لإضرابات والمظاهرات حرام ولو كان فيها خير لتظاهر الرسول ضد اليهود»! طباعة ارسال لصديق

في الجمعة ٠٤ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لإضرابات والمظاهرات حرام ولو كان فيها خير لتظاهر الرسول ضد اليهود»! طباعة ارسال لصديق
04/07/2008
خاص يوسف البدري لـ«البديل» في حوار لم يكتمل

حوار: أحمد فراج
أرجع الشيخ يوسف البدري سوء الأوضاع التي تشهدها مصر من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة إلي عزوف المسلمين عن إطلاق لحاهم وعدم التزام النساء بارتداء النقاب، والتقصير في الأمور الدينية، والأخلاقية، وقال البدري في حواره مع «البديل» في معرض رده علي تصريحاته السابقة بتحريم الإضرابات والمظاهرات «الناس يستحقون ما يجري لهم من معاناة، والله يعاقبهم بالمعيشة الضنك وسوء الحال» وأضاف البدري أن السبب الثاني في سوء الأحوال هو «إرادة الله لعباده بأن يكونوا كذلك؛» ووصف الوضع بأنه «قضاء وقدر لا مفر منه لأن الله هو الذي اختار الحكام ونصّبهم في مناصبهم وكراسيهم»، وقال الشيخ» الحكام ليس لهم أدني ذنب وليس هناك فاسدون أو محتكرون للسلع وليس هناك سطو علي أقوات الناس».
ولم يتسن إكمال الحديث مع يوسف البدري بسبب تراجعه في منتصف الحوار عن بعض آرائه والتي نعرضها كاملة في سياق الحوار التالي.
> كيف تري ما يعانيه الناس الآن من غلاء الأسعار في جميع البلاد العربية وإلي من يتوجهون بشكواهم؟
ـــ ما يحدث للناس من ضنك في المعيشة يستحقونه وهو عقاب لهم من الله سبحانه وتعالي لأنهم قصروا تجاه دينهم ولم يلتزموا بسلوكيات الدين من أداء للفرائض سواء بإطلاق الرجال اللحي أو لبس النساء النقاب فضلاً عن فساد الأخلاق وشيوع الفاحشة، فالشباب، والفتيات يحلو لبعضهم ممارسة أفعال وسلوكيات لا أخلاقية، حيث يد الشاب في يد الفتاة وذراعه تلمس أجزاء حساسة من جسم الفتاة وهما يجلسون في الأماكن العامة أمام الناس دون حياء، إضافة إلي الموبقات الأخري.
> وهل هذا يعني أن ما يعانيه الناس من ضيق في العيش عقاب من الله؟
ـــ طبعاً هذا عقاب من الله للناس كما أن الله يريد لهم ذلك لأنه هو الذي ولي الحاكم الذي لا يحكم بالعدل وبذلك تكون إرادة الله في أن يظل هؤلاء الناس حتي هذه الأحوال السيئة التي هم عليها وكما يقال من أعمالكم سلط عليكم والقرآن يؤيد ذلك في آيات عديدة مفادها أن تولية الحكام الظالمين هو عقاب للرعية التي لا تراعي حق الله.
> ولكن أليس «من مهمات الحاكم أن يتدخل مثلاً لضبط الأسواق ووضع تسعيرة محددة للسلع التي ترتفع أسعارها دون ضابط؟
ـــ تسعير السلع حرام ولا يجوز في الإسلام وضع تسعيرة محددة وهذا ما جاء في السنة عندما اشتكي الناس لرسول الله ارتفاع أسعار بعض السلع وطالبه الصحابة بوضع أسعار محددة للسلع فقال فيما معناه دعوا الناس يرزقون من بعضهم البعض رافضاً تحديد أسعار.
> ولكن هناك بعض المواقف من الخلفاء وولاة المسلمين الذين حاربوا احتكار السلع ورفع الأسعار؟
ـــ ليس هناك من الوقائع الصحيحة ما يؤكد ذلك وعموماً نحن لا نقتدي إلا بالرسول الكريم «ص».
> إذن أنت تعطي مبرراً للحاكم أن يظلم ويمارس الفساد ولا يتحرك لإنقاذ رعيته؟
ـــ مشكلة الحكام لدينا في البطانة التي حولهم وليس فيهم شخصياًِ وأعتقد أن كثيراً من الحكام العرب والمسلمين لا تصلهم الحقائق وإلا كانوا تحركوا بطريقة أو بأخري.
> ولكن الرعية هي التي تتحرك الآن وتأخذ زمام المبادرة وتقوم بالإضرابات والمظاهرات والاعتصامات؟
ـــ هذا حرام.. الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات حرام شرعاً ولم يقم بها الرسول أو الصحابة وليس هناك واقعة في التاريخ الإسلامي تؤكد القيام بمثل هذه الأشياء والواقعة الوحيدة التي وردت في التاريخ الإسلامي هي ثورة الزنج ضد أحد الولاة العباسيين.
