بحث حول المفردات
العقل والقلب والروح والنفس
عبد الحسن الموسوي
في
الأربعاء ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
قرات قديما رساله للمفكر ابن تيميه واعجبت بها لما فيها من منهج عقلي ممتاز على الرغم من الاخطاء التي وقع فيها وعلى الرغم من منهجه النقلي المضاف ال منهجه العقلي
والمنهج النقلي مما لا يلائم توجهي ولكن الجانب العقلي في ابن تيميه صراحه جانب مدهش لولا تاثير الروايه وتلويثها لمنطقية تفكيره
في رسالة العقل والروح لابن تيمية رحمه الله تعريفات وشروحات جميله تبين مدى عمق تفكير الرجل على الرغم من بعض الاخطاء التي وقع فيها وادعو كل مفكر للبحث عنها وقرآتها كما اكثر &sكتب ابن تيميه وخوصوصا الجانب الفلسفي منها او العقلي وليس النقلي للاسف
ولقد ذهب رحمه الله الى ان الروح هي النفس بناءا على احاديث نبويه مزعومه
ولكن عند الرجوع الى كتاب الله المبين يتبين غير ذلك
فالنفس في اللسان العربي الاول وكما ورد في القراان هي الذات او هي الشخص او هو هو ..ونفس الانسان يعني هو لا غيره
يقول الله:
- واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل...... -
ويقول:
-واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم -
ومن هاتين الايتين يتبين جليا ان انفس هي الانسان كاملا لاغير ولا تحتمل مفردة النفس اي معنى اخر
ونفس الله هي الله(تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك)
اما الروح فمفرده لها معاني متعدده منها :
الروح الملك الذي نزل على الانبياء او هو اعظم الملائكة او هو جبريل وهوالذي سئل عنه النبي كما في ايتي سورة الاسراء 85 ,102 (ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي )
وهو روح القدس
وهو الروح بينما الملائكة هم الذين غير جبريل كما في آيه 38 النبأ (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من أذن ..........)
وهو الروح الامين 139 الشعراء وهو الروح الذي ( روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) آيه 17 مريم
والايمان روح ..والحكمه روح.. ونصر الله روح.. وكتاب الله روح ..وتاييد الله روح...
ويجمع بينها كلها امعنى العام وهو الطاقه المحركه او القوه المحركه والتي بدونها يصبح الجسم عاجزا او ميتا
- بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون -هنا روح الله اي تاييده
-ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون-الروح هنا الكتاب او الرساله
-اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم -
وليس الروح الانسانيه التي سئل عنها رسول الله (ص) وذلك لسياق آيتي الاسراء وانما سئل عن الروح جبريل
ماهية الروح الانسانيه ....التسميه مشتقه من المعنى العام للروح فهي معناها الحياة او الطاقه كما في كثير من الايات مثلا:
روح منه , حياة منه ومنها اشتقت الرياح والروح والرواح والرياحين والراحه
العقل:
لايستعمل هذا التعبير لتسميه عامه مثل الحكمه بينما الحكمه ذات استعمالات عامه كثيره ومتعدده
وانما يستعمل مضافا الى الانسان فيقال عقل فلان وعقله جيد وعقله سئ ....وغير ذلك .
ولا توجد تسميه في القرآن بمعنى العقل كاسم وانما فقط كافعال (كعقلوا ويعقولون)
ويؤدي معنى العقل في القران الكريم اللب (واتقون يا اولي الالباب)وكذلك القلب في بعض جوانبه
ولا توجد ايضا تسمية عاقل في القران الكريم بل حكيم وتؤدي نفس معنى العاقل
ومثل كثير من المفردات... مثلا لا يوجد شراء وانما بيع او تجارة ولا يوجد يبيع وانما يشري ويشتري
كذلك لا يوجد معبود ومألوه وانما عبد و إله والإله يقوم مقام المعبود وذلك بحسب اللسان العربي الذي نزل به القرآن
اما القلب فهو داخل الانسان او باطنه (الذي غير ظاهره اوقالبه او قشره) الذي من مظاهره العقل او بالاحرى هو العقل في احد معاني القلب
والقلب في القران الكريم غير المعنى الشائع الذي هو القطعه اللحميه المسؤوله عن ضخ الدم داخل القفص الصدري
والقلب في القران هو غير القالب ... وهو مدلول معنوي لا مادي مثل اللب والعقل والفؤاد
وهو نفسه اللب (ايه ................يا اولي الالباب ) اي هو غير القشر
الفؤاد وهو نفسه القلب ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا)
(فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) اي في الباطن
(لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها)..بالمقارنه بين العين والقلب يبدو للوهله الاولى هنا ان القلب هومصطلح القلب الشائع بين الاكثرين اي القطعه اللحميه داخل اقفص الصدري
ولكن باستعمال ايات اخرى سوف يزول اللبس
(وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا) اي في داخلكم او في ظنكم او اعتقادكم
(وختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوه)القلوب هنا تقارن بالسمع والبصر وليس بالاذن والعين
(ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم).. ليس هنا المرض العضوي ولكن الفكري
(فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم) اي عقولهم
( ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن )اي لباطنكم وباطنهن
(نزله على قلبك) اي باطنك
(من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ) اي يزيغ اعتقادهم وفكرهم
(غليظ القلب) اي الاحساس والشعور
(لمن كان له قلب) اي حكمه
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ) اي اعتقادنا او ديننا وهو عقلنا بمثابة حكمتنا
(ان السمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسؤلا) اي الفؤاد وهو القلب اي العقل
(نار الله المؤصده التي تطلع على الافئده) الباطن
(وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤدك اي عقلك)
والسمع غير الاذن والبصر غير العين
الدماغ هو العضو صاحب وظيفة التفكير المنطقي الخاص بالجسم ولكن ليس هو القلب وبالتالي ليس هو العقل
والدماغ والمخ هو االة التفكير الذي ينتج عنه العقل والحكمه
ولا يستعمل العقل كمفهوم عام مثل الحكمه والا فان العقل هو الحكمه التي في القران
ومعنى العقل في الكلام الدارج هو المانع والنافع والرابط والحاكم وهي نفس معاني الحكمه
وبالنتيجه فان المتامل سيرى ان الحكمه تؤدي نفس معنى العقل تماما بتمام
والعقيده من المفردات المستحدثه وليس لها وجود في القران وانما يقوم مقامها الظن
السئ(وظننتم ظن السوء) الاعتقاد السئ
والحسن ( الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون) الاعتقاد الحسن
وكذلك يقوم مقام الظن الايمان
فمنهم من يؤمن بالله ومنهم من يؤمن بالطاغوت اي يعتقد بالله او يعتقد بالطاغوت
وقد يشار الى العقيده او الايمان بالقلب(جاء ربه بقلب سليم)
وبقي ان نقرر هل القلب اوالباطن هو الوعاء ام ما حوى
يبدو من كثير من الايات انه يشار به الى كليهما اي الحاوي والمحتوى
اذا القلب السليم هو الايمان اي المحتوى
و(ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن) للوعاء اي الباطن
وارجو من الله التوفيق