لماذا يسكت ألعرب على خيانة آل سعود لهم مع كل ألأدلة وألبراهين وألشواهد على خيانتهم؟ لأن ألشعوب ألعربية مسلوبة إلإرادة, مغسولة ألأدمغة, مساقة مثل ألأغنام إلى حيث يقودها حكامها بلا إرادة ولا إعتراض. من يوم أن أستلم آل سعود ألحكم في ألسعودية, وحال ألعرب وألمسلمين من سيء إلى أسوأ. حتى ألبديهيات ألتي تتطلب منهم ألوقوف مع إخوانهم ألعرب, لم يعيروها أي أهتمام, بل على ألعكس خذلوهم ودفنوا رؤوسهم بإلرمال حتى لا يراهم أحد. لا أحد يعرف ما يريدون. فيوم تجدهم مع دولة ضد أخرى, وفي أليوم ألتالي ينقلب ألوضع تماما. ألخيانة في دمهم أباً عن جد. ولقد كان ألسيد حسن نصر ألله محقا تماما حينما خاطبهم وبكل أدب وإحترام يوم عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006, يومها قال لهم وبالحرف ألواحد لا نريد مالكم ولا سلاحكم بس حلوا عنا. وفعلا لم يتقدم هؤلاء لنصرة لبنان ولو حتى بإلكلمة وتركوه فريسة لألة ألحرب ألإسرائلية ألطاحنة ولسان حالهم يقول بتستاهلوا إلي بيجرالكم, وكأن ميثاق ألجامعة ألعربية والذي يعتبر أي إعتداء على أي دولة عربية إعتداء على باقي ألدول لا ينطبق على لبنان. وأنتصرت ألمقاومة وخسر آل سعود ألعرب والمسلمين ولم يعد أحد يحبهم, أللهم إلا بعض ألخونة أمثالهم وألمنتفعين منهم. وجاءت حرب غزة وعًرتهم بالكامل أمام شعوبهم ولم يقفوا إلى جانب من يفترض أن يكونو إخوانهم, وتملصوا من ألوقوف إلى جانب أهل غزة ألمنكوبين والمفجوعين بما حصل لهم, ولم يجدوا نصيرا لهم سوى ألله عز وجل, أما آل سعود وملياراتهم ألمتعفنة وأسلحتهم ألمخزنة, فلا أحد يعرف متى ستستخدم وبأي مناسبة غير تلك ألتي تخدم إلإستعمار وألصهاينة. وحارب إلعراق نيابة عنهم لثمان سنوات متواصلة ولم يرسلوا جنديا واحدا لنصرته, علما بأنهم أرسلوا جيشهم للمساعدة بتدمير إلعراق مع قوات ما سميً وقتها بقوات ألتحالف. ثم رأيناهم يرسلون قواتهم إلى ألبحرين لقمع ألثورة ألسلمية هناك, بينما حولوا ألثورة في سوريا إلى ثورة مسلحة لغاية في نفس يعقوب. حرب 67 أو حرب ألأيام إلستة, كانت مؤامرة كاملة متكاملة ضد ألشعب ألعربي عامة, وضد ألرئيس ألمصري (جمال عبد ألناصر) وشعبه خاصة. فمنذ نجاح ثورة ألضباط ألأحرار في مصر وآل سعود كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من إمتداد ألثورة إلى بلادهم, خاصة وأن أهم أهداف ثورة مصر كان إحياء ألقومية ألعربية, وألسعي إلى قيام وحدة متكاملة بين ألدول ألعربية. وهذه ألأفكار كلها كانت تصب في خانة ألقضاء على آل سعود وألذين أنشأهم ألغرب وألإستعمار بهدف تشتيت ألعرب وتفريقهم وتمزيقهم وتقسيمهم إلى دول ودويلات لا حول لها ولا قوة, ومحاربة ألدين إلإسلامي. ولذلك كان آل سعود يحيكون ألمؤامرة تلو ألمؤامرة للقضاء على ألرئيس ألمصري و أفكاره, إلى أن نجحوا بذلك في عام 67 حيث نجحوا نجاحا باهرا في تمرير عدوان كاسح ضد مصر لم تكن مستعدة له ألإستعداد ألكافي. فقد كشفت رسالة وجهها ملك ألسعودية في ذلك ألوقت, فيصل بن عبد ألعزيز, إلى رئيس ألولايات ألمتحدة لندون جونسون, عن نوايا آل سعود ألخبيثة واهدافهم إلشريرة ألمبيتة تجاه ألعرب وقيادته ألشريفة. ففي رسالته طلب فيصل من ألرئيس ألأمريكي وبمنتهى ألصراحة وألوضوح توجيه ضربة قاتلة إلى مصر, وتاديب سوريا, وإنشاء دولة للأكراد بالعراق لتقسيمه. وفيما يلي نص ألخطاب ألذي أرسله ألهالك فيصل إلى ألرئيس ألأمريكي وألمنشور في كتاب "عقود من ألخيبات" للكاتب حمدان حمدان على ألصفحات من 489-491.