بالإتفاق مع تركيا والآردن والكويت القبض على صهر بن لادن والناطق باسمه وتسليمه لأمريكا

في الجمعة ٠٨ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

أبو غيث... العودة اليائسة
صهر بن لادن والناطق باسمه في قبضة الـ"سي أي إيه"

أنقرة – اعتقلت وكالة الاستخبارات الأميركية "سي أي إيه" أمس صهر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، سليمان أبو غيث، فيما كان في طريقه من الأردن نحو الكويت بعد أن أطلقت سراحه تركيا يوم زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى انقرة.

وذكرت صحيفة "حريت" التركية أن السلطات التركية كانت قد اعتقلت "أبو غيث"، وهو متحدث سابق باسم القاعدة، في فندق فخم بأنقرة في شباط/فبراير الماضي، بعد حصولها على معلومة من الـ "سي أي إيه".

غير أن السلطات التركية قررت الإفراج عن "أبو غيث" بعد 33 يوماً من احتجازه بما أنه "لم يرتكب أي جرم على الأراضي التركية"، ولم يتم تسليمه للولايات المتحدة التي طلبت من تركيا تسليمه..

وأخذت أنقرة في الاعتبار وضع "أبو غيث" الذي لا جنسية له بما أن الكويت "بلده الاصلي" جردته من جنسيته إثر ظهوره في شريط مصور يدافع فيه عن هجمات 11 أيلول/سبتمبر ويهدد بالمزيد من العنف.

وأشارت الصحيفة إلى أن "أبو غيث" دخل البلاد بشكل غير شرعي من إيران، ما يعني أنه يمكن ترحيله إلى إيران، ولكنها رفضت ذلك، وقررت تركيا ترحيله إلى الكويت عبر الأردن.

يشار إلى أن الكثير من عناصر "القاعدة" دخلوا من أفغانستان إلى إيران بعد أن ضيق عليهم الأميركيون الخناق، وهناك تقارير عن أن إيران استقطبتهم واحتضنتهم ليكونوا ورقة في سياق صفقات مع دولهم الأصلية، أو مع الولايات المتحدة.

وأرسل "أبو غيث" إلى الأردن في 1 آذار/مارس، في اليوم عينه الذي كان يزور فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري تركيا.

وقد اعتقلت السي أي إيه "أبو غيث" فيما كان يعبر من الأردن إلى الكويت.

وكان ابو غيث ظهر غداة اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر 2001، في شريط فيديو دعائي كمتحدث باسم شبكة "القاعدة" الى جانب أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الذي تسلم قيادة "القاعدة" بعد مقتل بن لادن.

يشار إلى أن سليمان جاسم أبوغيث، مواليد الكويت عام 1965، عمل مدرسا للفقه والشريعة وخطيباً في مساجد الكويت، وبرز بصفة خاصة إبّان الاجتياح العراقي للكويت عام 1990 عندما اعتلى منابر المساجد في الكويت وقام بإلقاء الخطب المناهضة لصدام حسين.

كان يعد من العناصر النشطة في صفوف الإخوان المسلمين في الكويت، وتربى على أفكارهم، وبحلول عام 1992 لم تعد تربطه بهم علاقة لمعارضته مشاركتهم في الانتخابات التشريعية.

وفي عام 1994، غادر "أبوغيث" الكويت متوجّهاً إلى البوسنة لمحاربة الصرب قبل أن يعود إلى الكويت مرة أخرى. اتخذت وزارة الأوقاف قراراً بفصله من على منبر المسجد لتغيّبه عن العمل نتيجة أسفاره الكثيرة إلى البوسنة وأفغانستان التي ظهر فيها ناطقا باسم "القاعدة".

ويقول مراقبون إن سقوط "أبو غيث" بسهولة يشبه إلى حد ما عملية انتحارية يائسة، فقادة "القاعدة" الذين لم يعد مرغوبا فيهم بأفغانستان ومن طالبان ذاتها، وجدوا أنفسهم مضطرين لتسليم أنفسهم وعائلاتهم إلى أيدي المخابرات الإقليمية والدولية
اجمالي القراءات 2144