يحلم بإحياء مشروع تقسيم السودان.. كاتب إيطالي: "أزمة قوية" ستندلع بين القاهرة وواشنطن إذا وصل جون ماكين إلى البيت الأبيض
توقع الكاتب الصحفي سامبيسيو لاديزما، المتخصص في الشئون الأفريقية في صحيفة "كوريير ديلاسيرا" الإيطالية، دخول مصر في أزمة قوية مع الولايات المتحدة، إذا وصل المرشح الجمهوري جون ماكين لسدة الرئاسة الأمريكية، مرجعا ذلك إلى تبنيه مشروع إحياء تقسيم السودان، الذي تعارضه عدة دول أفريقية أهمها مصر، التي يمثل السودان عمقا استراتيجيا لها.
وقال في تصريح لـ "المصريون"، إن هناك أوجه شبه كبيرة بين ماكين والرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش في العمل بتجارة البترول، وقال إن المرشح الجمهوري سيخلف هذا الأخير في اهتمامه بـ "بيزنس البترول"، لأنه يرى من وجهة نظره، ووجهة نظر رجال الأعمال الأمريكيين الذين يملكون شركات بترول، أنه لابد من الاستيلاء على البترول السوداني لأنه يعادل البترول الليبي في درجة نقائه.
وأكد أن ماكين سيحاول إحياء فكرة تقسيم السودان، بعد ان أثبتت الاكتشافات الجديدة أن السودان يعوم على بركة من البترول خاصة في الجنوب السوداني، وسيتحول التفكير الأمريكي الحالي باتجاه هذا البلد، الذي كانت تهدف الإدارة الأمريكية لتحويله لدولة منزوعة الهوية الإسلامية والعربية.
وأضاف أن مخطط ماكين يشمل الدول المحيطة بمنابع النيل وهي إريتريا وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو وتشاد، وذلك بهدف السيطرة على مناطق الجنوب الزراعية، والمناطق التي تحتوي على الثروة النفطية.
وقال سامبيسيو إن ماكين سيعمل على إحياء المخطط البريطاني القديم الذي كان يهدف إلى فصل جنوب السودان وجعله دولة مستقلة، بعدما اكتشفت بريطانيا وجود النفط في هذه المناطق، وسيعاونه في هذا المخطط إذا انتخب رئيسا شركة "شيفروت" الأمريكية المتخصصة في التنقيب عن البترول، التي عملت في السودان منذ الستينيات، قبل أن تنسحب في منتصف الثمانينيات، بعد قيامها بردم الآبار التي اكتشفتها، دون أن تبلغ الحكومة السودانية بهذه الاكتشافات، متذرعة في انسحابها بأسباب تتعلق بزيادة المواجهات العسكرية والحرب الأهلية بين الجنوبيين والحكومة.
لكن سرعان ما جاءت شركة "توتال" الفرنسية ومعها "آراكس" الكندية وكلتاهما واصلتا البحث في نفس المناطق، التي كانت "شيفرون" تقوم بالاكتشاف فيها خاصة في مناطق شمال "بنتيلو" و"مالاكال" و"موجلاد"، واكتشفت "آراكس" حقلين للبترول كانا يضخان 650 ألف برميل يوميا، وتم تخصيصه للاستهلاك المحلي في السودان، موفرا على الحكومة السودانية مائتي مليون دولار سنويا، وسرعان ما تم اكتشاف بقية الحقول التي أخفت حقيقتها "شيفرون" الأمريكية، حسب قوله.
وأضاف الكاتب المتخصص في الشئون الأفريقية، أن هناك شركات أمريكية اكتشفت خلال الأشهر الماضية حقول جديدة للبترول قدرت احتياطيها بحوالي عشرين مليار برميل من البترول عالي الجودة الخفيف ونسبة الكبريت فيه ضئيلة ليقارب البترول الليبي.
وأعرب عن اعتقاده بأن البترول كان سيشكل بالنسبة للسودان ثروة تنقله من مصاف الدول الفقيرة إلى الدول الأكثر ثروة لو كان هذا البلد في ظروف عادية، ولم تكن هناك حركات تمرد في المناطق السودانية، لكن من مصلحة الولايات المتحدة إيقاف هذه الخطوة لعدم تمكين السودانيين الشماليين من الحصول على هذا الكنز.
وأشار إلى أن ماكين سيسير على نفس خطى بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس من خلال التركيز على إتمام العديد من الدراسات الفنية التي تتعلق بالتنمية الزراعية في مناطق الجنوب، ودراسات تتعلق بالمياه في هذه المناطق وفاعلية إقامة سدود للاستفادة منها بشكل أو بآخر، وأخرى تتعلق بالأحوال العرقية والطائفية، خاصة لدى أكبر قبيلتين تنحدر من ها أغلبية الجنوب وهما: الدنكة والنوير.
ولفت إلى أن العلاقات الأمريكية مع قادة الجنوب السوداني تشهد تطورا ملحوظا ومعلنا ولوحظ قيام الولايات المتحدة بتقديم مساعدات غذائية ومالية للجنوب السوداني، كما أنها تدعمها بالسلاح عن طريق طائرات أمريكية تصل إلى كينيا محملة بالأسلحة والذخيرة.
وتوجه سامبيسيو بالنصيحة للحكومة المصرية لتكوين علاقات أكثر متانة بين مصر والجنوب السوداني، لأن المسمار الذي سيدق في نعش السودان سيأتي من الجنوب الذي تسيطر عليه الأجهزة الأمنية الأمريكي