أزمة الخبز تطل براسها من جديد
احتجاجات واشتباكات مع الشرطة المصرية بسبب نقص الخبز
بدأت أزمة الخبز تطل براسها من جديد في مصر بعد فترة من اختفاء طوابير العيش الطويلة، فبعد قرية الجوهرية في محافظة الغربية، اندلعت مظاهرات عارمة في مدينة البرلس شمالي القاهرة احتجاجا على نقص الخبز .
وقالت مصادر أمنية إن المئات من المتظاهرين أغلقوا طريقا وأحرقوا اطارات السيارات اليوم احتجاجا على نقص الخبز في بلدة البرلس الساحلية بشمال مصر، وأضافت المصادر أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات في تفريق الحشود وأدخل ثلاثة محتجين الى المستشفى للعلاج من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وأشار مصدر أمني الى أن أعيرة مطاطية أطلقت على الحشود، واتهم محتجون المسؤولين والمخابز المحلية بسرقة الطحين (الدقيق) المخصص للخبز المدعم مما تسبب في نقص الخبز، وأدى ارتفاع أسعار القمح الى ضغط كبير على نظام دعم الخبز الذي تطبقه مصر حيث يعتمد فقراء المدن على الخبز رخيص الثمن.
وتنامى الطلب على الخبز المدعم وأدى الدعم الكبير الى زيادة الاغراء لتوجيه الطحين المدعم الى استخدامات أخرى بصورة غير قانونية، وقالت مصر في مايو/ أيار انها ستضيف 17 مليون شخص على الاقل الى حاملي بطاقات التموين من أجل تخفيف أثر تصاعد أسعار الغذاء عنهم.
احتجاجات سابقة
وكان المئات من سكان قرية تقع شمالي القاهرة تظاهروا احتجاجا على تخفيض حصصهم من الخبز المدعم وحطموا شاحنتين صغيرتين تستعملان في توزيعه، ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن شهود عيان قولهم ان سكان قرية الجوهرية في محافظة الغربية بدلتا النيل فوجئوا بتخفيض حصة الاسرة من 20 رغيفا يوميا الى عشرة وان مئات منهم تظاهروا احتجاجا على القرار وقذفوا شاحنتين لتوزيع الخبز بالحجارة وحطموهما.
وأضافوا أن تعزيزات من قوات مكافحة الشغب وصلت إلى القرية لفض المظاهرة فيما يبدو. ومنذ شهور تشهد مصر أزمة في امدادات الخبز الرخيص الذي تدعمه الحكومة بمليارات الجنيهات سنويا. وتقول صحف محلية ان 30 شخصا على الاقل قتلوا في مشاجرات أو تدافع في طوابير الخبز بمحافظات مختلفة.
وقال مسؤول في مدينة طنطا ان الحكومة تخفض حصص الخبز لسكان القرى لتزيدها في المدن باعتبار أن القرى تزرع القمح، وأضاف أن متوسط ما يحصل عليه الفرد في أكثر من 200 قرية في المحافظة هو رغيف ونصف رغيف في اليوم، ويعتمد أغلب الفقراء في مصر على الخبز كطعام أساسي
مسألة مثيرة للقلق
وبدورهم اعلن مسؤول في برنامج الامم المتحدة للتنمية ان الامن الغذائي لا يزال مسألة "مثيرة للقلق" في مصر، وقال
مندوب البرنامج المقيم في مصر "جيمس و. راولي لا يزال الناس في مصر يواجهون مشكلة مع الغذاء ومع كيفية تأمين ما يكفي من الطعام ومع مشاكل التغذية.
واضاف:" حتى لو انها ليست مسألة حياة او موت في مصر لان مصر تملك لحسن الحظ ما يكفي من الاموال لاستيراد المواد الغذائية الا انها مسألة مثيرة للقلق". واوضح ان "الحكومة قلقة ونحن -المجموعة الدولية- قلقون". لكنه قال "اعرف ان الحكومة المصرية تعهدت اعادة النظر في سياساتها للامن الغذائي".
وكان راولي يتحدث خلال مسيرة ضد الجوع في القاهرة نظمها برنامج الغذاء العالمي. وشارك في هذه المسيرة حوالى 250 شخصا بحسب وكالة فرانس برس وهدفت الى لفت الانتباه حول الجوع في العالم وضرورة جمع الاموال لملايين الاطفال الذين يذهبون الى المدرسة صباحا من دون ان يأكلوا شيئا. وشهدت الاشهر الاخيرة موجة احتجاجات في مصر على ارتفاع الاسعار.