> ولكن هناك فتاوي لبعض العلماء تري عكس ما تقول ومنهم د. العوا؟
ـــ أنا أقول لك رأيي وهو حرمة هذه الأشياء وأنا لا أتكلم إنشاء وإنما أدلل علي ما أقول بالسنة والكتاب وعموماً هذه المظاهرات لو كانت فيها خير لقام بها الرسول وهتف هو والصحابة ضد اليهود مثلاً قائلين يسقط بنو قينقاع أو يسقط بنو قريظة ملوحين بأيديهم في غزوة خيبر كما يفعل المتظاهرون الآن.
> ولكن المظاهرات والإضرابات هي نوع من الاحتجاج المتحضر الذي أقرته الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بدلاً من اللجوء للعنف؟
ــ هذه الأشياء كلها بدعة أخذناها من هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان سواء الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان وهم كاذبون في ذلك وأنا أتساءل أين هؤلاء مما يحدث في فلسطين والعراق والصومال وغيرها من البلاد الإسلامية التي يراق فيها دم المسلمين، هم فقط يطلقون شعارات.
> إذن ما الحل إذا لم يكن هناك احتجاجات؟
ــ الحل مزيد من العمل والجهد وزيادة الإنتاج لأن هذا هو الحل الحقيقي وأنا أستغرب من هؤلاء الذين يدعون إلي الإضراب عن العمل وهم لا يعملون أصلاً وهناك إحصائية تقول إن العامل المصري لا يعمل سوي 28 دقيقة في الأسبوع أو اليوم لا أتذكر فكيف يعترض هؤلاء ويضربون عن العمل وهم لا يعملون أصلاً.
> ولكن من الصعب تعميم ما تقول فهناك المخلصون في أعمالهم ويؤدون عملهم بشكل جيد ولكن لا يجدون المقابل المناسب لما يقدمون وبالتالي يحتجون؟
ـــ أيضاً هذا لا يجوز لسبب بسيط أن هؤلاء لو كانوا يعملون في مستشفيات مثلاً أو خطوط مواصلات أو أي أماكن أخري حيوية، كيف يعيش بقية الناس وماذا يفعل الناس المرضي هل يموتون؟ وبالتالي ليست بالامتناع عن العمل ولكن في مزيد من العمل.
> ولكن هناك من لا يجدون فرصة العمل أصلاً أو يعملون وأجورهم محدودة؟
ـــ والله هذا هو المتاح بالنسبة للشباب الذي لا يعمل هذه مشكلته هو لأنه لم يبحث عن عمل.
> وماذا عن أولئك الذين يعملون منذ عدة سنوات ولا يجدون الشقة التي يتزوجون فيها؟
ـــ علي هؤلاء أن يتحلوا بمزيد من الصبر حتي يستطيعوا تكوين أنفسهم بطريقة جيدة مهما طالت المدة وأنا شخصياً فعلت ذلك فلم أتزوج إلا عندما كان لدي مقومات الزواج وتزوجت وعمري 37 عاماً؟
>ولكن هناك من بلغ هذه السن ولم يحصل حتي علي فرصة عمل ويريد العيش الكريم والعفاف بالزواج؟
ــ عليه مزيد من الصبر وطالما لا يستطيع الباءة كما جاء في الحديث أن يصوم ويتقي الله.
> هناك إحصائية تقول إن بمصر 9 ملايين شاب وفتاة في حكم العانس فماذا يفعلون؟
ــ عليهم الصبر حتي لو لم يتزوجوا طول العمر.
> وماذا لو كان هؤلاء أولاد فضيلتك؟
ــ والله حاولت حل المشكلة من وجهة نظري واجتهادي وتكوين نفسي وأيضاً بمنع بناتي من العمل رغم أنهن خريجات كليات الهندسة والطب بهدف إتاحة فرصة العمل هذه لشاب من الشباب لأنه هو الذي يعول ولو كل أب فعل ذلك لأصبح لدينا فرص عمل كبيرة أمام الشباب.
> هل هذه دعوة ضد عمل المرأة؟
ــ ليس بالضبط ولكن أري أنه من الأنسب والأفضل أن تظل المرأة في بيتها والرجل هو الذي يخرج للعمل.
> وكانت هناك عدة موضوعات أخري يتضمنها الحوار مثل الموقف من المثقفين والقضايا التي يرفعها ضدهم ولرؤيته للدعاة الشباب ومنهم عمرو خالد وكذلك موقفه من الشيعة والتقارب بين الشيعة والسنة وغيرها من القضايا الأخري إلا أن الشيخ أبي أن يستكمل الحوار إلا بالطريقة التي يراها هو مهدداً حقنا كصحفيين في إدارة الحوار بشكل طبيعي فقرر إنهاء الحوار من جانبه

