بعد طرد الداعية المصري من عدة دول خلال السنوات الماضية
وجدي غنيم يبحث عن بلد يستقبله بعد طرده من جنوب إفريقيا
القاهرة- خالد محمود
عاد الداعية المصري الشهير الدكتور وجدي غنيم, مجددا إلى نقطة الصفر بحثا عن بلد يأويه أو يمنحه الإقامة واللجوء, بعدما خرج يوم الاثنين الماضي مضطرا من جنوب أفريقيا التي اعتقلته سلطاتها الأمنية لمدة ثلاثة أيام, بتهمة تزوير أوراق الإقامة والتأشيرة الخاصة به بعدما أمضى هناك بضعة شهور.
وهذه هي ثالث مرة يتعرض فيها الشيخ غنيم للطرد والترحيل، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والبحرين، خلال السنوات الأربع الماضية, علما بأن السلطات البحرينية أمرت بترحيله نهاية شهر ديسمبر (كانون أول) من العام الماضي على خلفية اتهامات ينفيها هو بالإساءة إلى الكويت خلال إحدى محاضراته الدينية، كما سبق له الإقامة في قطر لفترة محدودة.
وكانت محكمة بجنوب إفريقيا أمرت الأسبوع الماضي بترحيل الداعية المصري بعد توقيفه بتهمة "الإقامة غير الشرعية"، وهي التهمة ذاتها التي وجهتها له السلطات الأمريكية قبل إبعاده عن أراضيها نهاية عام 2004.
مرحلة اليمن مؤقتة
وقال الشيخ غنيم المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في مصر في مقابلة خاصة مع "العربية. نت"، من اليمن، التي وصلها قادما من جنوب أفريقيا للمشاركة في مراسم حفل زواج جماعي سيقام قريبا في اليمن لنحو 1200 شخص, أنه لن يقيم بشكل دائم في اليمن وأنه مازال يبحث عن مكان يلجأ إليه.
وأضاف:" مرحلة اليمن مؤقتة لن أستمر هنا, أنا لا أعرف شيئا الآن, في جنوب أفريقيا كنت بلا أي مكان آوي إليه, ورجعت الآن مرة أخرى لنقطة الصفر".
وسيحضر الشيخ غنيم في ساحة 22 من مايو قاعة العروض بمحافظة الحديدة جنوب اليمن الخميس 10-7-2008 أكبر عرس جماعي من نوعه في اليمن، بمشاركة 1200 عريس وعروس, تنظمه مؤسسة الزهراء الاجتماعية الخيرية بالحديدة, بحضور 50 ألف مشارك.
وتلقى الشيخ غنيم إلى جانب دعاة آخرين من عدة دول عربية وإسلامية, دعوة لحضور هذا الحفل قبل اعتقاله في جنوب أفريقيا.
ضحية لنصاب مصري
وروى غنيم للعربية.نت أنه اضطر إلى مغادرة جنوب أفريقيا بعدما اكتشف أنه كان ضحية هناك لشخص وصفه بالنصاب من محافظة الإسكندرية ، أوهمه بمساعدته على الحصول على إقامة دائمة في جنوب أفريقيا له ولأسرته واستولى منه على نحو 7800 دولار أمريكي.
وقال الشيخ غنيم " لم أكن أعرف هذا النصاب وذهبت إليه بناء على نصيحة أخ عزيز ومنحته ثقتي لكن اتضح لي لاحقا أنه سافل ومجرم وخائن وعميل".
وألمح إلى أن "المصري النصاب كان عميلا لأجهزة أمنية", مشيرا إلى أنه يعتزم نشر كافة التفاصيل المتعلقة بعملية النصب على موقعه الالكتروني الشخصي على شبكة الانترنيت لتحذير الناس منه وحتى لا يكرر فعلته مع آخرين.
وأضاف:" سأكشف ستره حتى لا يؤذى غيري, لديه شركة سياحية في جوهانسبرج ويوهم الناس أنه مليونير وكلامه كذب ".
وأضاف " عندما أردت الخروج يوم الاثنين الماضي على اليمن فوجئت باعتقالي من شرطة الهجرة، اتصلت ببعض ممن أعرفهم وقالوا لي هذا المجرم هو من أبلغ عنك".
وروى الشيخ غنيم أنه عاش تجربة مريرة داخل السجن، وقال : مكثت في السجن 3 أيام من أسوأ أيام عمري أحتسبها عند الله لأنني كنت مع المجرمين العتاة بحكم كوني مزورا أمام القانون .وزاد:" بعد ثلاثة أيام أعطاني القاضى إفراج وبراءة من تهمة التزوير .
وأكد غنيم أنه امتنع طواعية وبمحض ارادته عن إبلاغ القاضى الذي نظر في قضيته في جنوب أفريقيا عن النصاب الذي أساء إليه كثيرا لأنه مسلم ولديه أربعة أولاد, موضحا أنه قرر التوجه إلى اليمن بناء على دعوة من بعض الإخوة هناك.
ولكنه عاد ليقول:" أفوض أمري لله, وأقول له والله مش مسامحك في كل مليم نصبت على فيه, حسابي معك أمام الله في الآخرة".
"شيخ مطارد"
يشار إلى أن سلطات مطار جنيف الدولي منعت الشيخ غنيم في شهر سبتمبر( أيلول) عام 2005 من دخول سويسرا لحضور الملتقى السنوي الخامس عشر لرابطة مسلمي سويسرا و بدعوى قيامه بجمع أموال لصالح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، واعتقاله من قبل السلطات المصرية، فضلا عن كونه شخصا غير مرغوب فيه في الولايات المتحدة الأمريكية.
ونفى الشيخ غنيم هذه الاتهامات وأرجعها إلى الرغبة في تشويه سمعته ومحاولة تحجيمه ووقف نشاطه الدعوى.
وكان الشيخ وجدي غنيم قد قدم للبحرين قبل 3 أعوام بعد أنْ أمهلته أمريكا 10 أيام لمغادرة أراضيها بعد فترة اعتقال دامت نحو شهرين بتهم خرق قوانين الهجرة وتهديد الأمن القومي، برغم عدم ثبوت هذه التهم عليه.