رفض الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية - الإجابة عن سؤال أحد الصحفيين عن الحكم الشرعي لواضعي امتحانات الثانوية العامة من خارج المقرر والتي أدت لانتحار عدد كبير من الطلبة وضياع مستقبل الآخرين، وأبدي جمعة دهشته من السؤال ونظر إلي السماء ثم «سبحان الله.. سبحان الله» وغادر القاعة.
وتطوع الدكتور محمد الشحات الجندي - الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية - بالإجابة عن السؤال قائلاً بعد رحيل المفتي: «لو ده حصل يبقي الشخص آثم ولابد من محاكمته». ونفي الدكتور علي جمعة في لقائه طلاب معسكر «أبوبكر الصديق» بالإسكندرية مساء الاثنين أن يكون هناك أي مفت تابع للحكومة مؤكداً أن المفتي ليس موظفاً في الحكومة، مدللاً علي ذلك بالقول: «من بين 120 ألف فتوي صدرت منذ عام 1973 وحتي الآن لم يكن بينها سوي فتوي واحدة فقط تحتسب لصالح الحكومة وهي فتوي مقاومة التكفير التي وصفها بأنها أفادت المجتمع والحكومة علي حد سواء.
وكشف جمعة عن استقلال دار الإفتاء مالياً وإدارياً عن وزارة العدل منذ أول يوليو الماضي، وأبدي جمعة أسفه علي عدم وحدة الدول الإسلامية حول رؤية هلال شهر رمضان كاشفاً عن مشروع قمر صناعي قامت به الدولة وتكلف نحو عشرة ملايين دولار لتوحيد رؤية هلال رمضان بين الدول الإسلامية، معرباً عن أمله في أن تقتنع الدول بتلك الوسيلة لرؤية هلال رمضان بدلاً من اعتمادها علي الرؤية البصرية خاصة أن الدول الإسلامية سبق ولم تعتد بقرار منظمة المؤتمر الإسلامي الذي طالب بتوحيد رؤية هلال رمضان بين كل الدول الإسلامية، حيث لم يلق القرار قبولاً بين هذه الدول.
وقال «جمعة» في رده علي سؤال لأحد الحضور حول رجل اكتشف أن زوجته وأم أولاده رضعت من والدته، بضرورة التفريق بين الرجل وزوجته لأنها أصبحت أخته في الرضاعة شرط أن يتأكد أنها رضعت من والدته خمس رضعات مشبعات، وطالب الزوج بالتأكد من المعلومة أولاً ومصلحة الشخص الذي نقلها قبل اتخاذ القرار.
واحتلت «الأحاديث النبوية» جانباً من الندوة، حيث أكد جمعة أن نحو 104 آلاف صحابي عاصروا الرسول - صلي الله عليه وسلم - لم يرو منهم أحاديث إلا 1800 و900 من هؤلاء الرواة رووا حديثاً واحداً وأضاف: تزايد عدد رواة الحديث في عصر التابعين من 1800 إلي 3000 راو ويتضاعف العدد في العصر الثالث إلي 4500 راو.
وقال جمعة إنه ورد عن الرسول - صلي الله عليه وسلم - نحو 60 ألف حديث نصفها غير مقبول بينما النصف الآخر حظي بالقبول، مشدداً علي أن صحيحي البخاري ومسلم ليسا بالقرآن الذي لا تجوز مناقشته، وإن أري أن ورود مائة حديث في صحيح البخاري ومسلم عن الآحاد من أصل 7900 حديث وردت بهم لا يعني التشكيك في كل الأحاديث الواردة في الصحيحين.
وقال إن 28 ألف حديث مروية عن الرسول - صلي الله عليه وسلم - 93% من إجمالي الأحاديث تدعو للأخلاق في مقابل 2000 حديث أي 7% فقط تدعو للعبادات.
ونفي جمعة أن يكون الإسلام قد انتشر بحد السيف والإكراه مدللاً علي ذلك بأن عدد المسلمين في الدول التي تم فتحها لم يتجاوز 25% بعد 250 عاماً من الفتوحات الإسلامية ووصل إلي 75% بعد 450 عاماً ثم ارتفع إلي أكثر من 90% بعد 750 عاماً من الفتوحات الإسلامية.