كتب مجدي رشيد (المصريون): : بتاريخ 23 - 6 - 2008
دأبت أصوات قبطية على اتهام العديد من الصحف المحلية - بما فيها القومية- بإشعال وقود الفتنة الطائفية في مصر، وتوجيه انتقادات حادة لطريقة تناولها لهذه المسألة شديدة الحساسية، حتى أن البعض يبالغ في توصيف الأزمات ذات البعد الطائفي على أنه محاولة لإقصاء الأقباط ودفعهم إلى الهجرة إلى خارج مصر، على حد المروجين لتلك المزاعم.
وفي ذروة تلك الاتهامات، يتغافل هؤلاء – عن عمد - الحديث عن مثيري الفتن من الأقباط، والذين لا يجدون أدنى مشكلة في الترويج لآرائهم وأفكارهم المتطرفة في الفضائيات والصحف القبطية، ومنها جريدة "الكتيبة الطيبية"، وهي جريدة غير دورية يشرف على إصدارها الأنبا متياس نصر منقريوسل.
ففي عددها الأخير، نشرت الجريدة على صدر صفحتها الأولى، نبأ عن اختفاء فتاة قبطية بالبحر الأحمر، يتهم الأنبا ثاؤفيلوس أسقف البحر الأحمر الجماعات الإسلامية باختطافها، ويتهم الأجهزة الأمنية بالتقاعس عن البحث عنها، وادعى تعرضه للتهديد من أجل الصمت وإلا قامت الجماعات باختطاف أربعة فتيات أخريات وأسلمتهن.
العدد نفسه يتضمن إشارة كبيرة في الصفحة الأولى بعنوان: "خطف القاصرات مشكلة تبحث عن حل"، وهو المقال الذي كتبه محام يدعى روماني ميشيل يقدم نفسه باعتباره المستشار القانوني للأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، والذي يدعي فيه أن هناك مخططا لخطف القاصرات القبطيات وأسلمتهن.
وزعم ميشيل في مقاله، أن أعداد المختطفات من الفتيات القبطيات في تزايد مستمر خلال الآونة الأخيرة، إلى حد أنه لا يمر أسبوع على الأكثر إلا وتحدث واقعة خطف، واتهم العديد من وسائل الإعلام والصحف بأنها تكفر الأقباط والكنيسة، وتساعد على بث روح الكراهية ضد الأقباط، وخص الإعلام المرئي، الذي وصفه بأنه صاحب النصيب الأكبر في حملة التحريض ضد الأقباط، واتهمه بالمشاركة في المخطط.
وقال ميشيل إن ظهور الفتيات "المختطفات" – على حد قوله – على شاشات التلفزيون وهن يرتدين الحجاب وقد ظهر على أجسامهن علامات الحمل، يأتي تحت الضغوط الدبلوماسية والسياسية، وهو ما يضع الجانب المسيحي، خاصة عائلة الفتاة في موقف حرج، وعلى الجانب يضع الجانب الإسلامي في موضع المنتصر بالفرية.
وأشار المحامي القبطي إلى أن عمليات "خطف" الفتيات القبطيات تأخذ أشكالا مختلفة، حيث يتخذ بعضها قناع الحب والكلام المعسول والعلاقات المشبوهة ستارا، زاعما أن هناك عمليات خطف تتم من خلال التخدير، عبر اختطاف الفتاة إلى مكان بعيد عن عيون البشر، ثم تظهر بعدها، وهي محجبة، وتعلن أسلمتها خوفا من الفضيحة وضياع مستقبلها بعد أن تعود لأسرتها مغتصبة.
ومضى في مزاعمه، قائلا: هناك وسائل "اختطاف" للفتاة القبطية تتم من خلال استدراج عن طريق صديقة مسلمة، حتى يتم تصويرها فيديو وهي عارية ومناظر مخلة، مما يضعها في موقف لا تحسد عليه ويدفعها تحت هذا الضغط إلى تغيير ديانتها.
وفي الوقت الذي لم يذكر فيه مثالا واحدا يعزز به ادعاءاته، يتساءل ميشيل: لماذا نجد أن القاصرات القبطيات يجبرن على دخول الإسلام، ولم نجد أو نسمع أن هناك شخصا أو شابا مسيحيا يخطف قاصرة مسلمة محاولا إجبارها على دخول المسيحية، وكأنه بذلك يحرض على القيام بعمليات خطف للمسلمات في مصر على أيدي أقباط.
وفي موضوع آخر، نشرت الجريدة نفسها أيضا تحقيقا تضمن آراء عدد من الشخصيات القبطية، الذين يدعون أن المناهج التعليمية في مصر "تربي جيلا من المتطرفين الذين يعتنقون الفكر الوهابي".
ونشرت مقالا لكاتب يدعى شفيق بطرس، قال فيه "إن الحكومة المصرية تضرب المربوط الذي هو القبطي بحيث يفتري المسلم المغتصب الكاره لغيره"، وأضاف أن هناك بلطجية يساندهم النظام يقومون باختطاف الفتيات القاصرات ويقومون بأسلمتهن.
أما القمص مرقص عزيز خليل كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، فكتب مقالا عنوانه: "الرد على كتاب إظهار الحق لاهوت السيد المسيح في القرآن الكريم والسنة".
ففي فقرة بعنوان: المسيح في القرآن والسنة، قال عزيز إن السيد المسيح بشرت بميلاده الملائكة وليس ملاكا واحدا مستشهدا بالآية في سورة الـ عمران ""إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشر بكلمة منه أسمه المسيح ..".
وقال إن شخصا آخر بشرت به الملائكة وهو يحيى بن زكريا، مستشهدا بالآية 39 سورة الـ عمران، وأورد الآية منقوصة "فنادته الملائكة .....أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين"، دون أن يذكر عبارة وهو" قائم يصلي في المحراب".
وتعرض راعي الكنيسة المعلقة لتفسير هذه الآية بشكل مغلوط، بقوله: إذا تأملنا في هذه الآية نجدها تتضمن البشارة بتصديق يحيى للسيد المسيح، وذلك بالسجود له وهو مازال في بطن أمه!
وأضاف: رغم أن يحيى أكبر من المسيح سنا، ورغم أنه هو النبي السابق والعرف جرى على أن يصدق النبي اللاحق النبي السابق! (علامة التعجب من عند الكاتب) إلا أن هذا ليس له معنى غير أن يحيى الذي بشرت الملائكة كانت رسالته قصيرة جدا لإعداد الطريق أمام السيد المسيح فاستحق أن تبشر به الملائكة، على حد اعتقاده.