الشيخ والشاكوش والكارت الأحمر
يوسف البدري يتراجع عن آرائه ويحطم شريط التسجيل بـ«الشاكوش» ويطرد محرر ومصور «البديل»

علي مدار أكثر من 14 قرنا هي عمر الإسلام علي الأرض لم يرد بكتب السيرة أن «الشاكوش» إحدي أدوات الدعاة والعلماء، ويبدو أن الشيخ يوسف البدري يقود حملة لتجديد الخطاب باعتماده «الشاكوش» كوسيلة من وسائل التعبير والتخاطب، متجاوزاً مرحلة الحكمة والموعظة الحسنة في الإعراب عن مواقفه منتقلاً إلي آفاق جديدة في التواصل مع الجمهور.
التقت «البديل» بفضيلة الشيخ في منزله لإجراء حوار محدد سلفاً للحديث عن فتواه الأخيرة بتحريم الإضرابات والمظاهرات، وانطلق الشيخ علي مدار نصف ساعة متحدثاً عن وجهة نظره التي أكد من خلالها أن الناس يستحقون ماهم فيه من ضنك وسوء حالة لعدم التزامهم باللحية وارتداء النقاب، وذهب البدري إلي براءة الحكام من المسئولية من ضيق العيش بدعوي أنهم اختيار من الله وقضاء وقدر لا مفر منه، وحين لفتنا نظره إلي خطورة ما يقوله وخطورة الدعوي التي يوجهها للاستكانة والسكوت علي الظلم والفساد، واستناد المفسدين والظالمين إلي «آرائه لتبرير أفعالهم» أصر الشيخ علي موقفه ورأيه وفجأة تدارك البدري نفسه وطلب الاستماع إلي ما تم تسجيله من حوار دام لنصف الساعة وبعد استماعه إلي نص الحوار اندلعت ثورته وطالب بمسح ما تم من تسجيلات واتهمني باستدراجه في الحديث لاصطياده «وإيقاعه في شر أعماله» لرسم صورة معينة تخالف الواقع.
فاعتذرت عن استكمال الحوار وخرجت أنا وزميلي المصور أحمد مراد مطرودين بعد فتحه باب شقته في إشارة لنا للمغادرة فقلت له: «الشريط الذي معك أنا اشتريته علي نفقتي الخاصة وهو هدية مني لفضيلتك». فتجددت ثورة الشيخ وطلب منا الانتظار وعدم النزول علي السلم وتخيلنا انه سوف يأتي بثمن الشريط وكانت المفاجأة المذهلة انه احضر «شاكوشاً» وراح يكسر به الشريط بعنف شديد جداً وعندما سقط الشريط علي السلم إلي الطابق الثاني فنزل البدري من الطابق الرابع حيث توجد شقته ليكمل ما بدأه ويحطم ما تبقي من الشريط، ولحسن الحظ أن ما تحطم هو فقط جسد الشريط دون تلف «بكرات الشريط» التي ظلت محتفظة بتصريحاته لتشهد علي موقف الشيخ وآرائه

اجمالي القراءات 8189