مثقفون لا يستبعدون تمثالا لسيد قطب ببهو مكتبة الإسكندرية -
جاء خبر طلب الممثل القانوني لحزب الحرية والعدالة أحمد أبو بركة من وزير الثقافة وضع تمثال للقيادي الإخواني سيد قطب الذي أعدم في ستينيات القرن الماضي ببهو مكتبة الإسكندرية، وهو الأمر الذي نفته الوزارة مؤكدة أن مكتبة الإسكندرية لا تتبع الوزارة أصلاً، ليثير تخوفات الكتاب والمثقفين من أن يكون الأمر بالونة اختبار استعدادا للتنفيذ، فالرجل الذي تعتبره جماعة الإخوان مفكرا عبقريا يشكل أحد أبرز التكفيريين الداعين للعنف، مما يلقي بظلال سوداء على مصر المنارة التي تشع معرفة وإبداعا وفنا، مصر الإسلام الوسطي المعتدل والاستنارة.
الكاتب فرانسوا باسيلي رأى أنه ليس كل من أمسك بالقلم وكتب شيئا أصبح مفكرا، وليس كل مفكر يستحق التكريم، وقال "قد يكون تفكير المفكر هي العنصرية بذاتها فهل تستحق العنصرية التكريم؟ لقد قام سيد قطب بتكفير المجتمع بأسره لأنه لم يجده "مسلما" حسب فهمه هو للإسلام، أي أن الرجل يدعي أنه وحده من يفهم الإسلام حق الفهم وكل فهم آخر هو كفر، فهل هذا أسلوب مفكر في التفكير؟ المنهج نفسه ليس منهج مفكر، ولذلك فأي كلام عن تمثال لسيد قطب في أي مكان هو سخف وإهانة للمصريين كلهم مسلمين ومسيحيين".
وقالت الشاعرة والإعلامية عزة حسين "جماعة الإخوان يحزنها أن منفذاً ما حتى الآن لم تطله الأخونة بالقدر الكافي، و لا أستبعد أن يصدر عنهم مثل هذا الطلب، لأنه جنباً لاعتمادهم سياسة: إن لم تستح فاصنع ما شئت يتمتعون بالجهل والغباء الثقافي والإنساني الكافي، ومثلما يتطاولون يومياً على منظومة التعليم، ويشيطنون الإعلام، فما يبقى أمامهم هو الثقافة، لكنها رغم كافة حصاراتها هي الحلقة الأصعب والأعصى على الإخوان وفاشيتهم".
وأضافت "هذا تعليقي على بالونة الاختبار التي أطلقوها، لكنني لن أعلق عليه باعتباره واقعاً، لأنه من الخطأ النفخ في مثل هذه التخاريف، لن يسمح أي مثقف مصري أو مواطن عادي بأن يفرض علينا الاحتفاء بأصحاب الفكر التكفيري ومرخصي القتل والعنف، أياً كانت إسهاماتهم الأدبية التي انقلبوا عليها".
وأكد الفنان التشكيلي مجاهد عزب أنه ليس من الصعب أن يطلب الإخوان ذلك خصوصا محمد أبو بركة، فكل الهيئة العليا للإخوان الآن أو معظمها على الأقل قطبيون، أما بالنسبة لرد وزير الثقافة فهو محق، ومكتبة الإسكندرية هيئة ثقافية مستقلة تتبع رئاسة الجمهورية، وكانت سوزان مبارك عضو في مجلسها الرئاسي على ما أعتقد، لذلك فمن باب أولى أن يصدر قرار ــ غير مستبعد ــ سيادي للمكتبة مباشرة ولا يستطيع معه مديرها المنع، لكن فى المجمل أرى أن الخبر وتداوله مجرد بالون اختبار وليس حقيقيا ، لدراسة ردة فعل أهل الثقافة أو الإغراق في التفاصيل كأية بالون يدفعونه الآن، فالجو مليء بالبالونات المدفوعة من قبلهم، لعل وعسى أن يمر، أو تتكشف لهم مواطن القوة والضعف.
ورأى الكاتب عصام نبيل أن مكتبة الإسكندرية تتبع رئاسة الجمهورية منذ تأسيسها، وأعتقد أن وزير الثقافة صادقا فيما قاله.. لكنني لا أستبعد أن يفكر الإخوان في ذلك، خاصة أن الموجودين في مكتب الإرشاد الآن هم مجموعة من الحاكميين تلاميذ سيد قطب الذين انضموا للجماعة قبل وبعد إعدام قطب، ولو شرعوا في إقامة التمثال فلن يجدوا إلا المقاومة من المثقفين ورواد المكتبة من ناحية، ومن السلفيين الذين يحرمون التماثيل بالأساس، لكن الدفع بإقامة التمثال من الممكن أن يكون بدفع من محمد مرسي الذي يحفظ كتاب "معالم الطريق" لقطب عن ظهر قلب.. وهو أحد الحاكميين المتشددين.. ولو فعلها سيكون مسمارا جديدا قد دقه بيده في نعشه ونعش جماعته الراديكالية الظلامية".
/