انتقد المفكر طارق حجي سيطرة رجال الدينين الإسلامي والمسيحي علي عقول ملايين المصريين الآن، بما يهدد بتراجع الشخصية المصرية والحد من انتشار ثقافة المواطنة وهو ما يظهر في ازدراء كل طرف للآخر.
وأضاف حجي في ندوة «التعليم والمواطنة» التي نظمتها أسقفية الشباب مساء السبت الماضي: انهارت المؤسسات الدينية بعد أن قدمت فروض الولاء للدولة علاوة علي عزلتها عن العالم، فكيف يحرم المسيحيون من دخول جامعة الأزهر وكأن ما يدرس هناك إسلامي وليس علمياً محضاً، بما يجعل المواطنة تتآكل.
وأضاف: الدولة تسيطرعلي الجيل الجديد بفرض الولاية علي المقررات الدراسية التي يضعها موظفون يسبحون بحمد الحاكم بعد أن كان مشرفو المناهج أسماء مثل طه حسين وأحمد لطفي السيد.
وهاجم حجي وجود بعض النصوص القرآنية في مادة اللغة العربية باعتبار أن مكانها الصحيح ـ كما يري ـ هو التربية الإسلامية، وقال: لا مبرر أن يخرج طالب من الثانوية العامة وهو متفوق في كل المواد، فالطالب يجب أن يعرف شيئاً عن كل شيء ويتفوق في مجال بعينه، واستمر حجي في هجومه قائلاً: الكنيسة هي الأخري لا تقبل المخالفين لها مثلما هاجمت الأساقفة الذين قالوا إن الاحتفال بعيد الميلاد يوم 7 يناير ليس صحيحاً.
وأشار حجي إلي أن المراكز الإسلامية التي شيدتها السعودية والتي تقدرها بحوالي 96% من إجمالي المراكز في العالم، كان الهدف منها سياسياً وليس دينياً.
واختتم حديثه بالقول: إن حل مشكلة التطرف في مصر يكمن في المعرفة وتعليم ثقافة التعايش مع الآخر.