فى الحقيقه هذه المقاله ليست ردا على الكاتب الذى كتب ماذا قدم القرآنيون للإسلام .لأنها اقل من ان يرد عليها لأن ما جاء بمقالته هو تكريث لمجموعة من الأفكار الحاقده على المشروع القرآنى العظيم . حاول صاحبها كما ذكرت فى تعقيبى عليه سابقا ان يتقرب بها إلى إلى الملحدين والكارهين لدين الله وكتابه الكريم وإلى كسب رضا مشايخ السلاطين وسلاطينهم عنه وبعد ان ادرك تماما انه لن يستقيم له المقام مع اهل القرآن الذين لا يعرفون للكبر وحب الذات مك&Cce;كانا فى نفوسهم وانهم لا يتكبرون على الإعتراف بأخطائهم وتعلم بعضهم من بعض بإسلوب علمى حضارى راق . وانهم ليس بينهم استاذ أو واعظ وشيخ يملى رؤيته على احد .بل الجميع يعرض افكاره للحوار والنقاش مباشرة دون التدخل من رقيب وانهم جميعا تلاميذ على مائدة القرآن الكريم .وهذا ما لا يتماشى مع شخصيته التى كتب عنها ذات يوم ان ما يكتبه وما يقدمه هو صحيح مائة بالمائه ولا يوجد به اية نسبة للخطأ .وقد رددت عليه فى حينها ايضا فى مقالة وقلت له تذكر قول الله تعالى (وفوق كل ذى علم عليم ) والمقاله ما زالت موجوده على موقعكم المبارك .أو انه جاء متخيلا اننا فى فصل دراسى من التعليم الإبتدائى الذى يردس له بالأزهر ولن نستطيع مناقشته او رده إلى الصواب إن أخطأ .
وهنا اود ان اعرض لبعض جوانب منهج القرآنيين . الذى وصفه بالمنهج اللاعقلانى ووصف مشروعه بالمشروع الفاشل . فهنا سأتحدث فى عجاله عن نقطتين الإولى عن منهج القرآنيين والثانيه عما قدم القرآنيون للمسلمين . فبداية اقول .
القرآنيون مروا بمراحل كثيره من التعلم ابتدءوها كعامة الناس بإيمانهم بالتراث بل والتعصب فى الدفاع عنه .ثم تعرضوا لمحن مع المؤسسات الدينيه حولوها لمنح وهبات من الله تعالى وسنتخذ من الدكتور منصور نموذجا ومثالا عنهم لأن المقال تعرض له بصفة شخصية .ووصفه باوصاف لا تليق به .
فمنذ ان تعرض المفكر الإسلامى الدكتور/ منصور- لمحنته وازمته مع الأزهر منذ دراسته للدكتوراه عن التصوف الإسلامى فى العصر المملوكى وإكتشف من خلال دراسته وبحثه العلمى التاريخى المحايد ان التصوف عباره عن حركه سياسيه مختبئة تحت عباءة الدين والدروشه تسلب الناس عقولهم وتجعلهم قطيعا من الماعز والأغنام امام شيخهم ويحصل منهم على زعامة ورئاسة تفوق زعامة الخليفة او الرئيس .وان مرجعيتهم الدينيه مخالفة للشريعة القرآنيه بدءا من التوحيد ونهاية بسلوكيات عوامهم وشيوخهم فى موالدهم وداخل اضرحتهم .
فقام بتغيير طريقة تدريس التاريخ الإسلامى من دراسة التاريخ الإسلامى إلى دراسة الفكر الإسلامى وتاريخه .فأنقلب مشايخ الأزهر عليه وتعرض للمحنة الثانيه وتمسك برأيه ودفاعه عن الحق. و فى سبيل ذلك فقد وظيفته كأستاذ مساعد للتاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر .و بفضل من الله تحولت المحنه إلى منحة وهبة من الله على طريق الهدايه .وتفرغ لدراسة القرآن الكريم دراسة منهجية ثم لدراسة التراث من حديث وفقه وعلومهما وكثير من العلوم الأخرى خرج منها معلومات وأفكار غاية فى الأهمية والخطوره كان لا يمكن السكوت عليها .
.وصاحبه فكريا مجموعة من العلماء الأجلاء والتلاميذ الأفاضل الباحثين عن الحق . وبدأوا يصدعون بالحق القرآنى فى مواجهة تراث الفقه السنى والحديث والتصوف ومعتقدات المسلمين المخالفه للشريعة القرآنيه مثل الشفاعه والخروج من النار ومناقشة الروايات وووو..... فتعرضوا للمحنة الثالثه بالإعتقال من السلطه المصريه واذنابها من مشايخ الأزهر .وبفضل من الله ذاع صيتهم اكثر وأكثر وتحولت قضيتهم إلى قضية راى عام فكرى هزت ارجاء مجتمع المثقفين والمفكرين فى العالم العربى والإسلامى . وخرجوا منها منتصرين رافعى راية الفكر القرآنى على الفكر السلفى وبدأوا فى عقد الندوات فى المحافل العلميه والمنتديات وعلى صفحات الجرائد والمجلات وبعض القنوات الفضائيه المصريه المتخصصه ..وإستمرت المسيره على اساس منهج علمى يعتمد على تدبر ايات القرآن الكريم .ودعوة الناس بالحسنى للإياب والعودة إلى كتاب الله وحده .وتفهمه من خلال مصطلحاته هو وليس بمصطلحات الفقهاء ليتمكن الناس من رؤية نور هدايته وليتخذوا من صراطه المستقيم سبيلا ..
