انقسام المعارضة المسلحة ينذر بتحول البلاد الى ساحة صراع
جماعة الاخوان المسلمين تشكل ميليشياتها الخاصة في سوريا
ميليشيات مسلحة تنشأ في سوريا وتعمل بعيدة عن الجيش السوري الحر |
تتشكل في سوريا ميليشيات إسلامية مسلحة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لا تنتمي الى الجيش السوري الحر، بل تعمل تحت أمرة قيادات أخرى وتهدف الى اقامة دولة سورية مدنية، ولكن على أساس إسلامي. وقال أكاديمي أميركي سوري، انضم لفترة الى المجلس الوطني السوري إن سوريا مهددة بخطر التفكك على غرار ما حدث بعد سقوط صدام حسين في العراق.
لندن: شكلت جماعة الإخوان المسلمين ميليشيا خاصة بها في المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأفادت صحيفة الديلي تلغراف نقلاً عن مهربي سلاح وقادة عسكريين في المعارضة المسلحة، أن للميليشيا التي تطلق على نفسها اسم: "مسلحو الاخوان المسلمين" وجوداً في العاصمة دمشق ومناطق ساخنة أخرى مثل حمص وإدلب. وأكد مسؤول في الميليشيا قدم نفسه بإسم ابو حمزة أنه أطلق مبادرة تشكيل الميليشيا مع عضو في المجلس الوطني السوري.
وقال ابو حمزة لصحيفة الديلي تلغراف "رأينا أن هناك مدنيين يحملون السلاح في الداخل فقررنا التعاون معهم ووضعهم تحت مظلتنا".
وقال حسام ابو هابيل الذي كان والده الراحل عضواً في جماعة الاخوان المسلمين إبان الخمسينات، إنه يجمع من 40 الى 50 الف دولار في الشهر لإمداد الميليشيات الاسلامية في محافظة حمص بالسلاح ومعونات أخرى.
وأضاف أبو هابيل أن الميليشيات التي يمولها لا تنتمي الى الجيش السوري الحر، وأن "مهمتنا هي بناء دولة مدنية ولكن على أساس إسلامي، ونحاول التوعية بالإسلام والجهاد".
ويلاحظ مراقبون أن الفرع السوري لجماعة الاخوان المسلمين انتعش بنجاح الجماعة في مصر، حيث فاز الاخوان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وكان المعارضون العلمانيون والإسلاميون مستعدين في الأيام الأولى من الانتفاضة ضد نظام الأسد للقتال تحت راية الجيش السوري الحر والاعتراف بالمجلس الوطني السوري قيادة سياسية لهم.
ولكن الجيش السوري الحر الذي تتألف غالبية مقاتليه من عسكريين منشقين، اختلف مع المجلس الوطني السوري الذي تقوده معارضة الخارج. وللجيش السوري الحر الآن جناحه السياسي باسم "مجموعة الدعم السورية". وانعكس هذا الانقسام على الأطراف الدولية التي تدعم الانتفاضة بدعم العربية السعودية للجيش السوري الحر واقتراب قطر من المجلس الوطني السوري والميليشيات الاسلامية، بحسب صحيفة الديلي تلغراف.
وتتأثر بهذه الإنقسامات العمليات القتالية على الأرض، حيث تتعاون الفصائل المختلفة عند الضرورة، ولكنها عدا ذلك لا تمت بصلة الى بعضها البعض. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ابو بكري الذي يقود كتيبة إسلامية على الخطوط الأمامية لجبهة حلب، تسمي نفسها "كتيبة ابو عمارة" أنه يشعر بالاهانة إذا حُسب على الجيش السوري الحر.
وتحدث ناشط عن عمله مع سياسيين سنة في لبنان لشراء أسلحة للجيش السوري الحر بتمويل سعودي.
وقال عضو مركز قيادة الجيش السوري الحر داخل الأراضي التركية لصحيفة الديلي تلغراف، إن الجيش السوري الحر تلقى هذا الاسبوع شحنات كبيرة من الذخيرة والمدافع الرشاشة والقذائف المضادة للدبابات. وكانت العربية السعودية وقطر تمولان الجيش السوري الحر بنحو 3 ملايين دولار، يتلقاها مركز القيادة نقداً كل شهر، ولكن عضو مركز القيادة أكد أن هذا الوضع تغيّر الآن. وقال لصحيفة الديلي تلغراف: "نحن لا نعمل مع القطريين لأنهم ارتكبوا اخطاءً عديدة بدعم مجموعات أخرى".
ولكن انقسام المعارضة المسلحة ينذر بتحول سوريا ما بعد الأسد الى ساحة صراع بين فصائلها المختلفة. وقال لؤي سقا، المدير التنفيذي لمجموعة الدعم السورية "إن هذا يضاف الى التشظي ويضعف مصداقية المعارضة". ودعا الجهات التي تدعم الانتفاضة السورية الى تقديم دعمها "عن طريق القناة الأصولية للمجلس العسكري للجيش السوري الحر بدلاً من انشاء ميليشياتها".
وقال عمرو العزم، وهو أكاديمي أميركي سوري انضم لفترة قصيرة الى المجلس الوطني السوري إن سوريا مهددة بخطر التفكك على غرار ما حدث بعد سقوط صدام حسين في العراق. وإن قرار الغرب تحديد دوره في النزاع السوري والامتناع عن تقديم أسلحة قاتلة ترك فجوة ملأها الإسلاميون، بحسب تعبيره.
وحذر عزم من أن الغرب بالانسياق وراء مخاوفه يعمل على تحقيقها في الواقع وإن امتناعه عن التدخل هو الذي يدفع فصائل معارضة الى البحث عمن لديهم موارد. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن عزم "لا أحد يريد الذهاب الى القاعدة، ولكن إذا لم يبقَ لديك إلا آخر خمس طلقات ويطلب منك أحدهم أن تقول "الله أكبر" خمس مرات فانك تفعلها".