خطاب غول
قراءة في خطاب غول

زهير قوطرش في الثلاثاء ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة في خطاب غول . الرئيس المنتخب حديثاً في تركيا.:

كما ذكرت في مقالتي السابقة ، بان التجربة التركية الفريدة من نوعها في عالمنا الاسلامي ، حريّة بالبحث والدراسة من قبل المختصين ،وخاصة من قبل الاسلام السياسي في عالمنا العربي ،عسى ولعل أن يجدوا فيها ما ينفعهم ويوسع افاقهم الحزبية والفئوية الضيقة. لقد خلع غول عبائته الحزبية على عتبة البرلمان ( بينما لبس هنية عباءة الحزبية الحماسية بعد فوزه مباشرة، ليقول للشعب الفلسطيني هذه العباءة الوهابية التي &OaOacute;تكون رمزا لحكومة حماس ، وهذا ما حدث فعلاً) وفي مايلي مقاطع رئيسية من خطاب غول مع بعض التعليقات البسيطة.

لا تحيز:

"أعي تماماً صعوبة المهمة الملقاة على على عاتقي ،رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة.ويمثل بصفته هذه الجمهورية التركية ووحدة الامة التركية،ويحرص على تطبيق الدستور وتأمين العمل المنتظم والمنسجم لكل أجهزة الدولة، هذا مطلب دستوري،وما دمت في هذا المنصب،سوف أحضن الجميع من دون تحيز . سأكون حريصاً جداً على الحفاظ على الحياد ،وأفعل كل ما بإمكاني لضمان عمل اجهزة الدولة بطريقة منسجمة". (كان حرياً به كحزب أسلامي ، أن يقوم بعمل تغيرات كبيرة لصالح حزبه وحركته السياسية الاسلامية ،هذا ما تعودنا عليه في عالمنا العربي ، كان عليه تشكيل قوة تنفيذية لتطبيق الشريعة ،والأهم من ذلك كان عليه تعديل الدستور ، والعمل على تفعيل دستور اسلامي ،مرجعيته التراث الذي طبقت بنوده قبل الف عام ، كما فعلت طالبان)

الديمقراطية والعلمانية:

" الجمهورية التركية هي دولة ديمقراطية،وعلمانية ،واجتماعية، تحكمها سيادة القانون. هذه الصفة المنصوص عليها في مواد الدستور غير قابلة للتغير.متلازمة وكل واحدة منها هي بلاشك مبدأ أساسي في جمهورينا. سأكون دائماً مصمماً عازماً على الدفاع عن كل هذه المبادئ من دون أي تميز بينها،وعلى ترسيخها أكثر فاكثر في كل مناسبة.في الديمقراطية التي هي نظام حقوق وحريات،العلمانية التي هي من المبادئ الأساسية لجمهوريتنا .نموذج يقع في أساس حرية عيش انماط حياة مختلفة إذ تشكل إحدى قواعد الانسجام الاجتماعي. وليس هذا كل شيء فالالتزام بمبدأ العلمانية هو الوسيلة الانسب كي نقضي منذ البداية على النزاعات وعناصر المشاجرات التي تظهر من وقت لأخر في كل مجتمع. عندما نفكر في الحقائق والحساسيات المتأصلة في جفرافيتنا، نفهم في صورة أفضل معنى مبدأ العلمانية التي تضمن أيضا حرية الدين والمعتقد"
( بعد الانقلاب المشرف من قبل حماس في غزة ، صرح أحد المسؤولين الكبار. منذ الان لامكان للعلمانية في غزة ، وسنقوم بتحويل كل مبانيهم الى مساجد أو جمعيات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، عندما استولت طالبان على الحكم في أفغنستان قامت بإعدام العلمانين والمسلمين المعارضين على أعين الشعب . في الجزائر يقوم الاسلاميون بحز الرؤوس ، رؤوس ابناء شعبهم ،...بدون تعليق ...)

حقوق المواطنين وحرياتهم:

