتى، وهل أنا أزكى نفسا من رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي لم يعاتبه ربه ولم ينهه عن ضيق صدره بما يقوله الكفار، ولا موسى عليه السلام الذي لم يعاتبه ربه على غضبه، قال تعالى:
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ). (98- الحجر).
(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا). (150- الأعراف).
(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ). (154- الأعراف).
فلولا حبي لكم واهتمامي بأمركم لما قلت ما قلت ولما فعلت ما فعلت، فماذا كنت سأخسر لو قرأت والتزمت الصمت، وقلت: (أنا مالي)؟؟ وماذا كسبت حين تكلمت سوى الإهانة والسخرية والسب والشتم وقلة القيمة من بعض الحمقى والصغار والمراهقين؟؟، أما بخصوص قولكم عن عدم قيامي بالرد على كل من د. وفاء سلطان، ود. كامل النجار، فقد صدمني وأدهشني قولكم هذا، فسيادتكم تعلم تمام العلم بأني ولله الفضل وحده، أول من تصدى لوفاء سلطان ورد عليها حين بدأت تكتب مقالاتها الأولى على موقع الحوار المتمدن، فقد تصديت لها في مقالها الثالث والذي كان بعنوان: (هل يصلح الدهر ما أفسده الإسلام)، وجاء ردي عليها في مقال بعنوان: (البحث عن وجود الله داخل سراويل المسلمين)، وحين عادت لي بمقال عنوانه: (نهرو طنطاوي عنزة ولو باضت)، عدت لها بست مقالات تحمل عناوينها اسم وفاء سلطان، أعلنت بعدها وفاء سلطان عدم استطاعتها الرد على ما أسمته هي شتائم وإهانات وذلك في مقالها المعنون: (المرأة في شريعة نهرو طنطاوي) وكلها موجود ومسجلة على موقع الحوار المتمدن، أما بخصوص كامل النجار، فكنت ولله الفضل أول من تصدى لمقاله الذي حاول أن يربط فيه بين القرآنيين وفكر الخوارج، وجاء مقاله بعنوان: (القرآنيون ومحاولة تجميل صورة الإسلام)، نهرو طنطاوي الذي يهاجمه القرآنيون الآن هو أول من دافع عنهم وتصدى لـ د. كامل النجار، بمقال عنوانه: (القرآنيون ليسوا خوارجا) حين حاول الربط بين فكر القرآنيين وفكر الخوارج، فقد دافعت عن الدكتور منصور وقتها وأنا لا أعرفه وليس بيني وبينه أي اتصال، ولم يكن لأهل القرآن موقع يومها، ولم أسمع لهم صوتا، أو أتلوا لهم حرفا، دفاعا عن فكرهم، ولكن يبدو أن البعض يعاني من ضعف الذاكرة، أو أن البعض لا يتلون إلا في موقع أهل القرآن وحسب، وقد طلبت من سيادتكم في نفس المقال أن تكتبوا دراسة أو مقال عن الخوارج لتردوا به على كامل النجار، فلم يُسْتَجَاب لطلبي.
أما بخصوص قولك من الذي قدم إلى الإسلام ومن الذي لم يقدم، فالإسلام يوجب علي وعليكم وعلى كل مسلم يؤمن بهذا الدين العظيم، أن نمتثل هذا الدين واقعا على الأرض بكل قيمه وأخلاقه وتعاليمه ويسبق كل ذلك أن نقدم الإسلام بالعقل والمنطق والمنهج العلمي والجدية وقبول ما لدى الآخر واحترامنا لما يقدم من خير أو شر ما لم يعتدي علينا، وما لم يخرجنا من ديرانا، وما لم يقاتلنا في ديننا، وما لم يتعدى كلامه حدود المداد والقرطاس: (النقد، الفكر، السؤال)، بعيدا عن العواطف والمشاعر العاطفية المراهقة التي لا تحرق سوى صاحبها، وبعيدا عن تقاليد الجماعات السلفية الهمجية، والتي لا تتبنى في قاموسها الهمجي اللاإنساني سوى المقولة التي تقول: (من ليس معنا فهو ضدنا). هذا ما علينا أن نقدمه للإسلام، والمنهج العلمي أو العقلي ليس موجودا في القرآن بل نحن الذين نصنعه ونقيمه ونزن به كل شيء، وما لم نفعل ذلك فلا فائدة في كل ما نكتب ونقرأ ونتلوا، بل لا فائدة من تلاوة القرآن وتدبره، وعندها لو اختلفنا فالله يفصل بيننا يوم القيامة فيما فيه مختلفون.
