الأردن - بالصور والفيديو .. السوسنة تكشف فضيحة تعذيب كبرى في مركز أمني

في الثلاثاء ٢٦ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

بالصور والفيديو .. السوسنة تكشف فضيحة تعذيب كبرى في مركز أمني
 
24/03/2013 16:19
 
اربد – السوسنة - سعد أبو علي ومحمد بني ياسين - تعرض ثلاثة مواطنين اردنيين وآخر مصري الى عمليات تعذيب ممنهجة لا تمت الى الانسانية بصلة وبأساليب يندى لها الجبين، حيث استخدمت كوابل الكهرباء ووضع العصي في مناطق حساسة من الجسم، في مركز أمن اربد الشمالي قبل أيام .
 
أطراف القضية المجني عليهم : عبد الرحمن موسى سليمان الشاعر ، و محمود موسى سليمان الشاعر ، ومحمود ابراهيم عبد الجواد ( مصري الجنسية والدته اردنية ) ، وفريال موسى سليمان الشاعر.
 
وسجلت فريال الشاعر شكوى بحق مساعد مدير المركز المذكور، بعد الاعتداء عليها وكسر رجلها، فيما رفض مدير اقليم الشمال قبول شكوى المجني عليهم عبد الرحمن الشاعر ومحمود الشاعر ومحمود عبد الجواد بعد ان خرجوا من السجن بكفالة حسب - عدنان موسى سليمان الشاعر -.
 
وقال عدنان الشاعر لـ"السوسنة" إن مدير الاقليم اشترط لقبول الشكوى أن لا تنشر الصحافة أي تفاصيل عن القضية.
 
وتاليا التفاصيل الكاملة لمأساة ثلاثة اردنيين ومواطن مصري في مركز أمن اربد الشمالي :
 
من المعروف أن المهام التي تقع على عاتق رجل الأمن العام هي المحافظة على النظام والأمن والأرواح والأعراض والأموال، وإدارة السجون وحراسة السجناء، إلا أننا نشهد في الآونة الآخيرة تجاوزات من أفراد ينتمون الى هذا الجهاز مجرد الانتماء، أفراد تجاوزوا ما منحوا من اختصاصات، تناسوا مفهوم الانسانية والرحمة.
 
قد يستغرب البعض عن إمكانية وجود أشخاص كهؤلاء في هذا الجهاز العظيم في مكانته حيث يشكل العمود الرئيس في أمن الوطن والمواطن، هذا التقرير يسلط الضوء على أشخاص تم ايقافهم في مركز أمن اربد الشمالي التابع الى مديرية شرطة محافظة اربد، هؤلاء الاشخاص تم ايقافهم دون أي قيد أو طلب، لم يعرف عنهم يوما إلا بالمحبة والمودة والحسن للجوار، واثناء ايقافهم تطاول عليهم أفراد الأمن المسؤولين عن أمنهم باساليب التعذيب والتنكيل والاهانة دون أي رحمة أو انسانية.
 
القصة بدأت في المدينة الصناعية في مدينة اربد – شمال الاردن - حيث يعمل المدعو محمود ابراهيم عبد الجواد (23) عاما وأخوه محمد (24) عاما في ورشة حدادة ودهان السيارات وهم يحملون الجنسية المصرية علما أن أمهم أردنية الجنسية، يعملون في هذا المحل لتسديد إيجار محلهم وبيتهم ولتأمين قوت يومهم .
 
يقول محمد إنه في يوم الخميس 7/3/2013 وقعت مشاجرة بينه وبين أحد جيرانه الذي يعمل في محل حدادة ودهان للسيارات يكنى بـ "ابو صياح الخالدي" في المدينة الصناعية إثر سوء تفاهم بينهما، بعدما نشبت مشادة كلامية تطورت بعدها الى الاشتباك بالأيدي، قام بعدها أبو صياح بدهس حمزة (11) عاما (اخو محمد الذي كان متواجدا أثناء المشاجرة)، وقدم الطرفان على أثرها شكوى في مركز أمن اربد الشمالي بعد حصولهم على تقارير طبية بحالتهم، إذ قدم أبو صياح شكوى بحق كل من محمد ومحمود، إلا أن المركز قبل شكوى أبو صياح ولم يقبل شكوى محمد، فذهب محمد الى مديرية شرطة محافظة اربد والتي بدورها هاتفت المركز وطلبت منه قبول الشكوى.
 
أما محمود فيضيف أنه في يوم الأحد 10/3/2013 أتفق الطرفان على اسقاط شكواهم والتنازل عنها، وذهبوا الى مدير المركز المقدم هشام القاضي والذي انهى القضية وكف التعميم عنهم وأصبحوا غير مطلوبين، لافتا الى أن أفراد الأمن اشترطوا عليهم دهن وتحديد مركبة للمركز وأخرى ملك خاص لأحد أفراده، وبقيت المركبات في المحل الى يوم الخميس 14/3/2013 بعد أن أصبحت جاهزة، إلا أن هذا اليوم كان أشبه بعذاب القبر على محمد وذويه -حسب وصفه-، إذ تفاجأ محمود الذي كان يعمل وحده في المحل في الساعة الثالثة عصرا، بإقتحام ثلاث مركبات شرطة لمحله.
 
