طالبت ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية خلال لقاء مع ممثلي جبهة الإنقاذ الوطني، بأحد فنادق القاهرة الالتزام بالسلمية في تظاهرات 30 يونيه، الداعية لإسقاط النظام، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال منير فخري عبد النور، القيادي بجبهة الإنقاذ، إن شيرمان "أبلغت أعضاء جبهة الإنقاذ أهمية أن تكون التظاهرات سلمية وبعيدة عن العنف وألا تكون خطوة نحو المجهول"، مشيرا إلى أنه أبلغها أن الجبهة تركز كل جهودها في مساندة حملة "تمرد" ودعمها، وأنها تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، إلا "أنها لم ترد واكتفت بسماع وجهة نظر الجبهة".
فيما تلقت جبهة الإنقاذ دعوة إلى لقاء كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، يوم 19 من الشهر الجاري. وأكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، ونائب رئيس حزب المؤتمر، أنه سيلتقي آشتون في 19 يونيه، لنقل رؤية المعارضة المصرية لـ 30 يونيه خاصة مع تزامن الزيارة مع اقتراب موعد التظاهرات.
من جانبه، كشف الدكتور أحمد البرعى، نائب رئيس حزب الدستور، والقيادي بجبهة الإنقاذ، عن أن الاتحاد الأوروبي يمارس ضغوطاً سياسية على الحكومة المصرية دعماً للمعارضة في إطار إقرار الديمقراطية. وقال إنه لا يتوقع أن تدعم الولايات المتحدة، مطالب جبهة الإنقاذ، مؤكداً "أمريكا لن تدعم المعارضة إلا إن رأتها قادرة على تغيير الواقع".
إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن دبلوماسيين أمريكيين أبلغوا حركة "تمرد" وجبهة الإنقاذ بضرورة التمترس بالميادين لمدة 5 أيام وتحمل خسائر المواجهة مع القوى الإسلامية وقوات الشرطة، وهو ما يمكن أن يقدم فرصة لواشنطن للتدخل والضغط على الرئيس محمد مرسي للإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة للخروج من الأزمة.
وأفادت المصادر أن واشنطن أبلغت "تمرد" أن وقوع أعداد من الضحايا سيدفعها كذلك للتدخل لدى الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، وإقناعه بالنزول للشارع عبر "انقلاب عسكري أبيض" وتولي السلطة بالتنسيق مع مجلس رئاسي مدني وإجراء انتخابات. ورأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن واشنطن ترغب في الوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى المصرية حتى لا تتكرر أخطاؤها حين راهنت على مبارك وأكدت قوة نظامه وفوجئت بتهاويه.
وأشار إلى واشنطن ستواصل اتصالاتها بجميع القوى وستراهن على الأقوى لكي تحافظ على مصالحها وستسعى لاستمرار النوافذ مع الجيش تحسبًا لأي طارئ في ظل علاقاتها الوثيقة بالمؤسسة العسكرية، لافتا إلى أن واشنطن ستراهن على مرسي وجماعته إلا إذا قلبت تمرد الأوضاع وانتزعت زمام المبادرة فساعتها ستعمل إدارة أوباما على تدخل الجيش لمنع خروج الأوضاع عن السياسة.