بسم الله الرحمن الرحيــم
الحب الثالث
(( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب (165) إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب (166) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار )) .(167) - البقرة –
يب;و أن معنى هذه الآيات واضح، ومع ذلك فإن التساؤل وارد وهو حول حبين اثنين:
* حب الناس الذين يتخذون من دون الله أندادا ويحبونهم كحب الله.
* وحب المؤمنين لله تعالى، ذلك الحب الذي هو أشد من حب الناس الذين أشركوا.
وأما السؤال الذي يتولد من هذه المقارنة أوالمقابلة فهو:
بماذا يا ترى نوصف نحن المؤمنين بالله وبما جاء به عبده ورسوله عندما لا يتحرك فينا شئ، وعندما لا نحتج ولانثور أمام تلك الروايات والافتراءات المنسوبة بإسراف وبلا خجل إلى عبد الله ورسوله الذي صلى عليه الله وملائكته ؟ تلك الافتراءات التي تقف بكل وقاحة أمام حديث الله المنزل لتعطله وتنقص من قيمته وتشوه معناه وتفرغه من أي محتوى، بل وصل بنا العمل والتصرف وربما التصريح بأن ( السنة قد تقضي على القرآن).
وبشئ من التدبر والشجاعة وكثير من الإنصاف سنفاجأ لا محالة بأننا كثيرا ما تكون مواقفنا مواقف الذين يستمعون ويتلون القرآن تلاوة ولا يعملون به بل قد يعملون بما يخالفه جزئيا أو كليا.
نعم عندما تكون مواقفنا وتصرفاتنا كما هو مذكور،
ألا نكون قررنا بأن هناك أزواجا ثلاثة في الحب ؟
• حب أصحاب المشأمة الذين يتخذون من دون الله أندادا إذ يحبونهم كحب الله .
• حب أصحاب الميمنة الذين ارتقوا إذ جاء حبهم لله أشد وأصفى وأسلم.
• وأخيرا أصحاب الحب الذي لا يحمل أي اسم. ولا يتصور أن يختلف فيه اثنان بأنه ليس حب الميمنة ولا حب أصحاب السابقين المقربين.
إنما هو حب من شكل ثالث...
ولعل هناك من أولي الألباب من يتفضل علينا بالوصف أو الاسم المناسب لهذا الحب الثالث ؟
يحي فوزي