أما عن نصحكم لي بأن أقرأ بتمعن كل ما لا يروق لي، فأشكركم على نصحكم الطيب، ولكن صدقني إن قلت لسيادتكم أن كل ما وقعت عيناي عليه في حياتي فهو يروق لي، اتفقت معه أو اختلفت، كفرا كان أو إلحادا أو إسلاما أو ديانات أخرى، بل دعني أخبرك أني أهتم بالمقال أو التعليق الذي ينتقدني، أكثر بكثير من اهتمامي بمن يمدحني، فمن ينتقدني يضيف إلي معرفة جديدة إما عن نفسي أو عن نفسه، أما من يمدحني فماذا سيضيف لي من جديد؟. وليس عيبا أن أقرأ لسيادتكم ولا أوقن بكتاباتكم، وليس عيبا أن أراجعك فيها، حتى ولو كنت الدكتور صبحي منصور، حتى ولو كنت شيخ الأزهر، حتى ولو كنت رسول الله، فمن حقي ألا أوقن بأي فكرة لا يستسيغها عقلي، بل ومن حقي مناقشتها وطرح الأسئلة عليها، كما من حق غيري أن يتلو لي ولا يوقن بما أقول، وليس عيبا يا أستاذنا أن أتلوا ولا أعي ما أتلوه، وليس عيبا إن لم أعي أن أسأل عما لا أعيه، وليس عيبا أن أنتقد وأتساءل، وليس تجريحا لأحد أن أنتقده أو أسأله إن أدركت ما يكتبه أو لم أدركه، وإلا فكيف سيعرف بعضنا بعضا، بل كيف سنصل إلى حقيقة أي شيء حولنا إن لم يسأل بعضنا بعضا، وينتقد بعضنا بعضا ونختلف مع بعضنا البعض، سيدي الدكتور منصور نحن لا تنقصنا التلاوة ولا التدبر نحن ينقصنا أن نتعامل مع الأشياء بعقولنا وليس بعواطفنا ومشاعرنا، هذا حقا ما ينقصنا، وما ينقصنا كذلك هو فتح جمع الأبواب والنوافذ، وليس غلقها والتوقع خلفها.
