طالب عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، بفتح كليات شرعية في الجامعات المدنية، وقال إن الناس بحاجة إلى المفتي والإمام والخطيب والقاضي والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطب والعلوم الأخرى، وأوضح صالح الفوزان أن الصحف السعودية تنشر كل يوم أخبار عن فتح كلية للطب وكلية للعلوم وكلية في جامعة الإمام والجامعة الإسلامية، وغيرها من الجامعات الإسلامية، في المقابل لا تفتح في الجامعات المدنية كليات شرعية على الرغم من المطالبات الملحة في ذلك.
وأعرب الشيخ الفوزان في خطاب وجهه إلى صحيفة الرياض، عن أمله من المسؤولين الاهتمام بهذا الأمر المهم فالناس، والحديث للفوزان، بحاجة إلى الفقه في دينهم وعبادتهم وبحاجة إلى تقويم الأفكار والبعد بها عن الانحراف والغلو والتطرف ولا يمكن ذلك إلا بدراسة العلوم الشرعية والعقائد الصحيحة والمنهج السليم
وفي ما يلي نص خطاب الشيخ صالح الفوزان:
كل يوم تنشر في الصحف أخبار عن فتح كلية للطب وكلية للعلوم وكلية في جامعة الإمام والجامعة الإسلامية وغيرها من الجامعات الإسلامية ولا تفتح في الجامعات المدنية كليات شرعية على الرغم من المطالبات الملحة في ذلك - أننا نرجو من المسؤولين الاهتمام بهذا الأمر المهم - فالناس بحاجة إلى العلوم الشرعية أكثر من حاجتهم إلى الطب والعلوم، وغيرها لأنهم بحاجة إلى المفتي والإمام والخطيب والقاضي والداعية أكثر من حاجتهم إلى الطبيب ونحوه وهم بحاجة كذلك إلى الفقه في دينهم وعبادتهم وبحاجة إلى تقويم الأفكار والبعد بها عن الانحراف والغلو والتطرف ولا يمكن ذلك إلا بدراسة العلوم الشرعية والعقائد الصحيحة والمنهج السليم، فليت المسؤولين - وفقهم الله - يلتفتون إلى هذا الجانب المهم فيبادرون بتحقيقه، والدولة وفقها الله حريصة على كل ما فيه نفع المجتمع وتبصيرهم في أمور دينهم ودنياهم.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
وقام محرر صحيفة الرياض بالرد على خطاب الشيخ الفوزان وقال: أود أن ألفت انتباه فضيلة الشيخ صالح الفوزان أن لدينا فائضًا في عدد الأئمة والخطباء والدعاة بشكل ملحوظ بينما الخدمات الطبية متراجعة جدًا لأن عدد الأطباء الموجودين حاليًا وعدد المستشفيات لا يغطي 20% من حجم الاحتياج ، الشيء نفسه بالنسبة إلى وظائف الممرضات وقبلهن الأطباء بتنوعات التخصص، والشيء نفسه يقال عن الدراسة التقنية في مختلف التخصصات حيث لا يتوفر ما يمثل 10% من نسبة الاحتياج دعك من التوسعات الاقتصادية والصناعية التي ما زالت في خط البداية بالنسبة إلى القدرات البشرية فالأمر يعالج أوضاعًا اجتماعية عامة".إنتهى.
وتوجد في المملكة العربية السعودية جامعتين متخصصتين في العلوم الدينية وهما الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض, وقامت جامعة الإمام مؤخرا بافتتاح مجموعة من الكليات العلمية التي لا علاقة لها بشكل مباشر بتخصص الجامعة الأساسي, كما تبنت جامعة الإمام إنشاء مجموعة من المراكز العلمية المتخصصة لكي تستفيد منها الجامعة والمجتمع السعودي والعالمي كمركز حوار الحضارات
وفيما يؤكد البعض أن الكليات الشرعية تخرج الآلاف من العاطلين عن العمل يرى بعضهم أن الجامعات الإسلامية لها تأثيرها الواضح في المجتمع السعودي وسواه، وكان لآلاف الخريجين الذين تخرجوا من هذه الجامعات إسهامات فاعلة في نمو المجتمع وإفادته بكل ما يملكون من علوم أخذوها من الجامعة
كما يؤكد الكثير أن الجامعات الإسلامية خرجت علماء كرسوا جهدهم لمحاربة الفكر الضال والجماعات الإرهابية التي استهدفت المجتمع المدني ومؤسساته وجابهوا أفكار التطرف والتكفير، ويثير الحديث عن تطوير مناهج التخصصات الشرعية في السعودية ردود فعل مناهضة بسبب اعتقاد كثير من المدافعين عن المناهج التعليمية بأن هذه الدعوة تأتي استجابة للضغوط الدولية على السعودية والدول الإسلامية الأخرى لتغيير مناهجها وثقافتها لتتواكب مع توجهات النظام العالمي الجديد.
ويطالب أكاديميون سعوديون بإعادة النظر في فلسفة المنهج الدراسي في التخصصات الشرعية والأدبية، وكذلك في توزيع المتطلبات العلمية الأساسية والتخصصية التي تتضمنها الخطط الدراسية, ويقولون إن خريجي كليات الشريعة وأصول الدين والدعوة والعلوم الاجتماعية والآداب وغيرها من التخصصات النظرية يواجهون بطالة متزايدة والفرص الوظيفية أمامهم محدودة، وكثير منهم يتوجّه بعد تخرجه إلى أعمال لا علاقة لها بتخصصه أو مجال دراسته التي أفنى فيها أعواماً من الجهد والتعب والسهر والبحث والدراسة. ويشكل استمرار هذا الوضع تكريس نظرة دونية لتلك التخصصات عند الشباب المتطلع إلى مستقبل أفضل.