ويوضح "في نفس اليوم كان مساعد مدير المركز قد حرك ثلاث مركبات تابعة للمركز الى المحل لإحضاري وأخي، إلا انني كنت الوحيد المتواجد في المحل، وحينما رأيت مركبات الشرطة، قمت بالاتصال سريعا على أخوالي المدعوين عبد الرحمن موسى سليمان الشاعر ومحمود موسى سليمان الشاعر، وقام أفراد الأمن بضربي بالعصي فأختبأت تحت أحد المركبات تجنبا للضرب، وحينما وصلوا أخوالي حاولوا تلقي الضرب عني، والتوضيح للشرطة أنه تم التفاهم حول القضية ورفع الدعوى عني وعن أخي بوجود المقدم هشام القاضي، إلا أنهم لم يستجيبوا وانهالوا بالضرب علي وعلى أخوالي، وكان المواطنون يحاولون إبعادهم عني وعن أخوالي إلا أنهم كانوا يقولون "بدي أطخه"، "بدي اذبحه"، واتهمونا بمقاومة رجال الأمن ثم ما لبثوا أن سحبونا الى المركز بطريقة تتنافى مع الانسانية ".
 
ويزيد "حينما وصلنا الى المركز لم يبخل أحد قط في إكرامنا بالضرب والاهانة والتعذيب، أما القبر ذاته (النظارة) فقد رأينا فيها كيف يكون التعذيب، فحتى مراسل المركز لم يبخل علينا بكرمه بسكب الشاي الساخن على رؤوسنا".
 
عبد الرحمن الشاعر يصف لنا ما تعرض له من عذاب اثناء وجوده بالنظاره قائلا " قبل أن أدخل نظارة المركز صعدت أحد عجلات مركبات الشرطة على رجلي عن قصد، وبعد دخولي النظارة استمر أفراد الأمن بتعذيبي بأساليب وحشية ودون رحمة، وضربوني بالقناوي (العصي) على رأسي حتى سال دمي على الأرض وطلبوا مني أن أمتصه، وفعلت لشدة الآلام التي لحقت بي، وعذبوني بكوابل الكهرباء، وكنت استنجد بهم بأني مريض ولا أحتمل العذاب إلا أنهم كانوا يجيبونني بأنهم يريدون موتي وأهانتي بالفاظ مسيئة، حتى أنهم لم يتركوا منطقة في جسمي الإ وعلموا عليها، وبقيت أنزف من الساعة الرابعة إلى الساعة الحادية عشرا مساء ".
 
ويضيف "حينما رأى أفراد المركز أنني نزفت كثيرا، نقلوني إلى المستشفى لتخييط جرح رأسي، إلا أنهم لم ينقلوني إلى مستشفى الأميرة بسمة (المستشفى الحكومي المختص)، بل إلى مستشفى اليرموك في لواء بني كنانة لوجود أعوان لهم فيه، وقبل تخييط جرحي لم يقوموا بتخدير المكان بل رشوا البنج في عيني، ومع ذلك فقد قام مندوب مستشفى اليرموك (...) بكتابة تقرير صحي مزور، رغم أنه غير مخول بالقيام بأعمال الطبيب المختص.
 
أما محمود الشاعر فيقول "والله بالاضافة الى ما تحدث به أخي، فإنني وأثناء صلاتي قام أحد الأفراد بوضع قدمه على رقبتي ويدي وكسر اصبعي، وعذبوني بوضع العصي على رقبتي لحبس نفسي الى أن أحسست أنني قد فارقت الحياة، أما كوابل الكهرباء فحتى مؤخرتي لم تسلم منهم، وكانوا يسبون من منحنا الجنسية وأدخلنا البلاد، ولم يتركوا مكان في جسمي إلا وضربوه".
 
أما محمود عبد الجواد فيقول "لم أر في حياتي أشد من هذا التعذيب، أقسم أنهم أدخلوا العصا في مؤخرتي، ولم يكتفوا بذلك فقد استخدموا الكوابل الكهربائية في تعذيبي واقربائي، واستمروا في تعذيبنا واهانتنا بألفاظ تتنافى مع الأخلاق، وما استغربه أن النقيب (...) كان يشتم مدير المركز (....) بغيابه وكان يقول أنه لا يحسب له أي حساب".
 
ويلفت عبد الرحمن الشاعر، إلى أنه تم نقلهم يوم الجمعة 15/3/2013 الى سجن باب الهوى في منطقة ايدون الا أن مدير السجن رفض استقبالهم نظرا لحالتهم الصحية السيئة، ورجعوا الى المركز ليبقوا فيه حتى يوم السبت 16/3/2013 الى حين حصولهم على تقرير طبي بحالتهم، بعدها وافق مدير السجن على دخولهم اليه.
 
