عن ابى لهب

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٢ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ثمة مقولة لــ (عمرو بن عبيد المعتزلي) يقول: إن كانت {تبت يدا أبي لهب} في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة؟؟؟!!!!ترى هل هذا العمرو المعتزلي يحمل من عقل لكي يحكم على كلام الخالق "جل وعلا"؟وهل يمكن الحكم على كلام الرحمن من خلال هذه الأقوال؟؟فهناك من يرى أن ما يقولونه من الكلام صحيحاً..
آحمد صبحي منصور

 

عدا الحتميات المقدرة سلفا ( الميلاد ، الموت ، الرزق ، المصائب )  فكل انسان له مشيئته وحريته فى الايمان او الكفر وفى الطاعة او المعصية . ترتبط هذه الحرية بحقيقتين : 1 ـ إن وقوع بعض الحتميات تكون بتدخل بشرى ( فالرزق له اسبابه ، والقتل له تدابيره ..الخ ) ، 2  ـ أن الانسان لا يعلم الغيب ، فهو يقرر أن يفعل شيئا بكامل إرادته كأن يقتل شخصا مع الاصرار والتعمد والترصد ، وهو لا يدرى موعد موت هذا الشخص .  موعد موت هذا الشخص غيب لا يعلمه إلا الله جل وعلا ، ولكن علم الله جل وعلا لم يرغم القاتل على إرتكاب جريمته فى هذا الوقت وفى هذا المكان . فالقاتل إرتكب جريمته متعمدا ، وهنا أساس مسئوليته عن جريمته ، والتى فعلها بقدرة جسدية خلقها الله جل وعلا فيه وبتدبير من مخه الذى خلقه الله جل وعلا فيه . والمقتول لفظ أنفاسه فى الزمن المحدد سلفا وفى المكان المعين سلفا .

فى موضوع أبى لهب فهو الذى إختار بمشيئته أن يكون كافرا وأن يظل كافرا حتى موته . لم يقع عليه إرغام لكى يختار هذا . ولقد أخبر جل وعلا بمصيره سلفا وكان لا يزال حيا وقت نزول هذه الآيات . كان بإمكانه أن يدخل فى الاسلام ليثبت أن كلام الله عنه لم يتحقق ، وحتى لو فعل هذا فهو دليل على كفره بالقرآن وإصراره على تكذيب الرحمن . الله جل وعلا عالم الغيب والشهادة يعلم قبل خلق ابى لهب ماذا سيحدث من أبى لهب ، وكتب هذا فى اللوح المحفوظ ، وجاء أبو لهب ففعل بإختياره ما فعل وكفر بإختياره ، وظل بإختياره على كفره حتى موته .

هنا ندرك خطورة المسئولية المترتبة على حريتنا ومشيئتنا وإختيارنا . إنظر حولك الى المستبدين الظالمين وحاول أن تعظهم سيسجنونك . قم بوعظ الكهنوت سيحكمون بكفرك ، حاول أن تعظ الارهابيين سيقتلونك . هم جميعا يكفرون ويظلمون بكامل حريتهم ويظلون مستمرين حتى الموت دون توبة . هى حريتهم وهى مسئوليتهم .

 

اجمالي القراءات 7734