وإسمحوا لى ان اعطى مثالا واحدا على إختلاف المنهج القرآنى على ما عهده الناس وتوارثوه من فهم لألفاظه ..أن كلمة الرحمن تضاد فى معناها كلمة الرحيم .فالرحمن تعنى الملك القادر المتجبر الكبير المتعال المهيمن مالك الملك .وهى خاصة بالله عز وجل ولا تستطيع ان تصف بها إنسان او اى كائن آخر ..اما كلمة رحيم فتعنى الغفور الذى يقبل التوبة عن عباده الرؤؤف .ومن الممكن ان تطلق على الإنسان او الكائنات الآخرى ((وهذا ليس إشراكا بالله ) ولكنه لقصور لغوى عن إيجاد تعبيرات أخرى ..فهذا ما يؤكد عليه القرآنيين ان فهم القرآن يجب ان يكون من خلال القرآن وأن القرآن يحكم ولا يحكم عليه .
فهل بعد ذلك لا يمتلك القرآنيون منهجا علميا للبحث والتدبر ؟؟. (عجبا لمن يتهمهم بذلك )..
النقطه الثانيه ::
هى بإختصار عن ماذا قدم القرآنيون للمسلمين وليس للإسلام .لأن الإسلام اكبر وأعظم من أن يحتاج إلى خدمات احد ولن يضر الإسلام ولا ينقص من قدره ان يكفر به الناس جميعا ولن يزيده جلالا وقدرا ان يتبعه الناس جميعا .. ولكننا نحن المحتاجون لهداية الإسلام وصراطه المستقيم وما نقدمه نقدمه لأنفسنا فى المقام ألاول .
القرآنيون جعلوا المستحيل ممكنا بل والممكن إلى متاح ..فقد نزعوا هالة التقديس عن كل ما عدا ربنا سبحانه وتعالى و كتابه الكريم . وتحدوا الخوف وعجز العقل العربى والمسلم من مناقشة ما يعتبره الناس ثوابت ومسلمات ووصلوا من خلال دراستهم (العلميه المنهجيه المتعمقه المحايده ) إلى انه لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا يشرك فى حكمه احدا من خلقه لا فى الدنيا ولا فى الأخره .
و اننا يجب الآنؤمن إلا بالوحى القرآنى وأن نصدع به . وان ما عداه من كتب ما هى إلا إجتهادات بشريه اخطأت عندما نسبت إلى الوحى الإلهى وأن الإيمان بها هو اسرع طريق للهلاك والخسران المبين .بل إن مناط الحساب يوم الدين مرتبط بالإيمان بالله والتصديق بكتابه وحده واليوم الآخر .
وحول القرآنيون هذا الإيمان إلى تطبيق علنى صدعوا به فى وجه الناس جميعا وتحملوا فى سبيله المحن . حتى اصبح ممكنا فى مناقشته بعد ان كان تابوها من إقترب منه كفر ومن خاض فيه قتل وتحول هذا الممكن إلى مناقشات علنية فى مؤتمرات وندوات ودوريات علميه ثم اصبح متاحا للبحث والحديث والكتابة عنه لكل الناس .بل وتتم مناقشته فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعه والمقروءه. واصبح القرآنيون روادا لفكر إصلاحى يطمحون به فى إصلاح المسلمين بالإسلام سلميا على قواعد و مقاصد الشريعة القرآنية التى جاءت رحمة للعالمين ومحاولة إنقاذهم فى الدنيا ومن الخسران المبين فى الأخره .ويستخدمون فى ذلك الحسنى فى نشر افكارهم دون إرغام او إكراه او إجبار او تكفير لأحد ويتركون للناس حرية الإختيار بل ويدافعون عن هذه الحريه ويضحون فى سبيلها بكل غال ونفيس .ولا يبغون من وراء ذلك اجرا ولا شكورا وإنما أجرهم على الله سبحانه وتعالى . وبذلك اصبحت المحرمات والمسلمات والثوابت السابقة المزعومة مادة ممكنة للبحث والإستنباط والتمحيص والمناقشة وإستخراج سوءاتها وسيئاتها وتعريتها وتعرية رجالها لنتعلم من اخطائها ولنفرق من خلالها بين الإسلام والمسلمين وبين ما فى القرآن وما طبقه المسلمين ولنتعلم ان نقف مع الحق ولو كان ذلك على حساب رجال كنا نعدهم من الصالحين ظاهريا مثل الصحابة والتابعين والفقهاء .فنحن تعلمنا من القرآن ان الحق فوق الرجال وليس العكس .ولنتفاداها فى المستقبل .
وبذلك قدم القرآنيون للمسلمين تحويل المستحيل إلى ممكن ثم إلى متاح .وانه لا يوجد شخص فوق النقد والنصح والإرشاد ولا يوجد كتاب فوق االدراسة والنقد ايضا وأن ما يحويه بين صفحاته من اراء وافكار هى رؤية صاحبها وتخضع لمستواه العقلى والفكرى ومخزون العلوم والمعرفة لديه ويظل كل ما كتبه من افكار تحمل إسمه هو وليس إسم الإسلام . وانه لا كتاب مع او فوق كتاب الله جل جلاله.
فهل بعد إعلان منهجهم وإنتشاره وإلتفاف كثير من المعتدلين فكريا حوله وموءازرتهم له مازال يعتبر منهجا لا عقلانيا ومشروعا فاشلا ؟؟؟
اعتقد ان الذى زعم هذا القول هو نفسه المضطرب فكريا وعقليا وارجو له الهداية والشفاء .