الخالق ومخلوقُــه

يحي فوزي نشاشبي في الثلاثاء ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الخالق ومخلوقُــه
1. (( وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَا&Ocidil;شْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )) – 50 +51+52+53 – سورة آل عمران –
2. ـ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ .(( 54)) النور.
3. وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ.((13)) التغابن.


إذا كان يفهم من قول المسيح (( اتقوا الله وأطيعون )) أنه أي سيدنا عيسى عليه السلام لا يمكن أن ينصح الناس إلا بما يريد الله لا أقل ولا أكثر ، فلماذا ننسى نحن المؤمنين ونرتبك ونتناقض في مواقفنا وتصرفاتنا ؟ إذا كنا مقتنعين أن المسيح عيسى عليه السلام لا يقول ولا يوجه ولا ينصح الناس إلا بما أراده الله لا أكثر ولا أقل عندما يقول أي المسيح : ((وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)) – 50 و51 – أل عمران –
نعم عندما نؤمن ونعتقد بأن المسيح عيسى لا ولن ولم يتقول على الله بعض الأقاويل، فلماذا لا نتورع ولا نخاف ولا نخشى ولا نتحرج عندما تأتي أقوالنا وسكوتنا وأفعالنا وتصرفاتنا كلها متناقضة مصطدمة بحديث الرحمن الرحيم ؟ وإذا حدث نادرا أن تصدعت أقفال قلوب وتآكلت وبدأت تتسرب منها وباحتشام مادة التدبر التي تفضي إلى ذلك التساؤل القائل :
لماذا يتلى القرآن ويقرآ ونستمع له وننصت ومع ذلك فكثيرا ما تأتي مواقفنا وتصرفاتنا وأفعالنا وردود أفعالنا غريبة لا تمت إلى ما يتلى ويقرأ من القرآن ونستمع له وننصت بأية صلة ؟ بل وكثيرا ما تأتي مواقفنا متصادمة مع ذلك الحديث المنزل من رب العالمين ؟ وكثيرا ما نكون من وراء ذلك معبرين بكل وضوح ومقرين بأننا مدهنون بذلك الحديث ؟
نعم إذا حدث أن رفع يوما ما هذا السؤال رأسه بكل تواضع يلوح المدهنون والمصرون على الحنث العظيم ، يلوحون ويشهرون بكل حنق وعاطفة غريبة مدافعين على مواقفهم ( بأن أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) وكأنهم مقتنعون ومطمئنون بأن للهدى مصدرين اثنين وأن الطاعة الحقيقية هي لمطاعين اثنين وهما الخالق ومخلوقه وأن لا حرج في أي اختلاف أو تناقض أو اصطدام .

اجمالي القراءات 11062