هل آن الآوان ان نستفم و لا نبدل و لا نغير؟
التغيير و التبديل في القرآن

جلال الدين في الأربعاء ٠٢ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


1 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا
2 قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا.
نعم الحمد لله, الحمد لك يا رب علي ان انزلت لنا كتابا و لم تجعل له عوجا, فهو كتاب مستقيم, طريق مستقيم, من سار عليه وصل اليك و فاز في الدنيا و الاخره.

أن مشكله الأديان هي الاستقامة فمن طبع البشريه ان يلجاوا الي الإعوجاج حيث يستطيع أن يجد الفرد فرصه في فرض أراءه علي الآخرين و عدم الانصياغ الي القانون الالهي. و لكن الله قرر و ما اعظم قرار الله انه انزل قرآن لا عوج فيه.
و في سوره الزمر قال:

27 وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 28 قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

و المؤمنين هم رجل سلم لرجل و ما عداهم فهم شركاء متشاكسون. ربنا اجعلنا رجلا سلم لرجل و ابعد عنا التشاكس يا سميع ويا رحيم.


:29 ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 30 إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ 31 ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ 32 فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ33 وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"


فهو قرآن غير ذي عوج و لكن الإنسان مصّر علي لويه و عوجه حتى يضيع الحقيقة. أنظر معي كيف قص لنا القرآن عن محاولات التغيير و التبديل في القرآن منذ ايام نزول القرأن.
قال الله تعالي في سوره يونس:

" وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"

ففي هذه الايه الكريمة يعلمنا الله تعالي بالخطة الخبيثة التي اتبعها الذين لا يرجون لقاء الله أي المشركين بأنهم ذهبوا للرسول (ص) و طلبوا منه طلبين:

 
*الطلب الأول و بنص الايه ان يأتي بقرآن غير هذا القرآن.
*الطلب الثاني أن يبدل هذا القرآن.


يجب علينا أن نحاول فهم مضمون هذين الطلبين حتي نستوعب خطه الهجوم الشرسه علي القرآن.
أن الله هداني لفهم هذا المعني و أدعو الله أن يزيدني ايمانا بهذا .

المقصود من التغيير:
من المؤكد أن معني التغيير يختلف تماما عن معني التبديل, بدليل وجود( أو) بين الطلبين.


عندما يشتري شخص سلعه(قميص) ما من محل ما و عندما يصل إلى البيت يتغيير فكره عن هذه السلعة و لا يريد أن يستعملها, فلديه خيارين إذا:
أن يبدل هذه السلعة أو أن يغيرها.
فما الذي عليه أن يفعله إذا أراد أن يغيرها؟
و ما الذي عليه أن يعمل إذا أراد تبديلها؟

*إذا أراد أن يبدل هذه السلعة فعليه أن يذهب إلى المحل نفسه و يرد هذه السلعه للبائع و يطلب منه سلعه أخري . ففي هذه الحالة فلن يكون في حوزته إلا السلعة الأخير و السلعة الأولي تصبح بحوزه البائع.

*أما إذا أراد أن يغير فعليه أن يذهب إلى المحل(نفسه أو محل آخر) و يشتري سلعه أخري غير هذه الأولي. و في هذه الحالة  تكون السلعتين في حوزته. و البديل هنا يعطل عمل المستبدل, مثال ذلك  بديل اللاعب الذي يجلس علي المقعد خارج الملعب.

هذا ماهداني الله له في معني التغيير و التبديل.
و عليه ففهمنا للايه السلفه كالاتي:
أنهم ذهبوا الي الرسول و طلبوا منه أن يأتي بقرآن(الكتاب الذي يقرأ) غير هذا القرآن أو أن يرجّع هذا القرآن الي ربه و يأتي بقرآن أخر, بديل له. ولكن أتي الرد علي هذا الطلب بأن قال الله

:" قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"
ففي هذا الايه نفي الله تعالي طلب التبديل و بقي ساعتها للمشركين مساحة حتى يلحوا في الشق الثاني من الطلب ألا و هو التغيير. أنظر أخي الي عظمه الأعظم في تلاوته لباقي القصة في سوره الإسراء حيث قال:

"73 وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً74 وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً 75 إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا"


فهنا يخبرنا الغفور انهم ألحوا في الطلب الثانى وهو "التغيير" أن يفتري الرسول علي الله و يغير القرآن و هم كادوا أن يفلحوا في هذه الفتنه حيث عرضوا(بنص الايه)علي الرسول بأنه سيكون إذا خليلا لهم إذا غّير. ولكن الله ثبت الرسول علي الحق و لم يغير مع العلم من الايه انه كاد ان يركن أليهم(يسمع لهم)شئ قليلا. و هنا أيضا يقص علينا الخالق انه لكان يذيق الرسول إذا, ضعف الحياه و ضعف الممات. الاذاقه هنا مضمونها العذاب. و لكن الرسول بتثبيت الله لم يغيّر ومن قبل لم يبّدل

 و هذا هو القرآن عير ذي عوج و لا غير القرآن و هذا بنص القرآن, الايات البينات

 فهل أن الأوان لنا ان نستقم كما أمرنا الله و لا نلجا إلى الاعوجاج؟؟؟؟؟؟؟

اجمالي القراءات 39527