أما عن قولكم: (ومن العبث أن أشغل نفسي بالإجابة عن أسئلة قد وجهها ملحدون لا يقتنعون لأنهم يرفضون القرآن أساسا، ولو أراد أحدهم الحق بإنصاف وموضوعية لقرأ الإجابة في الكثير من المؤلفات المنشورة). انتهي، سيدي الدكتور أنتم تعلمون جيدا، بأن الملحدين الذين تقصدهم بقولك، لا يقصدون من وراء أسئلتهم أن يتعلموا منكم أو من غيركم القرآن أو الإسلام، فهم لا يريدون ذلك، بل ومن الخطأ أن نظن فيهم ذلك، إنما إجاباتنا عليهم ضرورية لا لهدايتهم إلى الإسلام كما يظن البعض، إنما للدفاع عن عدم إنصافهم في قولهم مما يهاجمون به الإسلام بكل تلك الضراوة، ولا يكون ذلك الدفاع بأن نتلوا أو نخط لهم بعض آيات من القرآن الكريم، إنما يكون الرد عليهم بتقييم منهج تفكيرنا نحن أولا، حتى لا نمكنهم من تصيد الأخطاء والسقطات المنهجية لضربنا بها، ثم نرد عليهم بالعقل وليس بالقرآن، فالعقل سلطانه يعلو فوق الجميع، أما القرآن فلا سلطان له إلا على الذين آمنوا، وهذا ليس قدحا في القرآن ولكن هذه هي الحقيقة، وباستطاعتنا نحن أن نجعل من القرآن عقلا منفتحا على كافة الاحتمالات والتوقعات، بتخلينا وتحررنا وتجردنا من أي فكر أو عقائد مسبقة، فيدخل كل منا على القرآن بعقله هو وبتدبره هو وليس بعقل ودراسات الدكتور منصور أو عقل وكتابات نهرو طنطاوي، فلابد من تحرير القرآن من النفوس المغلقة التي تحاول السطوة عليه وادعاء امتلاكها لمفاتحه وحدها، ونعادي كل شخص يأت بفكرة جديدة ونشنع عليه خشية المساس بأفكارنا نحن، فنقوم بسجن القرآن ووقفه على كتابات ودراسات وأبحاث شخص بعينه، أو مجموعة أشخاص بعينهم لا يسمحوا لأحد بنقدهم أو مناقشتهم أو مراجعتهم فيما يكتبون.
أما بخصوص محنة أهل القرآن، وعتابكم لي أني لم أشارك في مواساتكم في تلك المحنة، أولا: كنت أتابع الموضوع باهتمام بالغ عبر الصحف وعبر الفضائيات، وشاهدت برنامج الحقيقة على قناة دريم في جزأيه وبل وشاهدت الإعادة كذلك. ثانيا: الأمر كان من الدهشة والصدمة بالنسبة لي مما حال بيني وبين أن يخطر في نفسي أن أكتب مقالا أو تعليقا أو رسالة في مثل ذلك الأمر الجلل، فقد استصغرت ذلك الأمر في نفسي وقلت ما عساها أن تفعل مقالتي أو تعليقي في مثل تلك الحال. ثالثاً: في تلك الفترة كنت أقضي أجازتي السنوية بين أهلي في مصر، وأثناء الأجازة نادرا ما أدخل على شبكة الانترنت إلا في أندر الأوقات، لكثرة مشاغلي وارتباطاتي والتزاماتي بأشياء أخرى.
أما بخصوص قولكم أن ما جاء في مقالي هو هجوم على جماعة أهل القرآن، فلا تعليق لي عليه سوى أن التاريخ سيثبت لكم هل كان هذا هجوما عليكم أم نصحا شديدا واهتماما من أجلكم، والله وحده عليم بذات الصدور، وسأفوض الأمر لمن بيده الأمر يوم تبلى السرائر.
أما عن قولكم أن ما جاء في مقالاتي هو مناصرة لكامل النجار ووفاء سلطان، أقول نعم أنا أناصر كامل النجار ووفاء سلطان في دعوتهم إلى حرية الفكر والتعبير وحرية الإنسان في أن يعتقد ما شاء، وأن يكتب ما شاء، وأن يفكر من شاء في ما يشاء، دون حجر أو وصاية أو مصادرة من شخص على آخر، نعم أناصرهم في صدعهم للتخلص من السلفية المقيتة البغيضة، ودعوتهم إلى كشف عور الذين يتسترون بالفكر الديني السلفي الهمجي الذي كان سببا فيما أنتم فيه من محنة وغربة عن أهلكم ووطنكم، وما عانيته أنا وما زلت أعانية من ذرية أبي جهل وأحفاده. ولست مناصرا لهم بالتأكيد في رفضهم إدراك حقيقة الدين والتاريخ، ومحاولاتهم المتعمدة لتشويه ذات الدين وتشويه كل ما في تاريخه من خير، وبالتأكيد لست مناصرا لهم في عملية الانتقاء المقصودة من كتب التاريخ وفق ما يتفق وأهواءهم، ومع ذلك فأرى أنه من حقهم أن يكتبوا ما يشاءون، ومن الواجب علي وعلى كل حر أن يدافع عن حقهم هذا ما لم يقوموا بقتالنا أو الاعتداء علينا أو إخراجنا من ديارنا بغير حق.
