الذين فرقوا دينهم.
لماذا نحن بحاجة الى تفسير معاصر

زهير قوطرش في السبت ٠٨ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

لماذا نحن بحاجة الى تفسيرمعاصر.

أثناء قيامي بتلاوة القرآن الكريم كلام الله الحق الذي أنزل على رسوله ونبيه محمد (ًص). يزداد خشوعي وإيماني، وفي كل مرة حين أعود الى تلاوته وتدبره وكأني أقرأه للمرة الاولى لكثرة ما فيه من كنوز المعرفة الحق. لكني كلما عرجت على بعض التفاسير للسلف ، جزاهم الله خيرا على هذا الجهد العظيم ،لقد فعلوا ما كان يجب أن يفعلوه . وفسروا آيات القران اعتماداً على المنظومة المعرفية التي توفرت بين أيديهم أنذاك .حيث العلم كان في بدايته ، بالنسبة الى زمننا .   تفسيرالخلف لايختلف عن تفاسير السلف إلا ببعض الرتوش ،وبعض الاضافات الخجولة. لأن الخلف قدس السلف, وأعتبر ما جاؤا به هو الحقيقة المطلقة. صحيح هناك عدة تفاسير لكنها في مضمونها واحدة مع بعض الاختلافات الجزئية. عتبي على الخلف الذي يملك كل الامكانيات المعرفية والمنهجية العلمية ،والاجتماعية ،وبين يديه خبرة انسانية كبيرة وواسعة ولا يستفيد منها في انجاز تفسير يلائم هذا العصر ،ويكون للاجيال القادمة مرجعية ، يستطع التفاعل معها ويطورها حسب المتغيرات. لأن القرآن كما نعلم نصه ثابت وتفسيره نسبي صاعد نحو المطلق.
ما دعاني الى كتابة هذا الموضوع كوني تدبرت بعض الآ يات القرآنية  التي وضعتها أمامي على الكومبيوتر ،  وبفضل الله عز وجل قد سهل لنا هذا الاكتشاف مهمة البحث في كتابه بدقة عالية  . والايات هي  تتحدث عن الذين فرقوا دينهم الى شيع وطوائف. كما في قوله عز وجل.

"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء"الانعام 156/6
" ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم"آل عمران 105/3
وغيرها من الآيات المعروفة في هذا المعنى . ما صدمني أنه حتى هذا اليوم ،وفي كتب التفسير الحديثة  نقرأ "إن الذين فرقوا دينهم هم اليهود والنصارى"
أما آن الآوان أن نعيد صياغة هذا التفسير لجيلنا الشاب والاجيال الآحقة ليكونوا على علم بواقع الامر " إن الذين فرقوا دينهم هم اليهود والنصارى والمسلمين أصحاب الاديان الارضية من سنة وشيعة وغيرهم"
لماذا نتغافل عن الحقيقة ؟ انها واضحة للعيان ، وعلينا اظهارها للعلن حتى يقوم هذا الجيل بالعودة الى كتاب الله ، والتخلص من أثار المذهبية والطائفية ، ليضع أساس الوحدة من خلال منهجية القرآن الكريم.الله عز وجل نبه من؟ نبهنا نحن امة الاسلام وامة القرآن ... وحذرنا بأن لانكون مثل أولئك الذين فرقوا دينهم.... ولكن اصحاب الاديان الارضية  من سنة وشيعةأصبحوا اكثر فرقة وشرذمة من اولئك الذين فرقوا دينهم الى شيع واحزاب وهم فرحين بذلك. وأيضاً اصحاب الاديان الارضية من المسلمين أكثر فرحا بما هم عليه من فرقة.... وسؤالي ألا يحق القول عليهم أيضا أنهم فعلوا بدينهم كما فعل الذين جاء ذكرهم في كتب التفسير؟. لهذا ،ولكثير من الاعتبارات الأخرى لابد من اعادة تفسير القرآن بمنهجية قرانية قرآنية  لتعود للأمة وحدتها.ولن يوحدها إلا كتاب الله عز وجل. والله اعلم.

اجمالي القراءات 29351