من هو مفتي الاخوان المسلمين عبد الرحمن البر
May 15 2013 23:00
عرب تايمز - خاص
يقول معارضون مصريون ان جماعة الاخوان افتعلت معركة مع الازهر بهدف اقالة شيخ الازهر وتعيين مفتي الاخوان ( عبد الرحمن البر ) بدلا منه ... ومع ان البر كان مجهولا لدى اغلبية المصريين الا ان اسمه لمع فجأة بعد فتواه الاخيرة التي حرم فيها على المسلمين تهنئة الاقباط بعيد القيامة المجيد ... فمن هو عبد الرحمن البر
الكاتب والصحفي المصري احمد الجمال كتب مقالا في المصري اليوم قدم لنا فيه رؤوس اقلام تكشف جانبا من ثقافة وعلم وخبرة عبد الرحمن البر ( صاحب الصورة ) ... يقول الجمال تحت عنوان ( مفتي الاخوان معذور ) ما يلي
لأن من قال لا أعرف أو لا أدرى فقد أفتى، فإننى أؤكد عدم معرفتى أو درايتى بالسبب الذى لأجله يتخذ الإخوان المسلمون مفتيًا خاصًا بهم، خاصة بعد أن جلسوا على أريكة الحكم ويعملون على أن يكونوا هم الدولة.. والدولة هم، كما تواتر عن أحد رموز الاستبداد الأوروبى الذى قال أنا الدولة والدولة أنا
وعلى أى حال نحن إزاء مفتٍ للإخوان المسلمين اسمه عبدالرحمن عبدالحميد أحمد البر.. ولا أدرى كذلك هل اللقب هو نفسه الاسم الموصوف به الله سبحانه وتعالى فى أسمائه الحسنى «البر» أم هو البر بمعنى اليابسة أم أن الأصل هو «البار» الذى يفعل البر كفعل ثم نطقه العامة كما هو الآن، وهل من الوارد أن يتسمى الناس بأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام معرفةً بالألف واللام
مفتى الإخوان، الذى وصفه الدكتور سعد الدين إبراهيم بما وصفه به من جهالة بعد فتواه بعدم جواز تهنئة المسيحيين بعيد القيامة تحديدًا، ووصف فهمى هويدى فتواه بالفاسدة؛ مولود عام ١٩٦٣ فى إحدى قرى الدقهلية، وتخرج فى كلية أصول الدين بأحد فروع جامعة الأزهر، وسميت الشهادة بالليسانس، ولا أدرى هل فى هذا حرمة لأنه تشبه بالخواجات، لأن الأصل هو الشهادة العالية ومن بعدها كانت العالِمِية بكسر اللام والميم، وحصل على الماجستير ـ ثانى تشبه بالخواجات الكفرة ـ عام ١٩٨٩ فى الحديث وعلومه، وكان موضوع أطروحته تحقيق مخطوط بعنوان: المستفاد من مبهمات المتن والإسناد لأبى زرعة العراقى، ثم حصل على «الدكتوراه» ـ ثالث أيضا تشبه بالخواجات، لأن الأصل كان «الأستاذية» وهى مشتقة من كلمة «أسطى»، أى المتمكن من الصنعة النابه فيها ومن يعلّم غيره
وعمل فى سلك التدريس إلى أن أُعير أستاذا مساعدا فى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الجنوب بأبها، وهى لاحقا جامعة الملك خالد، ومكث هناك من عام ١٩٩٦ حتى عام ٢٠٠٢. وله حوالى ثلاثين مؤلفا، وأشرف على عدد من طلاب الدراسات العليا، وهو عضو بمكتب إرشاد الإخوان، وعضو فى مجلس إدارة جمعية جبهة علماء الأزهر المناهضة لمشيخة الأزهر، عدا عضويته فى كيانات أخرى منها الجمعية التأسيسية للدستور، ستسألنى عزيزى القارئ: ولماذا هذا كله
فأقول مباشرة: لأنه منذ فقع فتواه وجدت نفسى مشغولا بالبحث فى أصول تكوين قادة الإخوان، خاصة من ينصّبون من أنفسهم مفتين فى شؤون الدين والدنيا
ولقد لاحظت أن الأخ عبدالرحمن خريج فرع إقليمى للأزهر، والكل يعلم حال تلك الأفرع والجامعات الإقليمية حديثة النشأة بوجه عام وما فيها من فقر فى الإمكانيات العلمية والبحثية وافتقاد هيئات تدريسها كثيرًا من المقومات المعلومة من العلم بالضرورة
ثم لاحظت أن جهده منصرف إلى النقل وإنشاء الحواشى الشارحة على المتون القديمة، فرسالة للماجستير ـ ودعك من اللفظ الحديث المستخدم وهو «تحقيق» ـ هى حاشية على متن مؤلف قديم اسمه أبى زرعة! وهكذا الحال فى مؤلفاته التى ربما زادت الآن على الثلاثين، وفيها مثلا عنوان هو «التذكرة فى حكم الموعظة والدعاء على المقبرة»، ومن كان شأنه هو إنشاء الحواشى يندر أن يعمل عقله ويفرغ وسعه فى الاستنباط والاجتهاد، ويندر أن يكون متمكنا من أصول الفقه التى هى ألزم ما يلزم للتصدى للفتوى فى شؤون المجتمع المختلفة
ولا أريد أن أستفيض بالإشارة إلى أن كثيرًا من أهل العلم يجدون فى أحمد بن حنبل محدثا أكثر منه فقيهًا مجتهدا، وهذا لا يقلل من شأن الذين اتجهوا للحديث بقدر ما هو مهم لما نسميه تقسيم العمل وبالتخصص العلمى الدقيق
وحتى لا أطيل فإن الأخ مفتى الإخوان قضى حوالى ست سنوات من أزهى سنى شبابه وتكوينه العلمى فى أحضان إحدى بؤر الوهابية المغلقة على فقه ابن تيمية وابن حنبل، ولا مجال فى «أبها» لإعمال عقل فى شأن التنوع الحضارى والثقافى والعقيدى الموجود فى بلد كمصر.. ولذلك فالرجل معذور سواء بسبب من طبيعة دراسته وتخصصه، أو بسبب ثقافة الغالب النفطى الذى استقبله وبذل له ماله، وهناك لا يجرؤ مجترئ على مخالفة الذين وصفهم كبيرهم القرضاوى بأن فقههم أشبه بالإبل يبولون على أعقابهم