ألعلاقات ألسعودية إلإسرائيلية ليست وليدة ألساعة بل هي قديمة جدا, حتى قبل إنشاء ألكيان ألصهيوني. فكلا ألكيانين أ نشآ بدعم وتخطيط غربي. ويقول تشرشل في هذا ألشأن أن هدف بريطانيا ألأول في منطقة ألشرق ألأوسط كان إنشاء كيان آل سعود وألذي بدوره سيمهد ألطريق لأقامة إسرائيل على أرض فلسطين دون مشاكل تذكر, فحين يصمت ألسعوديون سيصمت ألباقون وهذا ألكلام موثق في ألرسائل ألتي أرسلها تشرشل إلى حاييم وايزمان, أول رئيس للكيان الإسرائيلي حيث قال له في إحداها,"أريد أن أرى إبن سعود سيدا على ألشرق ألأوسط وكبير كبراء هذا ألشرق على أن يتفق معكم أولا, ومتى تم هذا يا مستر حاييم عليكم أن تأخذوا منه كل ما تريدون".
وهناك دراسات عدة سلطت ألضوء على تلك ألعلاقة ألتي تجمع آل سعود بإسرائيل. أما ألفرق بينهما, فكان فعلا كما أرادت بريطانيا وهو إنشاء كيان آل سعود إلذي أتى قبل إنشاء إسرائيل, وألذي مهًد ألطريق بقوة بإنشاء ألكيان إلإسرائيلي. حيث عمل هذا ألكيان ألعميل على تنفيذ كل ما أوكل اليه من مهام كانت تصب في خانة ألتأثير ألقوي وألفعال على ألدول ألعربية للقبول بقيام إسرائيل في فلسطين.
وقد تعهد عبد ألعزيز آل سعود بذلك خطياً لتشرشل رئيس وزراء بريطانيا, ولحاييم وايزمان وللرئيس ألأمريكي روزفلت, حيث كتب إليهم هذا ألعهد وألوعد,"أنا ألسلطان عبد ألعزيز بن عبد ألرحمن آل سعود اٌقر وأعترف ألف مرة للسير بيرسي كوكس مندوب بريطانيا ألعظمى, أنه لا مانع لدي من إعطاء فلسطين كلها للمساكين أليهود أو غيرهم كما ترى بريطانيا, ألتي لا أخرج عن رأيها حتى قيام ألساعة" هل هناك عهد ووعد أبلغ من هذا. ثم ما ألفرق بين وعد بلفور وهذا ألوعد ألذي قطعه على نفسه رجل خائن, بأن يعطي هو ألآخر ما لا يملك لمن ليس له حق. وقد قامت كلا ألدولتان من إنقاذ بعضهما ألبعض في مناسبات عدة. حيث أنقذ آل سعود حليفتهم إسرائيل في كل حروبها مع ألعرب, ووقفت إلى جانبها ودعمتها بألمال وألإعلام. ولم تساهم ولو بقدر قليل مع ألعرب في حروبهم. ولذر ألرماد بإلعيون كانت تتبرع بقليل من ألمال وألمساعدات لضحايا ألحروب ألإسرائيلية على ألعرب.
أما إسرائيل, فقد أنقذت آل سعود مرتين من نهاية حتمية لحكمهم: ألأولى حين ساهمت إسرائيل في حرب أليمن ضد عبد ألناصر, وكانت ألطائرات ألإسرائيلية تقوم بإلقاء ألأسلحة بألصحراء أليمنية بإلبراميل دعما للإمام بدر ضد قوات ألثورة أليمنية وألقوات ألمصرية. وألثانية حين قامت إسرائيل بإحتلال سيناء عملا بطلب ألملك فيصل من ألرئيس ألأمريكي. وبعد حرب تموز 2006 إتفقت إسرائيل مع آل سعود على ألترويج بأن إيران هي ألعدو ألأساسي للعرب ولإسرائيل وألغرب وعلى ألعمل معا من أجل القضاء عليها وعلى حركات ألمقاومة ضد إسرائيل بما فيها حماس وحزب ألله. ويرى ألباحث ألكساندر بلاي بأن ألسعودية وإسرائيل أقامتا علاقة حميمة وإتصالات قوية بعد حرب أليمن بهدف منع عبد ألناصر من إختراق ألجزيرة ألعربية عسكريا. وأكد بلاي بأن ألسفير الإسرائيلي ألسابق لدى لندن, أهارون يميز قد أبلغه بعمق ألعلاقة ألتي أقامها ألملكان سعود وفيصل مع ألإسرائيليين في مواجهة ألعدو ألمصري, وهو أمر أعاد تأكيده فرد هاليداي في كتابه(ألجزيرة ألعربية بلا سلاطين) ألذي أشار إلى أن فيصل طلب من إسرائيل ألتدخل لحمايته من عبد ألناصر, وأن إسرائيل بدورها بذلت ما بوسعها من أجل دعم آل سعود وإستمرارهم بألحكم, وذلك بدعم أمريكي مطلق ومساندة غربية, وأن ألسعوديين لم ينسوا قط هذا ألجميل لأسرائيل ودعموها دعما مطلقا في كل حروبها مع ألعرب. فهنيئا لنا كعرب في حكامنا ألمخلصين لأعدائنا ألماكرين لنا وألذين لم يقرؤا قول ألله تعالى في كتابه ألحكيم,"وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" صدق ألله ألعظيم, سورة ألأنفال-آية 30