الكشف عن مبدأ انتقال الخلايا السرطانية
أعلن باحثون تشيك عن اكتشافهم لغز المقدرة الأكثر غدرا لدى السرطانات وهي خلق الميتاستاز ( أي انتشار الخلايا السرطانية من موضع الورم السرطاني المباشر إلى المناطق الأخرى من الجسم ) مؤكدين أن الكشف عن هذا اللغز سيساهم في إنجاح العلاجات الطبية المختلفة بشكل أفضل.
أكد الدكتور يان برابيك من كلية العلوم الطبيعية في جامعة تشارلز في براغ الذي ترأس فريقا علميا دوليا قام ببحث في هذا المجال بان الفريق قد توصل إلى نتيجة مفادها أن خلايا " النقائل " الحاملة للسرطان تعمل بنفس الطريقة التي يتبعها الجيش المحتل لأراضي ما حيث يكون لكل جندي فيه دور يقوم به بشكل دقيق. ويضيف أن لاصقة الجزئيات تلعب دورا أساسيا أثناء خلق هذه النقائل لأنه بمساعدتها تتمسك الخلايا المتورمة بسطح الخلايا المعافى ثم تقوم ما تسمى " بانزيمات الاختراق " بتأمين وصول " المهاجمين " إلى الداخل .
وأشار أيضا إلى وجود جزيئات الإشارة أو الاستطلاع للخلايا المتورمة حيث تقوم هذه بالبحث وممارسة التأثير على الخلايا المعافى أو الوسط المحيط بها الأمر الذي يساعد في نشوء حالة الميتاستاز التي تعتبر المرحلة الأشد خطورة لتطور الأمراض السرطانية .
الخلايا تتقن تغيير مواصفاتها
يؤكد الدكتور برابيك بأنه تنشأ في جسم كل إنسان الكثير من أجنة الأورام "، غير أن الجهاز المناعي في الجسم يقوم وبشكل موثوق بتصفيتها ولهذا حاول فريقه فهم تكتيك الخلايا السرطانية المتورمة التي تتقن خداع جهاز المناعة في الجسم . وأوضح أن العلماء توصلوا إلى أن خلايا الميتاستاز لا تقوم فقط بالتهام الخلايا الصحية أي غير المصابة بل تتقن وفق احتياجاتها تغييرها وتحويلها إلى أجسام مرنه تستطيع إيجاد ثغرة ما في غلاف الخلايا والتمدد إلى الداخل.
وأشار إلى أن العلماء قد دهشوا أحيانا بما تفعله خلايا الميتاستاز وكيف تستطيع تغيير نفسها كي تخدع جهاز المناعة في الجسم . وكشف عن أن الباحثين في فريقه توصلوا خلال دراستهم أيضا إلى نتيجة مفادها انه في حال الحد من إنتاج الجزيئة الخاصة جدا التي تسمى NG2 فان ذلك يؤدي وبشكل هام إلى تخفيض العدوانية التي تقع على الخلايا الصحية والمقدرة على تغيير مواصفاتها .
وأكد أن الفهم بشكل أفضل لأسباب وطرق دخول الخلايا السرطانية إلى أنسجة الخلايا الصحية غير المصابة والتحرك داخل الجسم وخلق الميتاستاز فيه فان ذلك سيجعل العلماء قادرين بشكل أفضل وفعال منع حدوث هذه العملية .
ورأى أن هذا الاتجاه في البحث العلمي هو جوهري وأساسي بالنظر للعدد الكبير من المرضى الذين يتفشى المرض لديهم ويصل إلى مرحلة الميتاستاز مستغربا انه يتم فقط صرف ما بين 5 ــ10 % من الأموال المخصصة للأبحاث السرطانية على موضوع نشوء الميتاستاز وانتشاره في الجسم.