ميلشيات (البلطجة) في مصر: جيش (نصف مليوني ) يدير (دولة) داخل الدولة

في الجمعة ٣١ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

صحافة: أدوار خطيرة للكنيسة المصرية في محاولتها بناء دولة (نصرانية)

عدنان أبو زيد

تفكيك الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية المصرية، يُمثّل في رأي الكثير من المراقبين تفكيكًا لدولة (البلطجة)، التي كانت تتأهب بقيادة نخنوخ ، لنشر أكثر من أربعة آلاف بلطجي في المدن الكبرى، خاصة في القاهرة والإسكندرية، من أجل القيام بأعمال القتل والسرقة لإشاعة الفوضى وإظهار الرئيس مرسي وكأنه غير قادر على التحكم بالأمور..


إيلاف: في الوقت الذي يرى فيه مراقبون وكتّاب مصريون أن الرئيس المصري محمد مرسي نجح في القضاء على قيادة الثورة المضادة من خلال الإطاحة بقيادات المؤسسة العسكرية في 12 أغسطس الماضي، فإن العاصمة المصرية تترقب اليوم الجمعة موجة جديدة من التظاهرات الرافضة لما يسميه الداعون إليها (أخونة الدولة) ، غيْر أن رد الاخوان لم ينتظر التأجيل، اذ حمَّل مرشد الإخوان محمد بديع مَن سمّاهم (المناوئين الحاقدين)، مسؤولية بث الفتنة والتفرقة بين المصريين إلى فرق وجماعات، مثيرًا بذلك حفيظة القوى الليبرالية واليسارية، عرابة التحرك المضاد ضد حكم الاخوان .

لكن تفكيك الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية المصرية ، يُمثّل في رأي الكثير من المراقبين تفكيكًا لدولة (البلطجة) التي كانت تتأهب بقيادة نخنوخ ، بحسب مصادر مصرية ، لنشر أكثر من أربعة آلاف بلطجي في المدن الكبرى، خاصة في القاهرة والإسكندرية، من أجل القيام بأعمال القتل والسرقة لإشاعة الفوضى وإظهار الرئيس مرسي وكأنه غير قادر على التحكم بالأمور، فيكون ذلك مقدمة لانقلاب عسكري كان يفترض أن يقوم به قادة الجيش الذين أطاح بهم مرسي قبل الأحداث بأيام قليلة.
وميلشيات (البلطجة) في مصر تعدّ بمثابة دولة داخل الدولة، لها رئيسها وجيشها الذي يتعدى النصف مليون بلطجي، حسب الأرقام الرسمية المسجلة لدى وزارة الداخلية وعدد من الأجهزة السيادية، التي كانت تستخدم هذا الجيش الجرار في القيام بالمهام (القذرة) للنظام السابق، من قبيل تزوير الانتخابات وتأديب المعارضين ونهب الثروات.
ووفق هذه المؤشرات، يكشف الكاتب احمد فودة في مقاله في صحيفة الشرق القطرية، الكثير من الاسرار المتعلقة بدولة (البلطجة):
- علاقات وثيقة بين دولة البلطجة وبين أركان النظام السابق الذين استخدموا هؤلاء البلطجية في مواجهة الشعب المصري خلال ثورة يناير، وكانوا مسؤولين عن قتل الشهداء، وعن اقتحام السجون وإطلاق سراح المجرمين لإشاعة الفوضى في البلاد وإجبار الثوار على التراجع أمام النظام.
 
- استمرار السلطة في أيدي بقايا نظام مبارك ، اذا عملت ( البلطجية ) على إعادة إنتاج النظام مرة أخرى معتمدة على تخويف الناس من الفوضى والبلطجة التي انتشرت بشكل كبير عقب نجاح الثورة عبر قتل المتظاهرين في الأحداث التالية للثورة، خاصة في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية.
 
- العلاقات التي تربط دولة البلطجة بنخبة الفن والإعلام، وكذلك الأمر بالنسبة للكنيسة المصرية التي لعبت أدواراً سياسية غاية في الخطورة طوال العقود الثلاثة الماضية، سواء في تقديم الدعم للنظام السياسي أو في محاولتها لبناء دولة (نصرانية) في مصر عبر الاعتماد على الحصول على امتيازات طائفية غير مسبوقة من النظام السياسي جعلها دولة فوق الدولة المصرية، مستندة في ذلك إلى القوة المفرطة التي تحصل عليها ابن الكنيسة صبري نخنوخ رئيس دولة البلطجية.
 
- تكشفت علاقة تربط رئيس ( البلطجية ) نخنوخ بقادة مسيحيين في لبنان، سهلوا له مهمة التواجد في بيروت لأشهر طويلة بعد الثورة.
 
- علاقة ( البلطجية ) مع حزب الله اللبناني من خلال قيام بلطجية نخنوخ بتهريب أحد رجال الحزب المعتقلين، والذي كان متهمًا في قضية الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها في سيناء منذ عام 2009.
 
- علاقة ربطت بين رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحية سمير جعجع وبين بعض السياسيين المصريين، وفي مقدمتهم محمد أبو حامد الذي تلقى منه تمويلاً كبيرًا للقيام بالدعوة إلى تظاهرات مليونية لإسقاط النظام الجديد الذي أتت به الثورة بقيادة جماعة الإخوان المسلمين.
 
غير أن تفسيرات الاخوان ومناصريهم في تحميل ( البلطجية ) مسؤولية الفوضى الامنية خلال الثورة وبعدها لا تصمد طويلاً امام الوقائع على الارض ، فثمة قوى ليست لها علاقة بالبلطجة من قريب أو بعيد ، تجدد رفضها كل مرة لـ( اخونة ) الدولة .
فمع دخول العاصمة المصرية ، الجمعة ، موجة جديدة من التظاهرات الرافضة لما يسميه الداعون إليها (أخونة) الدولة، فإن مرشد الإخوان محمد بديع يسمي الذين يشتركون فيها بـ(المناوئين الحاقدين) محملاً اياهم مسؤولية تقسيم المصريين إلى فرق وجماعات.
ويقول بديع في رسالته الأسبوعية، إن " المناوئين الحاقدين يسعون إلى تقسيم الشعب المصري الواحد إلى مسلمين وأقباط، ثم إلى إسلاميين وغير إسلاميين" .
ويضيف: " لقد قسّموا الإسلاميين إلى إخوان وسلفيين، وصوفيين وجهاديين... فِرقاً وجماعات، وقسَّموا غير الإسلاميين إلى ليبراليين وعِلمانيين، وتقدميين ووطنيين وثوريين، وحاولوا أن يميزوا بين المدنيين والعسكريين".
 
اجمالي القراءات 4365