ذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلاً عن صحافي أميركي أن الإستخبارات السعودية تمول عمليات الموساد لإغتيال العلماء والخبراء النوويين الايرانيين، وأضافت نقلا عن الصحافي الأميركي "باري لاندو" عن مصادر مقربة من مسؤولين حكوميين اسرائيليين، تأكيدهم أن "جهاز الموساد توصل الى اتفاق مع نظرائه السعوديين على قيام الرياض بتمويل عمليات الموساد لاغتيال خبراء نوويين ايرانيين". وكشف عن أن "السعوديين خصصوا مليار دولار لهذا الغرض".
بمجرّد أن قرأت هذا الخبر، كدت أن أُصاب بالغثيان والرغبة في التقيؤ، لأنه من الصعب عليّ أن أتقبل وجود أي تعاون بين آل سعود وآل صهيون، في أي مجال من المجالات، لكن أن يصل هذا التعاون إلى حدّ استهداف العقول والخبراء الإسلاميين، في مجالات حساسة للغاية، وتُشكل عصب التنمية والتطور للشعوب، فهذا ما يدعو إلى إعادة قراءة تاريخ آل سعود، وكيفية إيصالهم إلى حكم بلاد الحجاز، فلو صحّ ما سرّبه هذا الصحافي الأمريكي، -وهو بكلّ تأكيد صحيح-، فيمكن لأي عربي ومسلم أن يقول بأن آل سعود هم أخطر على البلاد العربية والإسلامية من الصهاينة، فآل صهيون هم بطبيعتهم أعداء لنا، وبالتالي نحتاط لهم، لكن آل سعود هم من يُشرفون على إدارة وتسيير معالمنا الإسلامية، وبالأخص، الكعبة الشريفة، وهم من هذا المنطلق، يتوجّب عليهم أن يكونوا في مقدمة الدول الداعمة للأمة الإسلامية والعربية، لكن الحاصل، هو أن آل سعود، تعدّوا كلّ حدود الله، ووصل بهم الأمر إلى حدّ منع السوريين من أداء مناسك الحجّ، وهم وبرأي بعض السياسيين العراقيين، من يقف وراء التفجيرات الإرهابية في العراق،
وهم أيضا من موّل عمليات تقتيل العراقيين واغتيال علمائهم، وهم أيضا من ينفق الملايير لسفك دماء السوريين، ويحول دون تحقيق أي حلّسلمي في بلاد الشام، كما حصل في عيد الأضحى المبارك، حيث رفضت الجماعات الوهابية المُموّلة من آل سعود ومشيخة قطر، الهدنة التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وهم الذين يؤجّجون نيران الفتن الطائفية في العالم الإسلامي، لتحويل وجهة الصراع الحقيقي، إلى أمور أخرى تقي آل سعود نقمة المسلمين عليهم، فآل سعود الذين جوّعوا باسم الطائفية كامل المنطقة الشرقية في بلاد الحجاز، يعون جيّدا أنه بمجرّد أن يخمد لهيب الطائفية المنبوذة، سيثور الشعب السعودي عليهم، ويُطالبهم بتقديم كشوفات التحويلات وعمليات النهب المُنظملأموال أهل الحجاز وكافة المسلمين،
وهنا أودّ أن أشير إلى أنني وبعكس ما إتهمني به البعض في تعليقاته على مقالات سابقة لي، بأنني شيعي، بأنني سُنّي مالكي، لكنّني وكغيري من ملايين المسلمين السّنة كما الشيعة وغيرهم من أتباع المذاهب الأخرى، نرفض أن يُستباح دم أي مسلم بسبب مذهبه وعقائده، لأننا في نهاية المطاف، مسلمون وكفى، وأكثر من هذا وذاك، أنه لا يُعقل برأيي أن يقف آل سعود في وجه النهضة العلمية والتكنولوجية لبلد مسلم، بل إنه كان من الأجدر بهم أن يكونوا في مقدمة الدول المتطورة، وهذا بالنظر إلى الأموال الطائلة التي يجنيها أمراء النفطالسعودي والقطري، لكن وللأسف الشديد، بتنا نرى كيف يتكالب هؤلاء الأمراء وفقهائهم على بعض الدول الإسلامية، بغرض تفتيتها وإعادة شعوبها إلى الوراء، وهم وللعجب يلتقون في مراميهم وأهدافهم، مع تنظيمات إرهابية ركبت الدين الإسلامي لغرض طعن الإسلام في الظهر، وأخص هنا بالذكر، قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي خرج علينا بشريط مصوّر، يدعو فيه الجهاديين إلى التوجه إلى بلاد الشام لإسقاط النظام السوري، شأنه شأن رئيس ما يُسمّى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذين لم يُسجّل لهم التاريخ أبدا دعوة مُماثلة للجهاد في فلسطين المحتلة،
بل كلّ ما قاموا به ويقومون به، هو لجم المُقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضمان أمن إسرائيل لا غير، وهذا ما تجلّى مع زيارة أمير مشيخة قطر إلى قطاع غزّة رُفقة مُوزته، حيث سعى وبكلّ الوسائل إلى عقل وتكبيل المُقاومة، وبرغم كلّ عمالته، إلا أن أسياده الصهاينة، لم يُصدّقوا ما قام به، فاختبروا قطاع غزّة بإمطاره بعشرات الصواريخ، التي قُوبلت بقبول حركة حماس لهدنة مع الإسرائيليين، وبذلك يتأكد أن أمير مشيخة قطر قد نجح فعلا في لجم قادة المُقاومين بالعطايا والرشاوى، وبرهن للصهاينة أنه وأمراء آل سعود والقاعدة، هم الكلاب الأمينة التي تسهر على حماية إسرائيل، وتُهاجم كلّ من يُحاول أن يُعاكسها أو يتطاول عليها، أو يُفكّر في مُقاومتها، كما هو الحال مع سوريا وحزب الله، اللذان يُشكلان برأي الصهاينة أكبر خطر على الأمن الإسرائيلي، دونما حساب إيران، التي كانت دائما في نصرة الحركات المُقاومة لا المُقاولة للصهاينة والأمريكيين.
وما دام أننا نعيش اليوم، أوضاعا غريبة، انقلب فيها المنطق، فمن الأجدر قبل مقاومة الصهاينة، أن نُحارب عملائها من العُربان المُتأسلمين من أمثال أمراء مشيخات الخليج وتنظيم القاعدة.