موقف موسكو في حال التدخل العسكري في سورية

في الخميس ٣٠ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

حوارات "روسيا اليوم": موقف موسكو في حال التدخل العسكري في سورية

حوارات
حوارات "روسيا اليوم": موقف موسكو في حال التدخل العسكري في سورية

تصدر تصريحات دولية بين الفينة والأخرى حول إمكانية التدخل العسكري في سورية، وتختلف سيناريوهات شكل التدخل المحتمل بين فرض منطقة حظر جوي، أو مناطق عازلة آمنة في الداخل السوري، أو حتى التدخل العسكري المباشر لضرب المراكز العسكرية الحيوية للنظام السوري. وبغض النظر عن شكل التدخل العسكري، يتساءل كثيرون عن موقف روسيا في حال حدوث التدخل العسكري في سورية. ومن هنا رأينا أن نطلع على الرأي العام العربي في هذا السؤال، وذلك من خلال طرح الموضوع للنقاش في مجموعة "حوارات روسيا اليوم" والذي كان نصه:

"تعتبر روسيا المصدر الرئيسي لصفقات السلاح مع سورية منذ عدة عقود.. ما هو موقف روسيا المتوقع في حال تنفيذ عمل عسكري على سوريا من قبل بعض الدول التي تصرّح بضرورة زوال نظام الأسد؟"

نورد لكم بعض التحليلات والتوقعات للموقف الروسي قدمها متابعو "روسيا اليوم" استناداً لرؤيتهم للسياسة الخارجية الروسية ومواقفها. يعتقد الأخ علي أن روسيا لن تتخلى عن حليفها الموثوق في الشرق الأوسط ويدعم وجهة نظره بعدة نقاط:
"Ali Shaaban : لن تقف روسيا مكتوفة اليدين لخسارتها أهم حليف لها في الشرق الأوسط وتبين ذلك من خلال استخدام الفيتو أكثر من مرة لمنع الحرب على سوريا لأنه إن حصلت فستسبب حرب أقليمية وسوف تضطر روسيا للدخول فيها لحماية مصالحها و قواعدها والحفاظ على أخر حليف موثوق لها في الشرق الأوسط ولكي لا تتحول سوريا من حليف لروسيا إلى حليف لأمريكا وعدو لروسيا كما حصل في ليبيا "

وفي ذات السياق يقول تام أن روسيا لا تريد الحرب، ولكنها ستمنع التدخل العسكري في سورية في حال حدوثه:
"Tam Alasaad : اعتقد انه من المفيد مراجعة تصريحات المسؤولين الروسيين في هذا المجال فاغلب ردودهم حول اسئلة من وحي موضوع الحوار ان التدخل العسكري في سوريا خط احمر وقد يكون دخول روسيا عسكريا واردا في حال غامرت بعض الدول بارتكاب حماقة التدخل العسكري وانا اتفق مع الرأي القائل ان روسيا تسعى للحل السياسي الذي يخدم الشعب السوري بكل انتمائاته ولا تسعى لأي صدام عسكري قد يدمر المنطقة ."

أما الأخ شهاب فيعتقد أن لب الموضوع هو الموقف السياسي وليس العسكري. وأن روسيا قادرة على فرض الإرادة السياسية وحفظ مصالحها الاستراتيجية وحسم استعصاء الأزمة السورية من خلال دور سياسي أكثر فعالية وقوة..
"شهاب المصري : الارادة العسكرية الروسية ليست محل اختبار في الازمة السورية او اي ازمات اخرى حول العالم! انما الارادة السياسية للقيادة الروسية في الشرق الاوسط والعالم العربي هي الاهم وتعرضت لاختبارات طوال العامين الماضيين وكانت النتيجة سيئة بالمقارنة بالارادة السياسة للقيادة السوفيتية السابقة كان هناك قطبين في عالم متوازن القوى...وكانت الارادة السياسية والاستقطاب هما المحرك الرئيسي للعلاقات بين الدول ولكن منذ انهيار الاتحاد السوفيتي صار العالم احادي القطبية وانحصر الدور الروسي الذي فقد تأثيره مما ادى لفقدان روسيا لمناطق نفوذها حول العالم من تركة الاتحاد السوفيتي المنهار اذا كانت القيادة الروسية تؤمن بأن لها مصلحة حيوية في سوريا فعليها ان تحسن من اداءها السياسي لتضغط على الاطراف المتورطة في الحرب الاهلية السورية لتسوية هذا الصراع بالتفاوض...امريكا وحلفائها العرب من جهة وايران والحكومة السورية حلفاء الروس من جهة اخرى حتى ينتهي القتل والدمار! ويمكن للروس التعاون مع الصينيين في هذا الملف للخروج بسياسة مشتركة قوية في مواجهة السياسة الاستعمارية الامريكية في الشرق الأوسط ولكن اذا لم تتوفر هذه الارادة السياسية فعلى الروس ان ينسحبوا من المشهد السوري لصالح الدور الامريكي الاقوى حتى ينتهي القتل والدمار بانتصار الطرف المعارض وازاحة نظام الحكم في سوريا! ولن يلوم احد الروس لو تخلوا عن حلفائهم السوريين...فهذه ليست اول مرة تتخلى فيها روسيا عن دورها لصالح الغرب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي!"

روسيا ستحاول الحفاظ على ما تبقى لها في سورية، أو ستحاول حصر الحرب في نطاق إقليمي إن حدثت. وذلك بحسب شرعية التدخل العسكري كما يعتقد الأخ رامي..
"رامي الصياد الصغير : يتوقّف هذا على طبيعة العمل العسكري .. فإن كان هذا العمل العسكري تحت راية الأمم المتحدة ( وهو أمر مستبعد كون الملف السوري أهم من أن توافق روسيا على ذلك ) فإن ذلك يعني أن تأثيرها سيكون ثانويّاً محصوراً في محاولة إنقاذ فتات ما تبقى لها في سورية ... أما إن كان التدخّل خارج راية الأمم المتحدة ( و هو المتوقّع ) فهذا يعتمد على الدول المشاركة في هذه الحرب ... أعتقد بأن الموقف الروسي سيكون محاولة حصر الحرب كحرب إقليميّة بدلاً من الخيار الثاني الأخطر و هو حرب عالميّة ... حيث ستبقى الحرب باردة ظاهرياً من الدول المشاركة في هذه الحرب.. سواء المحور الأمريكي الأوروبي أو المحور الصيني الروسي .. باستثناء سورية التي ستبقى نقطة الالتحام الساخنة بين المحورين .. لن أعيد الحديث عن الأهمية الاستراتيجية و السياسية لسورية .. إذا نشر في ذلك الكثير .. و لكني ما سيحدث بسوريا سيمتد بتأثيراته ليغيّر الخارطة العالميّة ...يبقى كل ما نتكلمه تنظيراً ... و للحسابات السياسية طريق آخر لن يكشفه لنا إلا الزمن .."

كانت هذه عينات من الآراء المختلفة التي وردت في حوار "روسيا اليوم" مع القراء الكرام. ويمكنكم قراءة الحوار كاملاً والمشاركة فيه على الرابط: "موقف روسيا في حال التدخل العسكري في سورية"
نلفت انتباه القراء إلى أن قناة "روسيا اليوم" لا تتبنى أي من الآراء الواردة في المقال وتنشرها كما كتبها أصحابها.

اجمالي القراءات 3825