شهادات ضحايا «عودة زوار الفجر» للقبض على «البلاك بلوك»

في الأحد ٢١ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

الوطن» تنشر شهادات ضحايا «عودة زوار الفجر» للقبض على «البلاك بلوك»

والد محمد: الداخلية تنتقم من ابنى كونه «ألتراس إسمعيلاوى».. والد عبدالرحمن: الضابط أحضر ملابس سوداء معه ووضعها ضمن الحرز.. والدة «محسن»: ضربونا بـself defence

كتب : أحمد غنيم الأحد
عبد الرحمن محسن عبد الرحمن محسن

«نحن من ذقنا مرارة زوار الفجر.. ومصر لن تعود إليها مجدداً» كلمات أطلقها المرشح الإخوانى محمد مرسى فى حديث تليفزيونى فى مايو 2012 متحدثاً عن مرارة ما تعرض له من اقتحام لمنزله ليلة جمعة الغضب، متعهداً بأن عهده لن يشهدها حال إن أصبح حاكماً للبلاد، قبل أن يباركها كرئيس للجمهورية فى أبريل 2013 ولو بـ«الصمت» بعدما اعتقلت قوات الأمن فجر الجمعة 8 نشطاء بتهمة الانتماء لـمجموعة «البلاك بلوك» وتطارد 14 آخرين، وسط ممارسات أمنية وصفها نشطاء حقوقيون بـ«الإجرامية» بعدما تعرضت أسر المعتقلين للاعتداء من قبل عناصر أمنية لإجبارهم على الاعتراف بعضوية أبنائهم المعتقلين فى مجموعة «البلاك بلوك».. «الوطن» تنشر شهادات 4 أسر عن وقائع عودة «زوار الفجر» للخدمة بعد تجميد استمر 27 شهراً.

«الحكومة والداخلية بتنتقم من ابنى عشان هو قيادى فى ألتراس إسمعيلاوى» هكذا تحدث «عادل عيد»، والد المعتقل محمد، من محافظة الإسماعيلية، الطالب بالسنة النهائية ببكالوريوس خدمة اجتماعية، صاحب الـ21 عاماً، راوياً تفاصيل الاعتقال قائلاً: «حوالى السادسة من صباح الجمعة.. وجدت طرقاً مكثفاً على باب المنزل تصاحبه أصوات افتح إحنا الشرطة، لأجد قرابة 16 فرد شرطة مسلحين بالأسلحة الآلية، فضلاً عن بعض الضباط بالملابس المدنية، أقنعنى الضابط بأن محمد متهم فى مشاجرة مع بعض أصدقائه وسيذهب لقسم أبوصوير لبضع دقائق لإنهاء الأزمة والعودة مجدداً للمنزل، وللأسف صدقتهم»، الأب الذى يشغل منصب ناظر لمدرسة ابتدائية قال إنه اتجه بعدها للقسم للاستفسار عن موقف ابنه من «المشاجرة المزعومة» ليجد أنه تم نقله لمديرية أمن الإسماعيلية، لينتظر الأب داخل المديرية حتى بعد انتهاء صلاة الجمعة حتى سنحت له الفرصة لمقابلة مدير الأمن الذى صدمه بعبارة «ابنك متهم فى موضوع كبير أوى جاى من مكتب النائب العام شخصياً.. مش هقدر أقولك عليه»، قبل أن ينجح فى الوصول لعدد من المحامين الحقوقيين فى الإسماعيلية الذين أخبروه بتهمة ابنه «عضوية البلاك بلوك» بعدها تم ترحيل الابن إلى مديرية أمن القاهرة ثم إلى سجن طرة للتحقيق الذى قضى فيه ليلته الأولى، الأب يعترف: «ابنى انتخب الإخوان فى مجلس الشعب.. ومرسى فى الرئاسة.. ويستاهل إنه صدقهم»، قبل أن يتذكر أن محمد يرتبط بموعد امتحان مهم فى الكلية اليوم الأحد سيؤخر حلم التخرج إذا تخلف عنه قائلاً: «نظام إيه اللى اتغير.. حسبى الله ونعم الوكيل».