"من المسائل ذات الأهمية القصوى التي أود أن الفت انتباهكم إليها الحاجة الى الوثوق بالنظام الديمقراطي، فالنظام الديمقراطي الذي ينتخب فيه المواطنون ممثليهم، هو هيكلية تستند الى مبادئ القانون الشاملة حيث يمكن اللجوء الى الوسائل القانونية والتمتع بالحقوق والحريات السياسية كاملة على المستويين الفردي والجماعي. قيام مجتمع منفتح هو الحد الادنى المطلوب لتطور البلدان واكتمال الافراد.إن حريات الفكر والتعبير والدين والمعتقد المنصوص عليها في الدستور هي في الوقت عينه الضمانة التي تؤمن حياة كريمة لشعبنا. يجب ألا ننحرف أبداً عن الهدف المتمثل ببناء مجتمع منفتح حيث يمكن التعبير عن أي نوع من الاراء-شرط ألا تحرض على العنف- بحرية ومن دون خوف لقد تعلم العالم المعاصر منذ وقت طويل ألا يخاف من الحريات الاساسية،وبدورنا يجب أن نطالب بملكية حرياتنا بوصفها القيم الأكثر حيوية في مختلف الظروف. في عالم اليوم ينتشر أكثر فأكثر فهم واسع النطاق يسلط فيه الضوء على الخصائص المختلفة وحيث لم يعد التغير والتنوع يثيران الخشية ،ما دامت القيم التي تربط بيننا كأمة سليمة والمبادئ الاساسية للنظام الدستوري متجذرة ومحط احترام من الجميع. لكي لا تكون اختلافاتنا وتنوعاتنا نقطة ضعف بل على العكس ستكون ثروتنا الكبرى.إذا أدركنا هذه الحقيقة، يمكننا أن نرسخ أكثر فأكثر وحدتنا وتضامننا. وكذلك سلامنا وتقيدنا بالنظام، وبما أن ثقافتنا الديمقراطية تستمد غذاءها من التعديدية ،يمكننا أن نتبنى بسهولة أكبر القيم التي تجعل منا ما نحن عليه. كما نعلم أن الدول موجودة لتأمين سعادة شعوبها وسلامهم ورفاههم وأمنهم. لايستطيع أي بلد أن يدعي أنه معاصر إذا كان مواطن وأحد يتعرض للتميز أو يواجه بالاستهجان بسبب خصائصه الدينية أو اللغوية أو الاثنية أو وضعه الاقتصادي."

مفاوضات عضوية الاتحاد الاوربي:

أصابت تركيا في اختيار هدفها.وقطعت حتى الآن أشواطاً كبيرة نحو تحقيقه .يجب أن نستمر في القيام بخطوات راسخة متحلين بإرادتنا الحرة وتصميمنا، فنكمل الطريق الذي سلكناه في 3 تشرين الأول أكتوبر 2005. عندما اطلقنا مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوربي. من الضروري لبلادنا، أن ننفذ بحزم أكبر الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تقودنا باتجاه العضوية في الاتحاد الاوربي. المناخ السياسي في أوربا عرضة للتغير المستمر. وفي سبيل بلوغ المعاير الحديثة المهمة بالنسبة إلينا. يجب أن نتمكن من أن نظهر عند الحاجة الإرادة لفتح فصول المفاوضات وإغلاقها بإنفسنا. بعد أن تنجز تركيا عمليتها الاصلاحية وتحقق تاليا الالتقاء الكامل مع الاتحاد الاوربي في كل المجالات ،سوف تتخذ بنفسها القرار بشأن عضويتها في الاتحاد الاوربي عندما يحين الوقت المناسب يجب أن ننفذ هذه الاصلاحات ليس لأن الأخريين يريدونها إنما لأجل شعبنا،ومن تلقاء أنفسنا. مع مرور الوقت سيصبح من الاسهل بكثير على تركيا حديثة وقوية تجاوز العقبات التي تعترض طريق انضمامها الى الاتحاد الاوربي، وهكذا تفقد هذه العوائق معناها. يمكننا أن نحقق هذا.....

راي بسيط:

قد نتفق أو لا نتفق مع ما جاء في خطاب غول.....لكن المهم أن هذا الحزب الاسلامي ،أدرك من خلال التجربة ، أن مصداقيته ،تنبع من مصداقية ما يقوم به لصالح شعبه، أن مصداقيته تنبع من قدرته على محاسبة نفسه باستمرار ... مصداقيته من خلال الشفافية الخاضعة للمحاسبة والمسائلة من قبل اجهزة المؤسسة التشريعية....كما ادرك هذا الحزب الاسلامي أن مكانه في المجتمع الدولي ،هو الضمانة لقوة اقتصاده ،وخلق فرص عمل لمواطنيه....والاهم من كل ذلك حتى الآن لم يتسرب الفساد والرشوة الى صفوف قياداته.... وأثبت أن الاسلام كدين قادر على التعايش والتفاعل ضمن أطار العلمانية بدون خوف لأنه في تعامله مع الأخريين يبدي مرونة كبيرة دون أن يتخلى عن عقيدته ،واستطاع أن يقنع الجميع أن خيمة الاسلام المتنور تتسع لكل من يريد أن يساهم في بناء الوطن والانسانية ،تحت مبدأ لا أكراه بالدين.

اجمالي القراءات 6055