أستاذي الدكتور صبحي منصور، أحاول في آخر كلماتي لكم أن أعلن عما سبق وأن أعلنت عنه من قبل، وما تعلمته من القرآن الكريم، ولكن البعض لا يريد أن يعي ذلك، ولكن، (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، لقد تعلمت من القرآن الكريم أن الإنسان كفرد، حتى يكون مسلما لله رب العالمين وحده، أو يكون مسلما لأي أحد من البشر نبيا كان أو عالما أو كاهنا أو داعية أو شيطانا أو هوى، فإن إسلامه هذا هو مسئولية شخصية فردية أمام الله يوم القيامة لا دخل للقرآن فيها ولا للأنبياء ولا للعلماء ولا للكهان ولا للشياطين ولا للآباء ولا للأمهات ولا لغيرهم مهما علا شأنهم وقربهم من الإنسان، وبالتالي قررت أن يكون إيماني بهذا الكتاب (القرآن الكريم)، وبمن أرسله، وبمن أُرْسِل به، وبما أُرْسِل فيه، وفق ما يقرره عقلي أنا وحدي، ونظري أنا وحدي، ووفق ما تطمئن إليه نفسي أنا وحدي، وذلك لأن إيماني بهذا الكتاب، وبمن أرسله، وبمن أرسل إليه، وبما أرسل فيه من موضوعات، تقع مسئوليته الأولى والأخيرة والكبرى علي أنا وحدي، وإن قرر عقلي أن هناك ثواب فسيكون لي أنا وحدي، وإن قرر عقلي أن هناك عقاب فسيكون علي أنا وحدي، فأنا رهين كسبي، ورهين عملي، ورهين إدراكي، ورهين عقلي، وليس من حقي أن أكره أحدا على هذا، وليس من حق أحد أن يكرهني على غيره، وهذا النهج الذي أتبعه وأقر بأني أتحمل مسئوليته أنا وحدي، قد تعلمته من هذا الكتاب (القرآن الكريم) وهذه هي نصوص القرآن التي جاءت داعية إلى ذلك:
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). (36- الإسراء)
(كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ). (21- الطور).
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ). (38- المدثر).
(قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ). (25- سبأ).
(فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ* وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ). (26- الفجر).
(وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ). (164- الأنعام).
(لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ). (51- إبراهيم).
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا). (111- النحل).
(لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). (3- الممتحنة).
(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً). (48- البقرة)
(وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا). (33- لقمان)
(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ). (34: 37- عبس)
ومن هذا المنطلق أقول: لا دين ولا مقدس ولا حق ولا حقيقة لدي، إلا ما يقره عقلي أنا وحدي، ويطمئن إليه قلبي، ولا حرمة لدي لأي شيء، إلا ما يقره عقلي، ويطمئن قلبي إلى حرمته، ولا قداسة لدي لفكر أي أحد، ولا لإدراك أي أحد، ولا لشرح أي أحد، ولا لتفسير أي أحد، ولا لدين أي أحد، ولا لمذهب أي أحد، ولا لرأي أي أحد كان، حتى يكون عقلي أنا وحدي، ونظري أنا وحدي، واختياري أنا وحدي من يقرر ويطمئن ويؤمن بهذا الفكر أو ذلك الفهم أو يرفضه، ولن يستطيع أي أحد مهما كان نعته أو قوته أو شأنه، أن يكرهني على اليقين بفهم فهمه هو، أو اعتقاد شيء اعتقده هو، أو أن يلزمني بطريقة رآها هو، فلن يستطيع لا بالإكراه ولا بالإغراء ولا بالإغواء، ولا حتى بالشتيمة والسباب. هذا هو دين الإسلام الذي فهمته بمسؤوليتي الشخصية واختياري وحريتي أنا وحدي، فإن أسمى البعض هذا النهج، غرورا أو استكبارا أو جنون عظمة أو سحرا أو مرضا نفسيا، فليسمه من شاء ما شاء، لكن هذا هو الإسلام الذي أدركه أنا، وهذا هو ديني الذي أدين لله به، من لم يقبله ولم يعجبه، فله دينه ولي دين، وما علي من حسابهم من شيء، وما من حسابي عليهم من شيء، وليتربصوا إنا متربصون.
