قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "جين ساكى" إن المساعدات الأمريكية لمصر تعكس الاهتمام المشترك بين البلدين، وأن هذا الإهتمام ساعد فى الحفاظ على السلام والأمن فى المنطقة لمدة الثلاثون عاما الماضية.

وقالت ساكى أنها تعتقد أن الشعب المصرى يستحق الاستفادة من الكثير من هذه البرامج، والكثير من جهود هذه المساعدات التى قدمتها الولايات المتحدة لمصر.

جاء ذلك فى رد المتحدثة على سؤال بشأن ما تقدمه الولايات المتحدة من مساعدات لمصر، وعلاقتها بالأحكام التى صدرت أمس ضد 43 من المصريين و16 من الأمريكيين العاملين فى منظمات غير حكومية فى مصر، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تقدم التمويل فى أشكال مختلفة لمصر، وتدرك أن هناك حاجة لقيام مصر بالكثير من العمل على طريق التحول الديمقراطى، وهو ما قالت إن وزير الخارجية الأمريكى قد أثاره منذ حوالى 10 أيام مع الرئيس محمد مرسى.

أما عن رد فعل الكونجرس الأمريكى، فذكرت ساكي إنها لا تريد أن تتكهن بشأن ما يمكن أن يتخذه الكونجرس من إجراءات، بشأن وقف تقديم المساعدات لمصر نتيجة هذه الأحكام، إلا أنها قالت إن الكونجرس يملك قدرا كبيرا من السلطات فى هذا الشأن، وجميع أعضاءه يشعرون بالطبع بالقلق البالغ والاستياء من هذه الخطوة.

ورفضت المتحدثة الإفصاح عن أسماء المتهمين الأمريكيين فى قضية المنظمات المدنية، وذلك لدواعى الخصوصية، مشيرة إلى أن معظمهم غادروا مصر منذ فترة طويلة.

وأردفت ساكي إن التمويل الذى تقدمه الولايات المتحدة لمصر له العديد من الأغراض، بما فى ذلك مصالح الأمن القومى الأمريكى والأمن فى المنطقة، وأوضحت المتحدثة أنه ليس لديها ما تقوله بشأن التمويل فى المستقبل، وقالت إنها لا تريد التكهن واستباق الأحداث

وأوضحت المتحدثة أنه تم إجراء اتصالات مع مسئولين مصريين على مستوى رفيع فى كل من القاهرة وواشنطن بشأن الأحكام التى صدرت، إلا أنها قالت إنها لا تعلم ما إذا كان أى من هذه الاتصالات كان من جانب وزير الخارجية جون كيرى.

وفى ردها على سؤال بشأن ما إذا كانت تشعر بالقلق إزاء قضايا حقوق الإنسان ومعاملة المنظمات غير الحكومية فى مصر، رغم أن المساعدات المقدمة لها تهدم أغراض الأمن القومى الأمريكى، قالت ساكى، "لازال لدينا قلق بشأن المسودة الأخيرة لقانون الجمعيات الأهلية والقيود التى ستفرضها، تلك هى شواغلنا إنها محددة جدا".

ونفت المتحدثة أن تكن المساعدات لهذه المنظمات تدخلاً فى الشئون الداخلية لمصر، حيث أوضحت أن هناك عدد من الأمريكيين الذين عملوا بالمنظمات الأهلية التى تخدم مصر وتساعد الشعب المصرى لكي تعم فائدة شاملة على جميع الأطراف.

وفيما يتعلق بإصدار محكمة مصرية حكما بالسجن لمدة 6 أشهر لشاب من المعارضة بتهمة إهانة الرئيس، أكدت ساكي أن أمريكا قلقة من الاتجاه المتنامى في معاقبة وردع التعبير السياسى فى مصر من احتجاز العديد من الأفراد، بما فى ذلك الصحفيين والمدونين والنشطاء وتوجيه الاتهام للبعض ومحاكمتهم بتهمة التشهير بشخصيات حكومية بارزة فهذه الاتهامات والإدانات لا تتفق مع الالتزامات الدولية لمصر، ولا تعكس المعايير الدولية بشأن حرية التعبير وحرية التجمع، وخاصة فى مجتمع ديمقراطى، وهو ما يمثل خطوة إلى الوراء فى التحول الديمقراطى فى مصر، بحسب وصف ساكي.