يعتقد النظام المصري أنه باضطهاده للأقباط سيكسب الدهماء والغوغاء أو ما يُطلَق عليه الشارع السياسي، ويعتقد النظام وأذنابه أيضاً أنهم بمزايدتهم على اضطهاد الأقباط بمشاركة الإخوان المسلمين إن ذلك يحقق لهم الأمان.وحالة الوهم التي يعيشها النظام المصري تثبت أن معاناة أقباط مصرهي سبب رئيسي للصحوة القبطية العالمية في بلاد المهجر وبداية لصحوة قبطية مصرية في الداخل وخاصةً أن أصوات المنظمات القبطية العالمية ترتفع في كل بلاد العالم شاكية وفاضحة الظلم والاضطهاد المُخطَط والمنظم من قِبل الدولة والمُموَل من دول البترول الخليجي ضد أقباط مصر.الحركة القبطية بدأت على يد المرحوم شوقي كراس وكان معه عدد كبير من النشطاء الأمناء لرفع الظلم عن أهلهم في مصر، وتزامن مع زيادة الاضطهاد زيادة مستمرة في مطالبات الأقباط في أمريكا بعدد من المنظمات القبطية، وفي كندا بقيادة الدكتور سليم نجيب، وفي إستراليا وإنجلترا وفرنسا وزيورخ..الخ في رفع هذا الظلم. وتابع زيادة الاضطهاد انتشار الحركات القبطية المدافعة عن مصر ضد البربرية الإخوانية والسلفية الوهابية التي خرّبت نفوس الشعب المصري، ونتج عن ذلك جيل من الشباب الواعد تَحمّل عبء الحركة في الوقت الحالي، ويخطط للمستقبل ليعود لمصر وجهها المشرق وسماحتها وتتطهر من سطوة الإرهاب الإخواني الوهابي الحكومي المُنظَم.ومن هؤلاء الشباب مجموعة قامت بدعوتي لزيارة هولندا لمدة يومين للإعلان عن إنشاء منظمة أقباط هولندا لتكون ناطقة بأسم ما يزيد على عشرة آلاف قبطي هناك ناجحين في أعمالهم مثل غالبية أقباط المهجر الذين نجحوا بعرقهم ومجهودهم. كانت جلستي في اليوم الأول مع المؤسسين للمنظمة القبطية في هولندا وهم 6 أفراد وحاولت معرفة مَن هو الرئيس أو رقم واحد؟ ومَن يكون رقم اثنين؟ إلا أنني لم أنجح.. لأنهم مجموعة متماسكة تعمل بروح الفريق وعرفت الكثير عن أعمالهم السابقة فهم يصدرون مجلة بأسم الأقباط منذ سنوات، وتساءلت أين أنتم؟ وأين صوتكم في الحركة القبطية؟ ولماذا الآن؟فكان الجواب ((نحن موجودين، ولم ننفصل عن الحركة القبطية العالمية ومتابعين لها عن قرب ورأينا أن مؤشر الاضطهاد في ازدياد مستمر ولذلك قررنا الاشتراك وبقوة في العمل السياسي لرفع الظلم عن أقباط مصر لأننا رأينا اختراق التطرف والإرهاب لكل مناحي الحياة وكان الدافع الرئيس لمشاركتنا في العمل السياسي حادثة شادية القبطية التي حُكِمَ عليها ظلماً 3 سنوات وما نسمعه ونراه بعد كل هجوم على الأقباط من قتل وحرق وسرقة وخطف بناتهم والتهكم على عقيدتهم...الخوأخيراً ما حدث في إسنا وسط تواطؤ أمني فاضح، وتضليل إعلامي، ومباركة أمنية، وتهليل إرهابي إخواني، كل هذا كان دافعاً لنا للانخراط في العمل السياسي. ومن سخرية القدر أن النظام المصري يتناسىَ أننا نحن أقباط مصر نساهم بـ40% من ميزانية الدولة بما فيها ما يُصرَف على الإعلام والأمن، وأصبح الاعتداء على الأقباط حديث يومي وتحوّلت مصر إلى دولة جلسات ومصاطب وليست دولة مؤسسات!! لذلك قررنا عمل أمسية عن الأقباط بين الماضي والحاضر والمستقبل يوم 15/1/2008 ودعونا عدد من الكُتّاب والإعلاميين والأكاديميين في هولندا وخارجها لهذا اليوم لنتحدث عن الأقباط ومشاكلهم ومعاناتهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم...الخ))وبعد أن عُدت إلى سويسرا تأكدت أن أقباط هولندا قادمون، وأنا واثق أن أقباط العالم سينظمون أنفسهم ويحذون حذو أقباط هولندا وينضمون للحركة القبطية لرفع الظلم عن أهلنا في مصر.وكان سبب سعادتي حديثهم الشيق المملوء حماسة وقوة وحق، وقد كان شِعارهم المَثْل القائل ما استحق أن يُولَد مَن عاش لنفسه.وويل لأُمة عاقلها أبكم.. وقويّها أعمى.وبمؤتمرهم هذا يرسلون رسالة واضحة للديكتاتور المصري وزبانيته "لم يكتشف الطغاة بعد سلسلة تكبل العقول".فمرحباً بأقباط هولندا ومرحباً بكل خادم أمين للحركة القبطية.