تقول ألرسالة (وهي وثيقة حملت رقم 342 من وثائق مجلس ألوزراء ألسعودي وتاريخها 27/12/1966) "من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس, ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هي ألعدو ألأكبر لنا جميعا, وأن هذا ألعدو إن ترك يحرض ويدعم ألأعداء عسكريا وإعلاميا, فإنه لن يأتي عام 1970 وعرشنا في ألوجود, كما أكد ذلك ألخبير في إدارتكم ألسيد كيرميت روزفلت, لذلك فإنني أؤيد ما سبق واقترحته مجموعة خبرائكم في مملكتنا, وأتقدم بإلإقتراحات ألتالية: - أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بالقيام بهجوم خاطف على مصر تستولي فيه على أهم ألمناطق ألحيوية في مصر, لتضطرها بذلك إلى سحب قواتها صاغرة من أليمن مما سيشغلها عنا فترة طويلة مما يجعل شعبها غير قادر على رفع رأسه أو حتى مجرد ألتفكير بإعادة مطامع محمد علي وعبد ألناصر في وحدة عربية. بذلك نعطي لأنفسنا فرصة كافية لتصفية وإنهاء ألمبادىء ألهدامة, ليس في بلدنا فحسب بل في سائر ألعالم ألعربي. ومن بعد ذلك, لا مانع لدينا من إعطاء ألمعونات لمصر وشبيهاتها من ألدول ألعربية عملا بألقول,"أرحموا عزيز قوم ذل" وكذلك لتفادي أصواتهم ألكريهة بإلإعلام. - سوريا أيضا يجب أن لا تسلم من هذا ألهجوم مع إقتطاع جزء من أرضها حتى لا تندفع لتسد ألفراغ ألذي سيحدثه سقوط مصر. - لا بد ايضا من إستيلاء إسرائيل على غزة وبقية فلسطين حتى لا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك وحتى لا تستغلهم أي دولة عربية بحجة تحرير فلسطين. وحينها سيتلاشى ألأمل في تحرير فلسطين, وينتهي حلم ألفلسطينيين بألعودة إلى بلادهم ويسهل توطين ألباقي في ألدول ألعربية. - كذلك نرى ضرورة تقوية ألملا مصطفى ألبرازاني شما ألعراق, بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أي حكم في بغداد يرغب في إنشاء وحدة عربية شمال مملكتنا في أرض إلعراق سواء في ألحاضر أو ألمستقبل. علما بأننا بدانا منذ عام 1965 بإمداد البرازاني بإلمال وألسلاح, سواء من داخل ألعراق أو عن طريق تركيا وإيران (إيران كانت محكومة في ذلك ألوقت من قبل شاه إيران) يا فخامة ألرئيس, إن تضامننا معكم سيضمن مصالحنا ألمشتركة, وتنفيذ هذه ألمقترحات سيؤدي إلى بقائنا في عروشنا. وأخيرا, أنتهز هذه ألفرصة لأعبر لكم عن حبنا ودعمنا ألاً محدود لكم في كل ما تفعلونه. مجددا لفخامتكم ولاؤنا ألتام للولايات ألمتحدة متمنيا لعلاقتنا معكم أن تحقق مزيد من ألتقدم وألإزدهار. ألمخلص: أخوكم فيصل بن عبد العزيز, ملك ألمملكة ألعربية ألسعودية. بعد هذه ألرسالة بخمسة شهور تقريبا, شنت إسرائيل حرباً خاطفة على مصر وسوريا وألأردن إستطاعت خلالها إحتلال سيناء من مصر, وألضفة ألغربية من ألأردن, وألجولان من سوريا, تماما كما اقترح فيصل في رسالته إلى ألرئيس ألأمريكي. فكيف بالله عليكم يمكن أن ينتصر ألعرب في يوم من ألأيام على إسرائيل في ظل هذه ألجوقة المتخاذلة وألعميلة من ألحكام؟ أللهم إرحمنا برحمتك وغير هذا ألحال بحال أفضل منه أللهم آمين يا رب إلعالمين.