منهمكاً فى قراءة دروسه تمهيداً للخلود للنوم قبل الاستيقاظ مبكراً لارتباطه بموعد بدرس اللغة العربية للصف الثالث السنوى، قبل أن يجد الأب طرقاً مكثفاً على باب المنزل وتهديدات «افتح وإلا هنكسر الباب» لتنفذ الشرطة تهديداتها وتقتحم المنزل بالقوة تبحث عن الابن الأصغر للعائلة، ذات الأربعة أبناء، «عبدالرحمن عبدالودود» صاحب الـ16 عاماً طالب الثانوية العامة القاطن فى منطقة المطرية، الأب الذى فرغ من صلاة الفجر قبل الاقتحام بدقائق الذى كان مدعماً بحسب الأب بقوات عمليات خاصة حاول إقناع رجال الشرطة بأن الابن الصغير لا يمكن أن يكون متورطاً فى مجموعة البلاك بلوك، ولكن الإجابة الشرطية كانت واضحة: «عندى أوامر إنى أقبض على ابنك دلوقتى»، الأب يحكى: «الشرطة أصرت على مداهمة المنزل والبحث فى غرفة عبدالرحمن، تحصلت على أوراق وفتشت فى جهاز الكمبيوتر الشخصى، قبل أن تلقى القبض على «عبدالرحمن» وسط مقاومات من أفراد أسرته بـ«الصريخ والعويل»، لدرجة دفعت الشرطة لاستخدام سلاح «self Defence»، لإتمام عملية القبض، ما أصاب الأم وإخوته البنات بحالة إغماء من جراء السلاح المخدر، الأب الذى يعمل مهندساً معمارياً اتجه للسؤال عن الابن فى قسم المطرية، المأمور أخبره صراحة: «تهمة ابنك كبيرة.. ربنا يسترها عليه»، ورغم محاولات المحامين لمعرفة مكان احتجاز الابن طوال ليلة الجمعة ولكن الرد كان موحداً من نيابة التجمع الخامس: «مش مسموح تعرفوا».

«هو عشان عضو فى 6 أبريل.. عايزين يلفقوله أى تهمة»، هكذا كان تفسير والد المعتقل «عبدالرحمن محسن الشهير بمانو» على ذمة القضية ذاتها، مؤكداً أن ابنه من المشاركين الدائمين للتظاهرات المضادة لحكم مرسى كمثل الملايين التى خرجت تهتف بسقوطه ولكنه كان بعيداً عن مجموعات الشغب، قائلاً: «ابنى يبلغ من العمر 20 عاماً وطالب بالسنة النهائية بالمعهد الفنى العسكرى، فى تمام السادسة صباحاً وجدنا الشرطة تطرق الباب بقوة جداً وبمجرد فتح الباب انطلقوا عبثاً فى المنزل بحثاً عن ابنى قبل أن أخبرهم أنه يقضى ليلة الخميس فى منزل جدته فى العمارة المجاورة، أسئلة كثيرة حول أسباب الاقتحام والاتهامات الموجهة للابن لم يجب عنها ضابط القوة الأمنية ونحن فى طريقنا لمنزل جدة عبدالرحمن سوى بعبارة واحدة: «خليك فى حالك»، بمجرد رؤيته هجمت عليه الشرطة وكأنه «فريسة» وحاولنا منعهم من القبض عليه لحين معرفة الاتهامات الموجهة له، لنفاجأ بـSelf Defence على وجوهنا جميعاً جعلتنا فى حالة شبه إغماء، الأم المفزوعة على ابنها قالت: «أنا مش عارفة ابنى فين دلوقتى، ومش هستنى لحد ما ألاقى جثته تحت أى كوبرى ويقولوا لقيناه»، وأضافت والدة عبدالرحمن أنه لم يرتكب أى تهمة سوى أنه يرسم الجرافيتى.

عبد الرحمن سليم

الحالة الرابعة، لعبدالرحمن سليم، 21سنة، بكالوريوس حاسبات ومعلومات بجامعة القاهرة الذى وصفه الأب بأنه «مثقف»، مؤكداً أن الشرطة قامت بتحريز اللاب توب الخاص بابنه وبعض الأوراق، فضلاً عن قناع فانديتا، قائلاً: «قائد القوة الأمنية كان برتبة رائد وكان بحوزته ملابس سوداء أعطاها لأحد الجنود وقال له نصاً خلى ده معاك عشان الحرز».

الناشط الحقوقى أحمد عاطف، أحد أعضاء جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر، قال لـ«الوطن»: إن الـ8 المعتقلين يندرجون تحت قائمة الـ22 الصادر بحقهم أوامر ضبط وإحضار من مكتب النائب العام، مشيراً إلى أن هناك بلاغات أخرى تفيد بوجود مداهمات لمنازل نشطاء نحاول التأكد منها حالياً، موضحاً أن الشرطة تعمدت تحريز الأجهزة الشخصية للمقبوض عليهم للاطلاع على محادثات مواقع التواصل الاجتماعى للقبض على متهمين جدد من خلالها.

اجمالي القراءات 3450