أما قبل دعوة سيادتكم الكريمة لي للكتابة على موقعكم، فكنت أخال أن باستطاعتي أن أكتب ما يروق لي، وأناقش من أريد مناقشته، وأن باستطاعتي أن أختلف مع أي أحد، بكل هدوء ودون تجريح شخصي لأحد، حتى وإن كنت أغضب في بعض الأحيان وأحتد في كلامي، فكان من المفترض بـ (أهل القرآن) أن يكونوا أكثر حلما وورعا إن كانوا أهلا للقرآن حقا، لكني صدمت بما رأيت وبما لم أكن أتوقعه من هذا الكم الهائل من الشتائم والسباب والطعن في شخصي من بعض الحمقى والصغار والمراهقين، وكأني في موقع للسلفيين أو لتنظيم القاعدة، وفي ختام حديثي أتقدم باعتذاري وأسفي الشديد لشخصكم الكريم فقط، إن كنت قد أسأت لكم شخصيا، وليس لأحد غيرك في الموقع فضل علي حتى أعتذر له، وأعدكم بأن هذه القضية ستغلق من قِبَلِي، وأعدك أن تكون هذه الرسالة هي الأخيرة لي في هذه القضية على موقع أهل القرآن، لكن في المرة القادمة سأقوم بنشر انتقاداتي إن رأيت ما يثير النقد لدي، في المواقع الأخرى التي تدعو إلى حرية الرأي والتعبير وإلى الديمقراطية وتلتزم بها سلوكا وواقعا على الأرض، وليس شعارات جوفاء وفق ما تقتضيه الظروف.
### (نصيحة خالصة لشخصكم الكريم)###
((((كم كنت أتمنى ولا زلت آمل في سيادتكم أن يكون في موقع أهل القرآن قسما خاصا للدفاع عن الطيب والحسن والجميل والعظيم في تراث وتاريخ وإنجازات وشخصيات هذه الأمة، هذه الأمة التي نجح بعض حاقدي الغرب وبعض أذنابه لدينا، في ألا نرى من تاريخها شيئا سوى الظلام والجهل وسفك الدماء، منذ بعثة النبي محمد وحتى يومنا هذا، بل حولوا تاريخها كله وتراثها كله إلى حريق لا نرى منه سوى الدخان، فهل من الممكن أن يستحدث موقعكم طريقة وسطية جديدة ومنهج وسطي جديد في إظهار كل ما هو جميل وطيب في تاريخ وتراث هذه الأمة، غير طريقة السلفيين التقديسية التأليهية للبشر والأشياء، ونظل كما نحن نضع أيدينا على مواطن الخلل والمرض لنتعلم من هذا ومن ذاك، فكما نتعلم من الطيب والجميل ونتأسى به، نتعلم كذلك من الأخطاء والسقطات فنتجنبها، وأنا أقطع وأجزم بأن في تاريخ هذه الأمة وفي تراثها آلاف الأشياء التي نفخر بها ونعتز بها ونتعلم منها، فلما لا نجعل منها دافعا إلى التقدم والانفتاح لنا وللأجيال القادمة)))). (((ولو فعلتموها فسيكون لكم السبق وتكونوا قد سجلتم نقطة هامة وأساسية تضاف إلى رصيدكم))).
وعذرا على الإطالة
ولكم مني وافر التقدير والاحترام.
ابنكم/ نهرو طنطاوي.