رشيد على : آل سعود وألتآمر ضد ألمقاومة أللبنانية وألفلسطينبة

في الخميس ٠١ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

مما لا شك فيه ومن ألأشياء ألمسلَمة وألتي لا لبس فيها هي أن ألسعودية ليست لديها مشكلة مع إسرائيل, وألكيان ألصهيوني أيضا ليس لديه مشكلة مع إلنظام ألسعودي, ألذي يعتبر بإلنسبة لهم من أفضل ألأنظمة ألعربية ألمدافعة عن ألمصالح ألإسرائيلية ألأمريكية. فألسعودية طوال فترة الصراع ألعربي ألإسرائيلي لم تدعم قط خيار ألمقاومة وألعمل ألمسلح ضد إسرائيل, بل على ألعكس كانت ولا تزال تقف ضد أي عمل مسلح ضد إسرائيل. لإن ألمقاومة ضد إسرائيل تعني ألقضاء عليها, وهذا شيء لا تؤيده ألسعودية ولا بأي شكل من ألأشكال. وقد تجلى ألخبث ألسعودي ضد ألعرب وألمقاومة ودعمه ألمطلق للكيان ألإسرائيلي في وقوفه ألعلني وعلى رأس هرم ألدول ألتي وقفت ضد حزب ألله, وخصوصا عندما أصدرت بيانا مستهجنا هو ألأشد وألأسوأ في ألبيانات في تاريخ ألصراع مع الصهاينة, حين حملت حزب ألله مسئولية ألحرب, وحملته وحده نتائج مغامراته.

وحركت ألسعودية إمبرطوريتها ألإعلامية في إلإساءة لحزب ألله. فهل كان موقفها هذا نابع من عداء للشيعة, أم تأييد للكيان إلإسرائيلي؟ كان من ألواضح أن قصة ألوقوف ضد حزب ألله في ألحرب لأنه يمثل ألطائفة ألشيعية, لا يمكن أن تنطوي ولا على تلميذ مدرسة صغير, ولكن ألهدف ألرئيسي كان دعمهم لإسرائيل حسب ما رسمته لهم ألإدارة ألأمريكية وألصهيونية. ومن أجل ألتمادي في ألعناد وألخبث وأللؤم فقد وجهت ألسعودية علمائها من أجل إصدار فتاوي تحرم نصرة حزب ألله أو ألدعاء له وأستخدمت سلاح ألفتنة ألطائفية وألمذهبية لإثارة ألمشاعر ضد حزب الله. هذا ألموقف ألثابت وألمعلن كشف حقيقة ألنظام ألسعودي ألخائن, وألذي بدلا من أن يصمت أيام ألحرب, أبى إلاً أن يظهر على حقيقته كنظام خائن وعميل.

وأستمر إلنظام ألسعودي في غيه على ألرغم من إستمرار ألإعتداءآت الوحشية ألإسرائيلية على لبنان وأللبنانيين, وإنتشار صور ألدمار ألهائل, وألجثث ألبريئة ألمتفحمة, ودخان ألقنابل ألفسفورية وألعنقودية وغير ذلك ألكثير ألكثير على كل القنوات ألعربية وألعالمية, ما عدى طبعا ألقنوات ألمملوكة لآل سعود. وقد ساهمت ألقنوات ألعالمية بنشر زيف وإدعاءات ألكيان إلإسرائيلي. وتفاعلت كل شعوب العالم مع ألشعب أللبناني ألضحية, وأستمرت ألقنوات ألمملوكة لآل سعود بغيابها عن كشف ألحقيقة وتحميل حزب الله مسئؤولية ألحرب. وأصبح موقف آل سعود محرجا جدا أمام ألشعوب ألعربية وإلإسلامية والعالمية مما أضطره بعد فترة إلى تغيير موقفه وطريقته بتغطية ألحرب ألعدوانية على لبنان.