ذوو المتضررين يقولون أنهم حاولوا من البرهة الأولى إثبات أن أخوانهم وابن أختهم لم يقترفوا خطأ يذكر، فهم لا سابقة قضائية عليهم ولم يدخلوا مركزا أمنيا قط، ورغم كثرة محاولاتهم التي استمرت لأكثر من أسبوعين إلا أنهم لم يلقوا تجاوبا من الجهات المختصة إلا من بعضها، فقد كان الأمر ملفقا ومتفقا عليه -حسب قولهم-.
 
عدنان أخ المتضررين وخال محمود يقول إن طبيب أسنان كان موقوفا في نظارة المركز أثناء تعذيب إخوانه وابن اخته، وبعد أن خرج الطبيب أخبره بأن يسرع في انقاذهم فهم تحت التعذيب، فأخذ يحاول زيارتهم في النظارة، إلا أن أفراد المركز لم يسمحوا له بذلك، وبقي يحاول إلى أن سمحوا له بذلك لمدة دقيقة واحدة، وحينما دخل تفاجأ بما رأى فهم غير قادرين على التحرك من شدة الآلام، فأسرع خارجا وهو يبكي، وحاول إحضار وجوه عشائر ومختارين لإنهاء القضية وتكفيل إخوانه وابن أخته إلا أن النقيب (...) كان يتهرب من ذلك.
 
تقول فريال موسى الشاعر والدة محمود ومحمد وأخت عبد الرحمن ومحمود إنها حينما سمعت باقتحام الشرطة لمحل أبناءها حاولت الاتصال بابناءها وإخوتها إلا إن هواتفهم كانت مغلقة، فذهبت مسرعة إلى مركز امن اربد الشمالي لتطمئن على فلذة كبدها محمود وعلى إخوتها، وعندما دخلت المركز أخبروها أن من تسأل عنهم ليسوا موجودين وأنها تستطيع أن تجدهم في المركز الجنوبي، في هذه اللحظة سمعت صراخ ابنها من شدة التعذيب وحاولت الدخول إليه، لكنهم منعوها وقاموا بدفعها عن درج المركز لتسقط على الأرض مكسورة رجلها.
 
وتضيف لـ " السوسنة " : أنها حينما سقطت شعرت بألم كبير في رجلها، وقتئذ خرج النقيب (...) وقال لها "انصرف من المركز، وإخوتك وابنك عندي ورح اربيلك إياهم"، فقالت له أنها ستوصل الموضوع إلى جلالة الملك فجاوبها انه لا يبالي بالرتب التي يحملها حتى، وانه لا يسأل عن أي شخص مهما كان موقعه".
 
وتشير إلى انه تم نقلها إلى مستشفى الأميرة بسمة وطلبت تقرير بحالتها إلا أن شرطي الحوادث رفض بعد أن كان النقيب (..) قد أوصاه بذلك، فذهبت إلى مدعي عام مديرية شرطة محافظة اربد وأخبرته بما حصل فتعهد لها أنها ستأخذ حقها، وقام بالاتصال بشرطي الحوادث في المستشفى وأمره بإعطائها تقريرا طبيا بحالتها.
 
وتتابع بعد أن حصلت على التقرير الطبي قدمت شكوى على النقيب (...)، وحالما سمع بذلك حاول اتهامها بالتهجم على رجال الأمن، وعمم على اسمها واسم ابنها محمد وأصبحا رهن الاعتقال.
 
ومن الجدير بالذكر أن المحامي سمير عبيدات الذي تم توكيله بالقضية استطاع تكفيل الموقوفين واخراجهم من السجن، بالاضافة الى أن مدعي عام محافظة اربد استمع لإفادة فريال وابنها محمد، وقرر تركهم أحرار دون توقيف مع كف الطلب عنهم.
 
وأكد شهود عيان لـ"السوسنة" على أن القصة من بدايتها الى نهايتها محض افتراء واختلاق بحق المشتكى عليهم من قبل أفراد مركز أمن اربد الشمالي، فهناك تجاوزات واضحة، فالبداية حينما تم انهاء القضية وتم الاتفاق من طرفي المشكلة على انهاءها، طلب أفراد المركز من الموقوفين دهن وتحديد مركبتين مجانا، ليس ذلك فحسب فالمركبتان بقيتا جاهزتين في المحل وتم استرجاعهما الى المركز في نفس اليوم الذي اقتحمت فيه الشرطة المحل إلا ان استرجاعهما كان قبل الاقتحام، كما أن اقتحام الشرطة لمحل الموقوفين دون أي مبرر قانوني لا يجوز، بالاضافة الى ذلك فإن تحريك ثلاث مركبات تحمل ما يقارب الـ 25 شرطيا لإحضار مطلوب دون أي طلب مخالف لتعليمات الأمن العام.
 
وتحتفظ السوسنة بصور لبعض علامات التعذيب لمناطق حساسة من أجسام الموقوفين، نعتذر عن نشرها.
 
كما حاولت السوسنة الاتصال بالمركز الاعلامي في مديرية الامن العام للحصول على توضيح من المديرية حول الموضوع دون جدوى.
 
http://assawsana.com/portal/pages.php?newsid=138077
اجمالي القراءات 4138