جبهة علماء الأزهر تدعو إلى إقامة الصلاة على "شهداء المصحف" في مجزرة سجن صيدنايا

في الإثنين ١٤ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نددت "جبهة علماء الأزهر" بالأحداث الأخيرة التي شهدها سجن صيدنايا السوري، حيث قتل 25 سجينا ومعتقلا إسلاميا بنيران حراس السجن، في أعقاب اضطرابات اندلعت على خلفية قيام الحراس بإهانة وتمزيق المصحف الشريف، وفق إفادة شاهد عيان.
ووجهت الجبهة في بيان، انتقادات شديدة إلى النظام السوري، متهمة إياه بالوقوف وراء تلك الأحداث التي أعادت إلى الأذهان أحداث سجن تدمر في بداية الثمانينات، حينما قتل أكثر من 1500 معتقل إسلامي على يد قوة قادها رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
واتهمت الجبهة، النظام العلوي بـ "الاستئساد على الأسرى السوريين لديه والمعتقلين ظلما وعدوانا في زنازينه وسجونه لغير جرم ارتكبوه، غير أنهم كانوا من أصحاب المصحف الظاهرين به، ومن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، الذين أخلصوا له قلوبهم، مما أغاظ ذلك النظامَ السوري الذي تتراكض في صدره أبالسة الجحيم فاستأسد عليهم النظام".
ووقعت تلك الأحداث في مطلع الأسبوع الماضي، عندما أفاد بيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان في العاصمة البريطانية لندن بأن اشتباكات نشبت بين حراس أحد السجون السورية والنزلاء أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، بعد قيام الشرطة العسكرية بإطلاق الرصاص الحي على نزلاء السجن.
وعزا شاهد عيان تفجر أحداث الشغب داخل السجن إلى قيام ما بين 150 و200 جندي باقتحام زنازين السجن حيث كبلوا السجناء، إذ كان يوجد 12 سجينا في كل زنزانة جماعية، ثم جردوهم من ملابسهم وأخذوا نقودهم وأهانوا المصحف وداسوا عليه.
وأضافت الجبهة أن "النظام استأسد عليهم (المعتقلين) لما ظهر له من بقاء حبهم للقرآن الذي من أجله ظُلِموا، وبسببه إلى المعتقلات سيقوا، فقام عسكر هذا النظام بجمع نسخ القرآن الكريم من مخابئها، كما جمعوا أصحابها من قبل ونزعهم من محاضنهم ومساكنهم، وفعل بنسخ القرآن الكريم على أنظارهم مالا تحتمله نفس، حيث قام الجنود بإهانة المصحف ووطأوه بالأقدام أمام أنظار المأسورين المعتقلين، وجرد النظام لهم 30 دبابة معززة بالقناصة والآليات والدروع وقاموا بالذبح والتقتيل على مرأى ومسمع من العالم".
واستنكرت الجبهة إقدام النظام السوري على قتل أكثر من 20 شخصا، في الوقت الذي "لزم فيه الجبن أمام الغارة الإسرائيلية الأخيرة على بعض معالم دولته، بل وفي عاصمتها دمشق فدمرتها له، ثم تولت إسرائيل الإعلان عن ذلك، بعد أن جبن هذا النظام حتى عن الصراخ على كرامته المداسة بأقدام اليهود من يوم أن سلم لهم الجولان بغير مقابل".
وتابعت "إسرائيل أقضت مضاجع الدنيا كلها من أجل كلب واحد من كلابها وقع أسيرا في أيدي خصومها، والنظام الأسدي يستأسد على كتاب الله تعالى وأهله بتلك الخسة والنذالة التي لا يعهد لها مثيل حتى في عالم الحيوانات الخسيسة".
واستطرد البيان: "سوريا التي جمعها نهار بني أمية بقبضة العز والكرامة يمزقها اليوم ليل النُصَيْريِّين العلويين بقبضة المذلة والهوان، بعد أن جمعوا عليهم الأمة بالخديعة والكذب ثم ساقوهم أمام عرش الموت بغير رحمة ولا خلق ولا اعتبار".
ووجهت الجبهة نداءً إلى من أطلقت عليهم "البائسين المظلومين المغلوبين على أمرهم في هذا النظام وأشباهه"، قائلة لهم: ليس لنا ولكم أفضل من كتاب الله نتعزى به، فقد تعددت الأصنام والشرك واحد، إن نفوسنا وهي تتحمل ما بها، فإنها تقاسي ما بكم فأجمعوا على الحق أمركم، وأخلصوا لله نياتكم، واعلموا أن عذاب النفس بثباتها على الحق ومصاعبه، لهو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمن الكاذب الذي طالما خُدِع به عن الحق غيركم، والطمأنينة الرخيصة التي تُستهدف بها الرقاب وتغتال بها شرف الأمة وحياتها".
وطالبت الأمة بالعمل والدعاء وإقامة الصلاة على "شهداء المصحف" الذين استشهدوا غيرة على القرآن الكريم وحبها له بنيران نظام قالت إنه يخاصم "القرآن ويتخذه عدوا له"، فيما اعتبرته حكما على المعتقلين الأبرياء بعد عامين على اعتقالهم.

















اجمالي القراءات 1888