وألمصيبة ألكبرى كانت عندما سرب الإعلام ألغربي خلال ألحرب وبعدها عن مشاركة السعودية ألفعالة في ألحرب على حزب ألله من خلال ألتعاون ألسري بين ألسعودية وإسرائيل وأمريكا وبريطانيا وبعض ألدول ألغربية ألتي إتفقت جميعا على تحطيم حزب ألله وقتل روح ألمقاومة لدى الشعوب العربية, وولادة شرق أوسط جديد بمواصفات إسرائيلية أميركية غربية وبمباركة سعودية.

وألغريب أيضا أن ألسعودية طلبت من إسرائيل عدم ألموافقة على قرار وقف إطلاق ألنارو وطالبتها بإلإستمرار بألحرب إلى حين القضاء على حزب الله. وقد جرى لأجل هذا ألهدف لقاء جمع بين ألأمير بندر, مستشار ألأمن ألقومي ألسعودي, ورئيس وزراء إسرائيل يهودا أولمرت, وكذلك لقاءات على مستويات رفيعة ومخابراتية. وبعد إنتهاء ألحرب رفضت ألسعودية ألإعتراف بقوة حزب ألله بمواجهة إسرائيل وصموده الأسطوري وعدم هزيمته وألذي مثل إنتصارا خارقا في تاريخ ألصراع ألعربي ألإسرائيلي. ألسعودية بالتنسيق مع أمريكا وإسرائيل بتشويه إلإنتصار بإثارة قضايا لبنانية داخلية وإقليمية, ونعرات طائفية لإدخال ألأمة في صراع طائفي لا نهاية له.

وكذلك عملت على إدخال لبنان في أزمة سياسية كادت ان تؤدي إلى حرب أهلية بسبب دعمها ألغير محدود لقوى 14 آذار. هذا بالنسبة لحرب لبنان والتي أدعى آل سعود أنها حرب شيعية لتبرير عدم تدخلهم بها, فإذا بحرب غزة تأتي لتفضحهم وتظهرهم على حقيقتهم. فحرب غزة كانت حرب سنية مئة بالمئة, ومع ذلك وقف ألنظام ألسعودي ألخائن القبيح موقف ألمتفرج من جديد, ولم يحرك ساكنا. وأكتفى وإمعانا بألوقاحة بإستقبال ألجرحى من ألفلسطينيين لعلاجهم في مستشفياته, ولم يطلب حتى من حليفه وحليف ألصهاينة ألعميل حسني مبارك تخفيف ألحصار عن ألفلسطينيين, أو حتى إرسال ألسلاح لهم, أو فتح معبر رفح للسماح للمدنيين بإلهروب من جحيم ألحرب.

أما ألدعم ألعسكري فلا يقوى هذا ألنظام على تقديمه أو حتى ألتصريح به. وبقي ألفلسطينيون يقاتلون ويواجهون ألسلاح ألإسرائيلي وألقوة ألإسرائيلية ألمدمرة ألمدعومة أميركيا وعربيا دون دعم يذكر. بل على ألعكس بقوا تحت ألحصار حتى اثناء ألقصف ألإسرائيلي عليهم ولم يسمح لهم حتى بألنزوح إلى سيناء هربا من ألطيران ألإسرائيلي. ومن جديد أنتشرت صور ألضحايا ألمتفحمة, وألدمار ألهائل, وكان ألبث حيا ومباشرا لأدق تفاصيل هذه ألحرب, وآل سعود صم بكم عميٌ لا يتكلمون ولا يحركون ساكنا. مع كل هذه ألمعطيات وألمسلمات, هناك سؤال محير يفرض نفسه هنا, وههو ما موقفهم من إلصراع ألعربي ألإسرائيلي؟ أما زالوا يريدون ألصلح مع إسرائيل بعد أن رفضت مبادرة ألملك فهد ومن ثم مبادرة عبد ألله؟ أم أنهم يريدون محاربة إسرائيل لحفظ ماء وجههم بعد أن ألقت إسرائيل بمبادراتهم للسلام في سلة ألمهملات؟ إن آل سعود لا يريدون لا محاربة إسرائيل ولا ألصلح معها. يريدون منها ألإستمرار بلعب دور ألحارس ألأمين على عرشها وعرش ألحكام ألخونة من أمثالهم حتى يضمنوا البقاء في عروشهم.

اجمالي القراءات 3995