أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، برئاسة مفتي المملكة عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ أمس الأول، فتوي مثيرة، قالت فيها إن كلام بعض المحسوبين علي الأمة بأن الدولة المسماه بالفاطمية هي دولة الإسلام، التي يكمن فيها الحل المناسب في الحاضر، كما كان حلا في الماضي، دعوة باطلة وغش وخيانة للإسلام، وهي الفتوي التي اعتبرها خبراء ومفكرون مصريون رداً علي تصريحات سابقة للعقيد الليبي معمر القذافي، وأكدوا أنها ستؤدي لخلاف مذهبي بين السنة والشيعة.
وقالت اللجنة إن تسمية هذه الدولة بالفاطمية التي حكمت مصر وأفريقيا تسمية كاذبة، أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وقد بين العلماء والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوي، وأن مؤسسها أصله مجوسي يدعي سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي، وسعيد هذا سمي بعبد الله عندما أراد إظهار دعوته ولقب نفسه بالمهدي.
وأكدت أن حكام هذه الدولة الذين حكموا مصر وأفريقيا لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- وهم خوارج كذبة كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للإسلام، عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبّوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية، وأضروا بالمسلمين الذين فرحوا بزوال دولتهم علي يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي.
من جانبه، قال الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، إن السعوديين يريدون تفجير خلاف مذهبي، ولم يفعلوا ذلك إلا بإيحاء من السلطة الحاكمة هناك.
وأشار الدكتور أحمد إبراهيم، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلي أن الطرح الليبي لم يكن جادا، وكان علي رجال الدين السعودي أن ينأوا بأنفسهم عن الرد عليه.
واعتبر الكاتب جمال بدوي الفتوي السعودية عودة للوراء ترد علي تخاريف «طقت» في دماغ شخص معين- علي حد قوله - مشيرا إلي أن التشكيك في أصل الفاطميين قضية خلافية، والنبش فيها يثير المشاكل.